


عدد المقالات 166
العنوان مثل شعبي دارج في المنطقة، ويشير بشكل محدد للموقف من اندلاع خصومة أو اقتتال بين طرفين لا يتمتع أحدهما بالجاذبية، أو ربما يتسم كلاهما بالسوء أو الحماقة، وهذا ما يمكن أن ينطبق على طرفي الحرب المندلعة في شمال مالي، فرنسا من جهة، والجماعات الجهادية المنضوية تحت لواء القاعدة أو المتحالفة معها من جهة أخرى. شهدنا عقدا ونصف من الصراع الدامي بين تنظيم القاعدة والغرب، مئات الآلاف من القتلى والمشردين والنازحين، حربان طاحنتان في أفغانستان والعراق أكلتا الأخضر واليابس، كل هذا والإنسان العربي يعيش صراعا داخليا صعبا، يقف على مسافة من طرفي الصراع، الغرب المستعمر الباحث عن مصالحه، الذي يُجند الاستبدادَ في بلادنا ساعة، ويُجندُه الاستبدادُ ساعات، وتنظيم القاعدة المتطرف على الضفة الأخرى، واليوم ثمة من يريد إحياء هذا الجنون من جديد، رافعا شعار الحرب الفرنسية الصليبية من جانب، والإسلام الإرهابي المتطرف من جانب آخر.! لما هبت رياح الربيع العربي في نهاية عام 2010، تغيرت أشياء كثيرة في المنطقة، بدأت البوصلة العربية تعيد إنتاج اتجاهاتها، الإرادة الحرة وصناعة القرار الوطني النابع من اختيار الأمة والخاضع لمصالحها هو الهدف المنشود، ومع هذا التزام ديني إسلامي لا فكاك منه، والتزام عروبي تفرضه رابطة الدم والتاريخ والمنفعة المشتركة. أدرك العربي نتيجة هذه الهبة الشعبية أن لا شيء ينقص نهضته وتطوره مثل الإدارة الحكيمة، والتي لا يمكنها أن تتوافر من دون المشاركة والتوافق والرقابة الشعبية، وفي منتصف العام 2011 جاءت وفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لتسدل الستار على حقبة زمنية دامية ومؤلمة، صنعها الاستبداد المتحالف مع القوى الغربية الطامعة بالهيمنة والنفوذ، على حساب حياة الشعوب الأخرى ومصالحها ومستقبلها. أدرك أن سؤالا ملحا يتبادر إلى الذهن الآن: هل نقف على الحياد التام بين المقاتلين الإسلاميين والجيش الفرنسي المستعمر؟ وقد تكون الإجابة عن هذا التساؤل معقدة وطويلة جدا، لكنها مهمة لكثير من الإخوة الذين يضعون هذا الاعتبار فوق كل شيء، وهم نفس الإخوة الذين يسحبون كثيرا من رصيد هذا الاعتبار المهم، فيمتد إلى أبناء الدين الواحد، والمذهب الواحد، حتى يصل الأمر بنا إلى كون عملية الاصطفاف واجبة وأكثر أهمية من المعايير التي تقوم عليها!، وهنا لا بد أن ندرك الخسائر الكبرى التي تسبب بها تنظيم القاعدة، في العراق وأفغانستان والمغرب العربي وبعض الدول العربية الأخرى، والصورة الكارثية للإسلام كدين وللمسلمين كأفراد، نتيجة ما قام به من أعمال طوال الحقبة الماضية، إضافة للجهل المستفز المرتبط بفهمه للسياسة والصراع البشري وكيفية إدارته. إن الاستعمار الغربي الحديث وجد في التنظيم الضالة التي ينشدها، ثمة ما يستدعي حربا كونية يمتطيها القادة المستعمرون من أمثال جورج بوش الابن وبلير وساركوزي وصولا إلى هولاند، وأيضا هناك ما يقتات عليه الاستبداد في عالمنا العربي. إن أفضل ما يمكن أن يغذي النزعة الأمنية والسلطوية وجود تنظيم مثل القاعدة، وأفراد بسطاء مثل الذين يقاتلون اعتقادا منهم بأنهم جنود لله. هناك صراع حقيقي مع الغرب، ومصالح متنازع عليها بلا أدنى شك، لكن هذا الصراع لا يخوضه الشباب المتدين حديثا والباحث عن أسهل طريق للجنة، بل تخوضه الأمم الحرة القوية المتحضرة المدنية. إنه صراع سياسي بامتياز لا دخل للدين فيه، غير التوظيف السيئ له من قبل الأطراف المتصارعة، مثل ما فعل الابن الصغير يوم إشارته الغبية للحرب الصليبية بعد أحداث سبتمبر. وكما تقوم الدول الغربية بالتواطؤ على مطالب الشعوب في الحرية والكرامة والسيادة، وتدعم بلا حدود مشروع الاستبداد العربي، فإن القاعدة ومشروعها يجهض كل نواة لنهضة حقيقية، ومن هنا وجب القول لكليهما: نحن مشغولون في أماكن أخرى، وقضايا أخرى، ونار تاكل حطبها.
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...