


عدد المقالات 166
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة الحزم العظيمة فقط، بل منذ اليوم الأول لحكم الملك سلمان، والملك سلمان يتوج حاكما مرتين، في الأولى على عرش المملكة العربية السعودية بعد توليه الحكم قبل شهرين، وفي الثانية قائدا حقيقيا لدفة العمل العربي في وجه الأعداء، وأمام المد الإيراني على وجه التحديد، صحيح أن المشوار طويل جدا، والتحديات كثيرة، لكن المركبة تحركت وسط دعم شعبي سعودي وعربي غير مسبوق، وكل ما أتمناه أن يكون هذا الدعم والتأييد مفتاحا للتصحيح في كثير من القضايا، في السياسة الخارجية والإدارة الداخلية للبلد، والتوافق مع خيارات الشعوب وطموحاتها. شكلت عاصفة الحزم السعودية الخليجية العربية موضوعاً لكل العرب في الشبكات الاجتماعية، وحديث الناس ليس غثا أو هامشيا، بل مسألة في غاية الأهمية، يجب الانتباه لها، والعمل على تصويب النقاشات العامة ودفعها في المسارات الصحيحة، وسأعرض لبعض النماذج التي طفت على السطح في الأيام القليلة الماضية، والتي أخذت موضوع العملية العسكرية إلى مكان لا يليق بها، ولا يشكل أحد أهدافها على الإطلاق، كما أفهمها على الأقل، فالقصف الجوي لمناطق في اليمن، يستهدف الميليشيا الحوثية المجرمة في حق شعبها أولا، وفي حق جيرانها وحاضنتها العربية، وهذه العملية ليست نزهة ولا محل استعراض للعضلات، ولا محل شماتة أو رضا بمقتل اليمنيين، لا السعودية ولا أبناء الأمة سعداء بمقتل الحوثيين اليمنيين، وعلى يد إخوة لهم في الدين والعروبة، لكن الحوثيين، هم من بدأ بالعمالة والخيانة لأمتهم وشعبهم، وقتل أبناء جلدتهم من اليمنيين، وهم من أوصلنا لهذه المرحلة الصعبة، والتي اقتضت مواجهة إجرامهم وتماديهم بالسلاح والعمل العسكري، أي أن الأمر باختصار، مواجهة المضطر، وقمع التمرد، دون سعادة أو شماتة أو نشوة زائدة لا محل لها من الإعراب. أما من يرى في عاصفة الحزم مواجهة ضد الشيعة، فهو مخطئ تماما، وكل محاولاته لتصوير الأمر على هذا النحو جريمة في حق بلاده وشعبه ومشروعه، وإن كان بعض الشيعة يوافق الحوثي ومن خلفه إيران في مشروعهم، فإن ما يقوم البعض هو محاولة دفع البعض الآخر من الشيعة لتبني هذا الموقف، ماذا يفعل الشيعي إن كان كلامه وتأييده تقية، وصمته جريمة في نظرك! لا يحق لك أن تتحدث باسم مشروع أمني وقومي سياسي، وتكيفه على هواك المذهبي الضيق، هذه حرب استراتيجية لتعديل الكفة وخلق التوازن، والشيعة جزء من هذه الأمة، أما من وافق الحوثي والميليشيات المجرمة في العراق وحزب الله في لبنان، فهو منهم، ولا نملك إلا دعوته والنقاش معه وتبيان الحقيقة له، ورسالتنا الكبرى في هذا الصدد، إننا أمة التعدد والمساواة والمواطنة، لا أمة المشروع الطائفي الشيعي الذي تتبناه إيران، وتعمل على اختراق مجتمعاتنا العربية من خلاله، وكسب المؤيدين والأتباع داخل هذه المجتمعات، حتى وصل الأمر لنفي هذه المكونات الخائنة والعميلة في لبنان والعراق واليمن. أما المناضلون المعلقون في السماء، والذين يقيمون هذه العملية بالمنظار الديمقراطي، فنتمنى منهم الهبوط إلى أرض الواقع، وقراءة الأشياء بالعقل والمنطق لا بالأوهام، هذه ليست عملية عسكرية لنشر الديمقراطية في المنطقة، ومواقفنا السابقة كانت ضد الديمقراطية في أكثر من بلد عربي، ولا أحد يؤيد ذلك أو يتمناه لبلاده، وآراؤنا في هذا الصدد معلومة للقاصي والداني، ولا محل للمزايدات هنا، لكن علينا أن نفهم أمرا في السياسة، إن أعتى الديكتاتوريات وأنظمة الاستبداد تحظى بتأييد شعوبها ودعمهم في حالات الخطر الخارجي، وأعتى الديمقراطيات تنال أيضا دعم شعوبها في مواقفها الخارجية «غير الديمقراطية» إن كان الأمر يتعلق بأمن هذه الدول ومصالحها، وبالتالي، فإن بلادنا غير الديمقراطية، والتي اتخذت مواقف غير ديمقراطية في أكثر من موقف، والتي لا يمكن مقارنتها بالأنظمة المستبدة العفنة التي حرقت الأخضر واليابس في بلدانها، تستحق منا هذا الدعم والتأييد، دون أن يغير ذلك من ضرورات الإصلاح وترميم البيت الداخلي، ولكل مقام مقال. المملكة اليوم تعود إلى موقعها الطبيعي في قيادة الأمة، وهذا يتطلب منها الكثير الكثير، في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ويتطلب منها الكثير من العمل داخل حدودها للإصلاح، ثمة لغة وثقافة وجنون ينبغي القضاء عليه مجتمعا، وثمة مشروع يجب الانتباه له والعمل على تقويته والتركيز عليه، وكلما سارت بلادنا في هذا الاتجاه، وجدتنا جميعا معها، مع بعض الاستثناءات التي لا مناص من وجودها، في كل زمان وكل مكان. •  @alialdafiri
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...
يتصور الناس واهمين، أن الانتماء لبلد ما، يستوجب الذهاب إلى ضابط الهجرة والجوازات، والتوقيع على الأوراق الخاصة بجواز السفر الجديد، الممغنط، وإحداث التغيير المطلوب في خانة الجنسية، هنا فقط، تصبح مواطنا كامل الدسم والامتيازات، ويحق...