


عدد المقالات 166
كل ما يجري في مصر، ما بعد الثالث من يوليو الماضي، لا يمت للعقل بصلة، ولا يمكن أن يتخيله إنسان، على الأقل في عصرنا هذا، ويفترض هنا أننا نتحدث بعد أن استقرت الديمقراطية كنظام حكم في أماكن كثيرة في العالم، وبعد أن أصبح الحديث عن حقوق الإنسان أمرا بديهيا، وبعد أن تجاوزت أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأجزاء من إفريقيا وقطاع واسع من آسيا عقدة الاستبداد، على الأقل في جوانبه المظلمة والبشعة، مما يجعل من الصعب علينا القبول بما يجري في مصر السيسي، مصر التي يريد لها أصحابها العودة آلاف السنين إلى الوراء، بعد أن هزت ثورة 25 يناير سكونها، وصدمتها كما يجب للحاق بركب الدول المتحضرة والحديثة. البارحة فقط، تحال إلى المفتي أوراق إعدام قرابة 600 مصري، من بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الجماعة التي كان أحد أعضائها يرأس البلاد قبل أشهر، والتي كان يرأس أحد أعضائها مجلس الشعب المنتخب من قبل الشعب المصري، والتي كان يمثل أعضاؤها نصف مجلس الشورى المنتخب أيضا، وهي الجماعة التي أنشأت أول حزب سياسي بعد الثورة، وهؤلاء، المحالون إلى المفتي لإقرار إعدامهم، ليس من ذنب اقترفوه سوى الرفض وعدم قبول الانقلاب على الديمقراطية، والذي قاده الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المعين في عهد الرئيس المنتخب، هذه جريمتهم الوحيدة، واتركوا عنكم الصفحات المرفقة في ملفاتهم، كل ذلك لا يعدو سوى تفاصيل يراد لها تبرير الجريمة الرئيسية المتمثلة بأحكام الإعدام. ليست الإعدامات وحدها الشاهد على جنون المرحلة الجديدة في مصر، كل شيء يعزز من هذا الجنون، كل شيء تقريبا، من الإعلام إلى الخطاب السياسي السائد، وصولا إلى ثقافة التحريض والكراهية التي يتم غرسها يوميا في الشارع المصري، في ظل الجهل والأمية والخوف المتفشي في المجتمع، والذي يجعل من شرائح كثيرة لا تتماسك أمام عملية التعبئة القائمة، وتنخرط بوعي أو دون وعي في هذه الحملة التدميرية للبلد، والتي لا يمكن لأي طرف من الأطراف، مهما كانت قوته وتأثيره، أن يجني ثمارها ويجيرها لصالحه طول الوقت، الدمار الذي تتم رعايته الآن سيطال الجميع، ويعقد من عملية الإصلاح في المحروسة، وستظهر نتائجه في الحياة العامة، وفي الأعمال والمدارس والمستشفيات والاقتصاد، وحينها سيدخل البلد في أتون دوامة لا يمكن لأحد إيقافها. إن أكبر مشكلة تواجهنا اليوم، الاعتقاد بأن الحال ما هو إلا معركة بين طرفين، على أحدهما أن ينتصر، وبأية طريقة كانت، وعلى حساب أي شيء، وكل شيء، وهذا ما يدفع البلاد إلى الكارثة يوما بعد يوم، دون أن يشعر أحد، نتيجة الاحتقان، والتعبئة، والمعايشة اليومية. أي مصير ينتظر الجميع، وقد أسهم تدخل الخارج في تأجيج الأوضاع بشكل لا يحتمل، وتحولت الأطراف المحلية إلى أدوات تنفذ ما يريده الآخر لا ما تريده هي، وكبرت كرة الثلج حتى غدت معركة عربية إقليمية يغذيها كل طرف بحساباته ومصالحه ومشاريعه. إن مصر اليوم على مفترق طرق، وما لم تصل الأمور فيها إلى تسوية عادلة وتاريخية للخروج من الأزمة الطاحنة التي تعيشها، لن يتوقف مسلسل العبث والتدمير، وستتحقق نتائجه بشكل يفاجئ الجميع، وسنحتاج إلى ألف يناير حتى نبدأ من جديد، وهذا ما لم تتضح بوادره حتى الآن.
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...