


عدد المقالات 166
مونوبولي وباختصار شديد هو فيلم تلفزيوني قصير يجمع بين الدراما والتوثيق، ويتناول أزمة السكن في السعودية عبر تسليط الضوء على قصية الأراضي البيضاء المحتكرة من قبل كبار المتنفذين والممنوحة لبعضهم من قبل الدولة، العمل أثار ضجة واسعة على الساحة المحلية وحقق أرقام مشاهدة قياسية في فترة زمنية قصيرة، ويسجل موقع اليوتيوب الشهير أكثر من مليون مشاهدة للعمل في ظرف أيام، مما يعد مؤشرا قويا وواضحا على نجاح العمل وقبوله من جمهور عريض، القيمة الفنية للعمل عالية جدا، فقد استطاع المخرج بدر الحمود توظيف مجموعة من الهواة في حبكة درامية رائعة وعرض ممتع، ومع هذا لا يمكن إعمال المشرط النقدي عند تناول الفيلم، لأسباب تتعلق بالإمكانات المحدودة وانعدام التمويل والانشغال الرئيسي بمضمون العمل لا شكله. السؤال المهم يدور حول الأسباب التي تقف خلف النجاح الكبير لفيلم مونوبولي، فهل كان الفنانون في العمل رائعين والإخراج مميز؟ هل القضية المطروحة جدلية وتشغل بال كثير من الناس؟ نعم هي الإجابة على التساؤلات السابقة، ولكن هذا وحده لا يكفي لفهم القبول الكبير الذي تحظى به الأعمال الفنية غير الرسمية في السعودية، وهي الأعمال التي لا تخضع لسلطة وزارتي الإعلام والداخلية في البلد، فكل ما نشاهده في التلفزيون الرسمي والقنوات شبه الرسمية في قناة أم.بي.سي يخضع بشكل مباشر لتلك السلطة، ولمعرفة الجماهيرية التي تحظى بها الأعمال السعودية غير الرسمية البعيدة عن عين الرقيب، ما عليك سوى متابعة "على الطاير" و "لا يكثر" ونشرة "التاسعة إلا ربع" و "إيش اللي" وغيرها عبر موقع اليوتيوب. وإصدار الحكم الحقيقي حول ما يشاهده السعوديون وما لا يشاهدونه! في الأسابيع الماضية تواصل مجموعة من الأصدقاء بغرض إطلاق موقع خاص بمقالات الرأي في الشأن السعودي، أسفرت عملية البحث عن أسماء أكثر من 40 كاتب رأي رصين لا يكتبون في الصحف السعودية الرسمية أو شبه الرسمية! فماذا يفعل هؤلاء وأين يعبرون عن آرائهم؟! وماذا تفعل الصحف المحلية في صفحاتها اليومية؟ هنا يمكننا فهم هذا الإقبال الكبير من المتابعين السعوديين على مواقع الشبكات الاجتماعية، وكثافة الاهتمام الذي نلاحظه في هذه المواقع، إذ لا يُتاح لهم التعبير عن كثير من همومهم في الصحافة والإعلام الرسمي. نحن أمام صراع بين السلطة والمجتمع، فالسلطة السياسية والإعلامية والأمنية والدينية تخوض معركة اختيار ما يلائم الناس ويناسب أذواقهم، تريد أن تفرض عليهم ما هو واجب ومسموح وحلال ومقبول ولائق، بينما المجتمع يرى في معظم ما تقدمه عكس ذلك، لا يثق كثيرا في الإعلام الرسمي ويهرب لغيره، لا يقبل الفتوى الرسمية ويندفع نحو آخرين يثق برأيهم واجتهادهم واستقلالهم، حتى الأعمال الفنية التي كانت تعجبه ويقبل عليها بقوة مثل مسلسل طاش ما طاش، باتت لا تناسب ذائقته كثيرا بعد أن أقحمت عليه الصبغة الرسمية التي أرادت استثمار شعبية العمل وتوظيفها لصالح ما تراه، ومن هنا نلاحظ أن الأمور في المجتمع المحلي تسير نحو خلق فضاءين، الفضاء المفروض على الناس من قبل السلطة والذي تتوهم أنه الفضاء الذي تحلق فيه الأشياء، وفضاء آخر مواز يخلقه الناس لأنفسهم ويختار قواعده الخاصة، والمقارنة بين العالمين ليست لصالح السلطة على الإطلاق، حجم السخرية والنفور من الفضاء الرسمي كبير جدا، وهي تعرف ذلك جيدا لكنها تكابر، ثمة من يقول بالعامية (ما عليك منهم) و(لا يهمونك)، وهذه العبارات غير مجدية ولا تؤتي بنفع ولا تقترب من مفهوم المسؤولية في إدارة المجتمعات! إن (بزران تويتر) كما يسميهم بعض كبار النافذين يعيدون إنتاج الأشياء في مجتمعنا، والتجاهل الذي يُقابلون به ليس لصالح السلطة على المدى الطويل، فالاهتراء الذي تعاني منه في كافة أذرعها الدينية والإعلامية والإدارية سيتضاعف طالما هناك من يعتقد بقدرته المطلقة على إدارة كل الأمور، وقدرته على فعل كل شيء دون الالتفات للنصح والنقد والسخط المتفشي في الفضاءات المفتوحة!
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...