alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

الإعلام الصراع على السردية وليس على المعلومة

22 ديسمبر 2014 , 08:04ص

لم تكن المعركة الإعلامية في تاريخها على المعلومة والخبر فحسب، وإنما كانت ولا تزال على السردية والسياق الذي يتم من خلاله توظيف المعلومة، هذه الحقيقة عززته وظهّرته الثورات العربية، بعد أن شحذ أرباب الثورات المضادة ألسنتهم وأقلامهم وكاميراتهم لتشويه ثورات الربيع العربي من خلال الاجتزاء والتضليل ووضع المعلومة في سياقات مزيفة، ولئن كان الثوار ومؤيدو الثورات العربية تسّيدوا مشهد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن رموز الثورات المضادة لجؤوا إلى التركيز على السردية والسياق نظراً لخبرتهم الإعلامية المتراكمة مقارنة بثوار وناشطين جدد عليها فكان أن رفعوا شعارهم الخفي « لكم المعلومة ولنا السردية». مقولة من يملك المعلومة يملك القرار لم تعد صالحة، إذ لا بد من سياق وسردية لهذه المعلومة وحبكها مع خلفيات تاريخية ومساقات معينة ليتحقق المرجو والمؤمل، تجلت ربما تراثياً بكتاب الإمتاع والمؤانسة لعالمنا الراحل أبي حيان التوحيدي رحمه الله، أما اليوم فالثورات أمام تحد حقيقي في تسويق نفسها ومواجهة السردية المضادة كنتيجة للثورة المضادة، كان نابليون بونابرت يقول: إن سبعين بالمئة من قراره يعتمد على التحليل بينما الثلاثون الباقية على الخبر. إذن معركة الإعلام في عالم الثورات العربية عززت أهمية السردية هذه، نظراً لشراسة المعركة التي ترسم حاضراً وتحدد مستقبلاً، وتُلحق الضرر بنخب نافذة غدت جزءًا لا يتجزأ من الأنظمة المهترئة المتداعية، فكان أن سعت هذه النخب إلى تنحية سردية ثنائية الخير والشر، لصالح تعددية سرديات رامية إلى تضليل وتشويه الثورات، يتساوى فيها القاتل والمقتول، والمجرم والضحية، وتضيع فيها الحقيقة. فمصطلح الشيطان الأكبر الذي سعت طهران إلى التلطي وراءه لعقود وصدّقها البعض فيه كشف أن ما روجته لم يكن شيطاناً لها، وإنما قريناً لها بالأفعال والأقوال، ظهر ذلك بالتنسيق في العراق وأفغانستان وسوريا، وآخرها طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخذ موافقة إيرانية على طلبه إقامة منطقة عازلة شمال سوريا وهو ما سخر منه أردوغان بالطبع قائلاً: لو كنا نريد تحقيقه مع الإيرانيين لما جئنا إليكم، وأتت مبادرة ديميستورا بتجميد الوضع بحلب لتعزز التنسيق الأممي - الإيراني في الشام، فقد هدفت المبادرة التي كتبها صحافي إيراني الأصل مقرب من النظام السوري إلى إطلاق النار على الطلب التركي بإقامة المنطقة العازلة بحلب، لاسيَّما وأن إيران قد طرحت قبل ديميستورا فكرة الهدن المحلية، وأشرفت عليها كما جرى بحمص، غير أن انتصارات المقاتلين في وادي الضيف والحامدية أخيراً قلبت الطاولة على الجميع.. نعرف تماماً كصحافيين حين نكتب تقريراً أن الخبر لا يشكل عشرة بالمئة منه، ينحصر ربما بالفقرة الأولى من التقرير الذي يجيب على الأسئلة الخمسة المعروفة، بعدها تفترق وسائل الإعلام في وضع الخبر في السياق الذي تريده وترغبه، عاكسة بذلك هويتها.. ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما يجري للثورة الشامية وغيرها من تشويه متعمد من قبل سياسيين وإعلاميين، فالكل يتحدث عن تنظيم الدولة «داعش»، وكأن المعركة هي معركة للقضاء على ما ينعتونه بالإرهاب لا علاقة لها بثورة مدنية شعبية وبمطالب شعبية محقّة ضد نظام استبدادي فاق كل الاحتلالات الأجنبية والداخلية، وحكم بالحديد والنار لعقود، واستجلب كل أنواع التدخلات الخارجية والمليشيات الأجنبية لقتل السوريين، فكان أن اختزل البعض الثورة السورية بإرهاب تنظيم الدولة. طرف آخر صوّر الثورة على أنها معركة سياسية بين نظام ومعارضة، وهو كذب فاضح، فالثورة نتاج شعب مقهور لعقود، لم يكن للسياسيين فيها ناقة ولا جمل، كان النظام يستجدي في الأشهر الأولى من الثورة جسماً سياسياً تقليديا يشكله سياسيون معارضون يعرفهم ويعرف نقاط ضعفهم وقوتهم، ليسهل عليه التعاطي معهم، والضغط عليهم من خلال دول تمون وتؤثر عليهم، لإدراكه أن التعامل مع طبقة شبابية سقفها عال جداً لا يقوى عليه فضلا عن جهله بها وبعقليتها. الخلاصة أن الثورة الشامية كغيرها من ثورات الربيع العربي هي ثورة شعب مقهور انتفض ضد أنظمة متكلسة متعفنة، منتهية الصلاحية، ولا بد من التأكيد دائماً على هذه الحقيقة، وعدم السماح لنتوءات وحوادث منعزلة بحرف الثورة عن مقصدها وأهدافها، فنبتة الفاصولياء لن تنمو وتكبر ما لم تُشقق الأرض من حولها، وهي سنة الحياة، فعلى السردية ألا تركز على تشقق الأرض وتنسى الثمرة المنتظرة، فمن أراد حكماً شعبياً بعيداً عن الديكتاتورية والاستبداد لا بد له أن يدفع الثمن.. فإن كانت صحف أميركية تتخذ موقفاً مؤيداً لمرشح رئاسي ضد آخر لا يرسم سوى أربع سنوات من عمر البلد، أفلا يحق لمؤسسات إعلامية عربية أن تنحاز لثورة شعوب تحدد مستقبل شعوب ربما لمئات السنين وقد توحدت خلفها الغالبية الساحقة لإزاحة أنظمة استبدادية متعفنة.? ? @ahmadmuaffaq

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...