


عدد المقالات 272
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن تدخل حزب الله في الشأن السوري على مدى عقد تقريباً، وهو ما انعكس سلباً على لبنان الذي يرفض بغالبيته مثل هذا التدخل، ويعتقد السوريون المؤيدون للثورة أن ما يجري في لبنان هو دفع لفواتير عمرها عشر سنوات من الحرب المشنونة عليهم، لمساعدة الطائفية الأسدية الحاكمة، وبدعم احتلالات أجنبية، وبالتالي فإن انهيار العملة اللبنانية، فضلاً عن شحّ الدولار في الأسواق، والذي يعزوه اللبنانيون أنفسهم إلى شرائه بشكل كبير من قبل الحزب، إنما هو كله تأكيد لروايتهم، كما يرون أن الحدث اللبناني اليوم هو نتيجة للثورة السورية، وليس سبباً لبنانياً خالصاً، وبغضّ النظر عن دقة هذا التصور من عدمه، فالثورات والانتفاضات اجتماعياً معقدة لديها أسبابها الداخلية والخارجية المتشابكة. انتفاضة مدينة طرابلس التي ينظر إليها السوريون على أنها أقرب إلى المدن السورية، بقدر ما تشكل فرحة لديهم ضد نظام هو امتداد لنظام حكمهم في سوريا، بقدر ما تشكل أيضاً مخاوف وهواجس من أن يتم الاستفراد بها، والتضحية بها على غرار مجزرة حماة في سوريا عام 1982م، وما يجري للمدن السورية اليوم، وحتى على غرار ما حلّ بطرابلس في الثمانينيات على يد نظام الوصاية البعثي، غير أن ما أُطلق عليه ثورة الجياع، وهي تسمية مؤلمة لقلب كل عربي، قد شملت لبنان كله، مما أدى إلى تراجع وانحسار هواجس السوريين من إمكانية الاستفراد هذه. ليست مشكلة لبنان في حاكم مركزي هو رياض سلامة، وليست في رئيس وزراء هو حسان دياب، فالأول هو الحاكم المركزي منذ ربع قرن، وظيفته هي تنفيذ سياسات مالية للحكومات السابقة التي هي واجهة الأحزاب والميليشيات، فالمعروف أن السياسة النقدية هي تنفيذ لسياسة مالية حكومية، وبالتالي فتحميل سلامة مسؤولية انهيار المعبد اليوم مضحكة، ولا يمكن أن تنطلي على عاقل، بينما القيّمون على المعبد لربع قرن لم يترددوا في التجديد لحاكميته مصرف لبنان طوال تلك الفترة، دون أن يتهموه بحرف واحد، المشكلة في حقيقتها وجوهرها تكمن في من يريد أن يشد لبنان إلى حلف النظام السوري ومن خلفه، ويقطع لبنان عن عالمه العربي والعالم الذي يتنفس فيه، وبين فريق آخر يصرّ على العكس، في حين أن حلف النظام السوري هذا متمسك باستراتيجيته القديمة الجديدة، وهي النأي عن لبنان المغرم اليوم، بينما تربص ويتربص بلبنان المغنم بالأمس، وحين تحين ساعة أن ينشل لبنان من وهدته التي هو فيها، حيث تراكم عليه انهيار العملة، وشح الدولار، وجائحة «كورونا»، نراه كفصّ ملح قد ذاب، لا تسمع له همساً أو ركزاً. من يرفع شعار المحاسبة لحاكم مصرف لبنان اليوم، بدعوى الشفافية والحيادية التي أتى بها رئيس الوزراء، هو نفسه من صمت على زجّ الآلاف من اللبنانيين في محارق الموت السورية، ولا يزال، وهو نفسه المتهم بترويج المخدرات في العالم العربي، يحصل هذا كله في الوقت الذي يقترب لبنان من الاحتفال بمئويته الأولى على قيامه عام 1920م، بينما يحبس أنفاسه أمام بلد لم يعرفوه ولم نعرفه من قبل، فبعد أن كان يوصف بالملهم، والمنارة، تحول إلى مكان موبوء لقتل جيرانه، وإيذاء آخرين عبر الترويج للمخدرات، وهو ما استنزف لبنان الجمال وقضاء العطلات الصيفية، موئل الأحرار الذين يجدون فيه متنفساً مع كل انقلاب عسكري حلّ في سوريا. الكل في لبنان خاسر من هذه اللعبة الخطرة، لعبة عضّ الأصابع، لكن الأكثر خسارة وإيلاماً هو المواطن اللبناني المتضرر في معيشته اليومية، والمتضرر على المدى البعيد من خسارة سمعة لبنان على المستوى الداخلي والخارجي، أما التساؤل الكبير، تساؤل المليون: هل وصفة حكم المائة عام الماضية لا تزال صالحة للبنان ما بعد 2020؟!
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...
عادت أجواء ثورة الياسمين السورية في ذكراها العاشرة تماماً كما بدأت، أجواء الاعتصامات والمظاهرات والشعارات ورفع علم الثورة السورية باعتباره علماً وحيداً وحّد الثائرين المنشقين عن الظلم والاستبداد والاستعباد. عادت أجواء التظاهرات السلمية لتؤكد من...