alsharq

علي الظفيري

عدد المقالات 166

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 15 ديسمبر 2025
اليوم الوطني: تأسيس الدولة.. وبناء الإنسان.. وحضور يتجاوز الجغرافيا

الدولة 193

17 يوليو 2011 , 12:00ص

كانت لحظة حزينة دون شك، يوم وقف الجنوبيون يحتفلون بدولتهم الوليدة وبالانفصال عن الشمال.. لم يكن هذا الانفصال عن السودان البلد فقط، بل انسحاب من العالم العربي برمته، ترك أهل الجنوب عالمنا وهو يصارع الطغاة والدكتاتوريات سعياً للحرية والديمقراطية، قطفت مصر وتونس الثمار الأولى لثوراتها، وما زالت سوريا واليمن وليبيا تصارع من أجل تحقيق الهدف ذاته، سهَّل الربيع العربي من تمرير هذه اللحظة القاسية على الحالمين بوطن عربي كبير ومنيع وقوي. إن اقتطاع هذا الجزء العزيز من أرضنا العربية ليس بالأمر الهين، لكننا نقف اليوم أمام نتيجة طبيعية لسيادة الأنظمة القمعية وفساد السلطة المطلق والتآمر الدولي على بلداننا. وبعد أكثر من نصف قرن على تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة، نشهد اليوم تقسيم أرض السودان لكن على أهلها هذه المرة. سيظل سؤال العلاقة بين سودان الشمال والجنوب مطروحا على الطاولة في السنوات القادمة، ولن تفاجئنا النكايات المتبادلة والتنافس غير الشريف واستقدام الأجنبي على حساب الجار القريب، ستجد القوى الدولية ما تفعله في المساحات الكبيرة من الخلاف بين السودانيين، إعلان الدولة ورفع الأعلام والاعترافات المتبادلة لن تكون نهاية الخلاف الطويل بل بدايته، هناك أبيي والحدود والثروات النفطية وحقوق المواطنين في الدولتين، وهناك الغرب الحاضر في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وهناك نظام البشير الذي لم يترك صالحا في البلاد إلا وأفسده، وهناك دكتاتورية مطورة تولد في دولة الجنوب تقوم على العرق والقبيلة، فلا يتوقع أحد أن الجنوبيين سيفاجئون العالم بنظام ديمقراطي غير مسبوق، وأشياء أخرى كثيرة ستبقى حالة الصراع قائمة إن أراد لها الطرفان ذلك. في تقديري أن التعامل مع دولة الجنوب الجديدة يمثل تحديا كبيرا للدول العربية الواقعة في محيط الدولة الجديدة، وأيضا تلك البعيدة عنها مثل دول الخليج وشمال إفريقيا، لا يمكن لمصر على سبيل المثال أن تتحدث عن أمنها القومي دون أن تكون حاضرة وبقوة في جنوب السودان، الصراع العربي الإسرائيلي سيجد في جنوب السودان ساحة جديدة قديمة، لم تغفل إسرائيل منذ الخمسينيات أهمية الدول الإفريقية المتاخمة للدول العربية، واستثمرت في تلك البلدان استثمارا كبيرا تجني اليوم بعض ثماره، وسيكون الصراع على كسب الدولة الجديدة أقوى الصراعات التي سنشهدها في العقود القادمة، ولا يقتصر الأمر على علاقة طيبة مع دولة جارة فقط، بل إنها قضية مصيرية يتوقف عليها مستقبل خارطة المنطقة، خسارة الجنوب وعدم احتوائه بالشكل اللازم سيفتح باب الانفصالات على مصراعيه، وأول استحقاق في هذا الخصوص يتمثل بـ «دارفور وأحلام الدولة فيها»، ولا ننسى هنا موقف سلفاكير ميارديت من هذه القضية ودعمه المطلق لها في مواجهة السلطة المركزية. التحدي الآخر الذي يواجهنا في قضية دولة جنوب السودان يتمثل حول مفهوم العروبة الحديثة القائمة على التعايش الثقافي والمصالح المشتركة، هناك خشية من تقديم الجنوب نموذجا مغريا لكثير من الأقليات الطامحة بدولة مستقلة، وتستطيع الدول العربية منفردة وعبر الجامعة العربية أن تقدم شكلا متقدما من العلاقة مع الجنوبيين أبناء الثقافة العربية وإن كانوا أفارقة ولهم لغتهم ودينهم الخاص، يتم فيه اعتماد المشترك بين هذه الشعوب واحترام خصوصية كل منها واحتضانها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، الشوفينية القومية العربية أثبتت فشل مشروعها، والعروبة قادرة على التصالح مع كافة المكونات الإثنية في داخل الدول العربية وخارجها إذا ما اعتمدت الديمقراطية وحقوق المواطنة المتساوية واحترام الثقافات والأديان منهجا في إدارة الدولة، لن يجد الكردي والأمازيغي والأرمني والقبطي ما يستفزه وينفره ويهمشه في الدولة العربية، بل سيجد نفسه شريكا كاملا في دولته، وهذه الثورات من شأنها أن تجعلنا أقرب من ذلك الحلم الذي طال انتظاره، وأن تجعل الجنوب أقرب أيضا.

السعودية.. بعض التغييرات الضرورية

تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...

عاصفة مؤلمة.. وضرورية

هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...

معضلة إيران

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...

في الحارث الضاري

جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...

حماس الإرهابية

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...

لماذا أغلقت قناة العرب؟

موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...

الرز المتلتل

في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...

وعلى قدر سلمان تأتي العزائم

يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...

سلمان ملكاً

بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...

المقال ما قبل الأخير

في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...

داعش غير العنيفة

من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...

الحابل مع النابل

في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...