


عدد المقالات 611
ما إن نتحدث عن السياقات السياسية لموجة العنف التي تضرب في العراق وسوريا واليمن، وتمتد لتشمل عواصم عربية وغربية أخرى، ونربطها بالصراع مع المشروع الإيراني، حتى يخرج لنا الطرف المؤيد لطهران، أيا كانت دوافعه، قائلا إن هذا العنف موجود قبل احتلال العراق، ثم يضيف أسئلة عما يجري في دول ليس لإيران دور فيها، وليس فيها شيعة، كما هو الحال في ليبيا ومصر. صحيح أن هذا اللون من العنف كان موجودا قبل احتلال العراق، لكنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وجرت مراجعات كثيرة في بلاد عديدة عنوانها التخلي عن نهج السلاح في الصراع مع الأنظمة، فيما كان تنظيم القاعدة يتحول إلى أفراد مطاردين في أرجاء الأرض، بما في ذلك عشرات في إيران نفسها. جاء احتلال العراق ليمنح دفعة كبيرة للتيار الجهادي، فقد رد على احتلال همجي لحاضرة من حواضر الأمة على نحو أشعرها بالإهانة، فكان أن منحت الحاضنة والمدد بكل أشكاله لأولئك الذين وقفوا يواجهون الغزو ويفشلونه، ولعلنا نتذكر أن طائفة من شبيحة بشار اليوم من يساريين وقوميين كانوا من أشد المتحمسين للزرقاوي، وكانوا يعتبرونه بطلا من أبطال الأمة، فيما كان بشار نفسه يتعاون مع أولئك الجهاديين حتى هدده المالكي بتحويله إلى محكمة الجنايات الدولية!! كانت تلك موجة أخرى قوية، ما لبثت أن بدأت في التراجع بعد صدام تنظيم الدولة الإسلامية مع مكونات المجتمع العربي السني في العراق، وذهاب غالبيته إلى الانتخابات تعويلا على العملية السياسية، وهو ما رد عليه المالكي بمزيد من الطائفية والإقصاء بدعم من إيران. جاء الربيع العربي ليؤكد هذا المسار، فتنظيم الدولة أصبح تنظيما سريا مطاردا في العراق، واتخذ أسامة بن لادن موقفا مرحبا بالربيع العربي وسمّاه تحولات تاريخية، وطالب أتباعه بعدم الصدام معه، والانشغال بالدعوة، والنتيجة أن مسار العمل المسلح كان في مرحلة أفول. هنا جاءت طائفية المالكي ورده على الاعتصامات السلمية بالسلاح، وبدعم إيراني، وجاءت دموية بشار في الرد على ثورة الشعب السوري السلمية، وبدعم إيراني كامل أيضا، جاء كل ذلك يمنح قوة دفع للظاهرة الجهادية، مشفوعة بخطاب مذهبي واضح، ثم جاءت قضية اليمن لتشكل ذروة الغطرسة الإيرانية، ولتدفع الأوضاع حالة حشد مذهبي غير مسبوقة، ربما في التاريخ. الجانب الآخر الذي يجري الاحتجاج به هو وجود عنف (لتنظيم الدولة أيضا) في مناطق أخرى لا صلة لها بإيران، ولا بالصراع المذهبي، وهنا نقول إن ذلك صحيح، لكنه جزء لا يتجزأ مما يجري في العراق وسوريا، فذلك التمدد للتنظيم وصولا إلى مشروع دولة وخلافة، جعل النموذج جاذبا للشباب (تماما كما كان نموذج القاعدة مطلع الألفية بعد هجمات سبتمبر)، والأمة المهانة لا يجد شبابها غير التنظيم (الدولة) معبرا عن أشواقهم في الانتقام، وعلى هذه الخلفية جاءت البيعات المتوالية من مجموعات في دول عديدة لقائد التنظيم أو الخليفة كما يرونه (البغدادي). كل ذلك يمثل تفسيرا ضروريا لما جرى ويجري (وهو ليس تبريرا لكل تجلياته)، ليس في العراق وسوريا واليمن وحسب، بل حتى في الخارج أيضا، فحين يطالب التنظيم أتباعه بأن يفعلوا كذا وكذا، سيجد منهم من يستجيب، وقد قلنا عشية خطاب العدناني قبل شهور طويلة (كرر ذلك في خطابه الأخير)، ودعوته المريدين لضرب المصالح الغربية، إن ذلك سيحدث، وقد حدث بالفعل. •  @yzaatreh
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...