


عدد المقالات 188
كلما كتبنا عن الفساد في العراق نشعر أننا مقصرون وغير قادرين على إيفاء هذا الموضوع حقه، فهو أكبر من الكلمات وأعمق وأشمل من المعاني التي يتمحور حولها الفساد، بل تحول إلى مشكلة يمكن لها أن تقتلع بلدا لم تفلح في اقتلاعه كل هجمات التتار والمغول والصفويين والبريطانيين والأميركان على مر التاريخ، ففساد العراق اليوم ليس فسادا، بقدر ما هو حالة أخرى لا أعتقد أن لديها مرادفا في قواميس اللغة. أخطر شيء أن يسود ويقود من كان جائعا ومعدما ويعيش على المساعدات والتسول حتى، فهؤلاء لا يمكن لهم أن يشبعوا، وإن شبعوا زادوا جشعا، بل وطمعا وفقرا أيضاً، وهذا حال العراق بعد الاحتلال، فأغلب المتحكمين بمفاصله هم من هذه الشرذمة التي عاشت على المعونات والمساعدات ورواتب الرعاية الاجتماعية في البلدان الأوروبية، وفجأة وجدوا أنفسهم أمام ثروة، وأي ثروة، إنها ثروة العراق التي لا تنفد، فكيف لهؤلاء أن يشبعوا؟ قبل فترة أثارت صحيفة دنماركية فضيحة اثنين من المسؤولين العراقيين، الذين كانوا قبل الاحتلال في الدنمارك يعيشون على رواتب الرعاية الاجتماعية؛ حيث اكتشفت هذه الصحيفة أنهم ما زالوا يتقاضون هذه الرواتب رغم أنهم أصبحوا مسؤولين في الحكومة العراقية ويتقاضون رواتب يحسدهم عليها أكبر مسؤول دنماركي، ومن هذه الشرذمة الكثير الكثير ممن يحكم العراق اليوم. آخر تلك القضايا ما تم الكشف عنه من فضيحة الفساد التي طالت وزارة الكهرباء؛ حيث وقع المسؤولون فيها وفقا لوثائق، على عقود مع شركات اتضح أنها وهمية، بقيمة 2 مليار دولار، وأكثر من ذلك أن هؤلاء المسؤولين زادوا من قيمة العمولة لتصل إلى %10 بدلا من %5 والتي يفترض أن يتقاضاها الوسيط، حتى يتسنى لهم أخذ حصتهم، فهل هناك بشاعة وفساد أكثر من ذلك؟ ليست فضيحة الكهرباء، إن صدقت وقائعها، حيث إن البعض يشكك ويراها جانبا من سجال سياسي بين قائمة العراقية ونوري المالكي، أقول إن فضيحة الكهرباء لا تعدو أن تكون إبرة في كومة من قش الفساد، فعراق اليوم تحول إلى نهب وصراع بين مكونات الحكم فيه، بل تحول حتى الفساد فيه إلى محاصصة بين هذه المكونات الحاكمة. رئيس الحكومة نوري المالكي، المسؤول الأول والأخير عما يجري في العراق ومنذ أكثر من خمسة أعوام، تمكن من تحويل ملف الفساد إلى أداة لملاعبة خصومه ومبارزتهم، فهو يعلم أن الجميع بلا استثناء تلوثت أيديهم بالمال الحرام، ومن لم تتلوث يده، فإن مكاتب المالكي المتعددة الأسماء والأعمال قادرة على أن تلفق لمن تشاء التهمة التي يرغب، وكل ذلك دعما لبقائه في سدة الحكم. يقول النائب عن كتلة العراقية حيدر الملا في تصريح مثير: إن نحو %90 من نواب البرلمان العراقي «فاسدون»، والتصريح لنائب في البرلمان عن زملائه النواب، والتصريح أيضاً عن السادة أعضاء مجلس البرلمان الذين يجب أن يتصفوا بالنزاهة واليد البيضاء، كونهم الجهة الرقابية والتشريعية في البلاد، فإذا كان شيمة هؤلاء السرقة فكيف سيكون حال الوزراء والمديرين والموظفين. لا حل لمشكلة الفساد في العراق، فلقد تحولت إلى قاعدة ثابتة، بل إن كل من يدخل إلى سلك الوظيفة في العراق ويكون نزيها سنسمع عن موته بعبوة ناسفة أو مسدس كاتم للصوت. قبل نحو أسبوعين قتل ببغداد الدكتور داود سلمان رحيم مدير عام تصديق الشهادات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بواسطة مسدسات كاتمة للصوت أمام منزله، المغدور أبلغ عددا من أفراد عائلته والمقربين عن مخاوفه من الاغتيال بعد مقابلة أجراها مع الوزير علي الأديب؛ حيث طلب منه الأخير التصديق على الشهادات الدينية الصادرة عن الحوزة العلمية واعتبارها مساوية للشهادات الأكاديمية، إلا أن الدكتور داود رفض ذلك الطلب إلا بعد حصوله على طلب تحريري من الوزير ليحمي نفسه من أية مساءلة، كون هذا الأمر مخالف لتعليمات وقوانين الوزارة. الوزير الذي ينتمي إلى حزب الدعوة بزعامة المالكي والذي يعتبر من صقور هذا الحزب، قال للدكتور سلمان «يبدو أنك لا ترغب بالتعاون معنا»، وقبل يومين من مقتله زاره في منزله وبشكل مستفز كما تروي عائلته، اثنان من أمن الوزارة وطلبوا منه البطاقة التموينية ورقم سيارته، وما هي سوى يومين حتى اغتيل. ببساطة هذه حالة العراق اليوم، وهذه صورة مصغرة ومختصرة جدا لما يجري هناك، ولا أستبعد أن يكون العراق المرادف والمعادل الموضوعي لكلمة فساد، في ظل أمثال هؤلاء.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...