alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

الخليج وأوباما وجهاً لوجه في كامب ديفيد

13 مايو 2015 , 01:52ص

توقفت معظم الدوائر الإعلامية الأميركية والغربية عند غياب العاهل السعودي الملك سلمان عن القمة الأميركية الخليجية التي تعقد غدا وبعد غد في منتجع كامب ديفيد الشهير الذي يذكرنا بقائمة من الأحداث، أهمها بالنسبة إلينا قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، برعاية كلينتون، والتي كانت ذروة الفضيحة لعملية التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة، بكشفها لحدود ما يمكن أن يقدمه الصهاينة مما يسمونه «تنازلات». ولم يتوقف الجدل بعد اتصال أوباما مع الملك سلمان، وتأكيد البيت الأبيض على أن الأمر لا ينطوي على ازدراء أو احتجاج، وهو التأكيد الذي أثبت عكس مضمونه عمليا. وفي حين كان غياب آخرين غير الملك سلمان مبررا، لاعتبارات لا تنطوي على احتجاج بالضرورة، فإن الحاضرين لن يختلفوا كثيرا مع الغائبين، وبالطبع في السياق المتعلق بسبب الاحتجاج ممثلا في العلاقة الأميركية الإيرانية. والحال أن أوباما لن يتخلى عن حلمه بإنجاز اتفاق النووي مع إيران، رضي الخليجيون أم سخطوا، وهو لن يضيّع جهد سنوات بهذه البساطة، لاسيَّما أنه يدرك أن احتجاج الخليج لن يتجاوز الحدود كثيرا، وسيبقى خيار التحالف مع أميركا قائما لدى قادته، لكن ذلك لن يعني أبداً أن واشنطن ستتخلى عن الخليج ولها كل تلك المصالح معه. والحال أن الخليجيين يذهبون إلى كامب ديفيد، بينما لم تعد أميركا هي سيدة العالم الوحيدة، وبوسعهم والحالة هذه أن يسخطوا، بل ويتمردوا أيضا، وبوسعهم أن يذهبوا نحو خيارات أخرى دون خوف كبير، وحين يحضر الرئيس الفرنسي قمة خليجية في الرياض، ويُكافأ بصفقات «كبيرة»، فلا شك أن تلك رسالة لأميركا، فضلا عن توسيع نطاق التواصل مع الصين، وحتى روسيا التي جاملت الخليج بوضوح بتمريرها لقرار مجلس الأمن المتعلق بالحوثيين، فيما لن تغامر الصين بعلاقتها بالخليج إرضاءً لإيران، ولو خُيِّرت بين السعودية وحدها، وليس الخليج برمته، وبين إيران، لاختارت السعودية، كما ذهب مستشار أوروبي يعمل مع الخارجية الصينية، في لقاء خاص مع بعض المثقفين، وبالطبع لأن التبادل التجاري بين السعودية والصين يمثل أضعاف مثيله مع إيران. من هنا، يمكن القول إن أوباما سيحرص على إرضاء الخليجيين، وبالطبع من خلال تطمينات معينة، لكنها لا ترقى إلى معاهدة تشعرهم بالاطمئنان التام، مع أنهم ليسوا بحاجتها في واقع الحال، وبوسعهم أن يخلعوا شوكهم بأيديهم إذا أحسنوا استثمار قواهم الذاتية، خاصة الاقتصادية. أميركا في واقع الحال تعاني الارتباك، وليست لديها استراتيجية واضحة حيال مختلف الملفات، فهي مع الخليج في اليمن، لكن بجهد محدود، لكنها مع إيران في العراق، وإن ليس بجهد حاسم أيضا، وطبعا للمساومة على إكمال اتفاق النووي، وهي في سوريا أقرب لإيران (ضدها في واقع الحال، لأنها تزيدها استنزافا)، وبالطبع لأنها أقرب إلى الكيان الصهيوني الذي يفضل إطالة أمد الحرب لإنهاك الجميع. والمؤكد أن مخاوف العرب لا تنحصر، كما يرى البعض إمكانية خروج إيران من اتفاق النووي وهي دولة بقدرات نووية قابلة للتحول إلى المجال العسكري بسهولة، كما يصرخ نتنياهو صباح مساء، وبالطبع لأن امتلاك السلاح النووي لن يُعجز السعودية لو أرادت ذلك، وما يعني الخليج أكثر هو أن يكون اتفاق النووي محطة في اتجاه تقوية التيار الإصلاحي، ومن ثم اختيار إيران كحليف أكبر، وكشرطي في المنطقة على غرار الشاه قديما. المؤكد أن أميركا لن تختار إيران، ولن تختار العرب أو الخليج، وهي كأي دولة إمبريالية ستفضل بقاء الصراع قائما بين الطرفين، لما يدره ذلك من مصالح وصفقات أسلحة، ولن يحل هذه المعضلة سوى تفاهم عربي إيراني تركي يجنب المنطقة التدخلات الخارجية، ويفيد من حالة التعددية القطبية دوليا، لكن ذلك لن يحدث ما لم تعد إيران إلى رشدها، الأمر الذي لم تظهر ملامحه بعد، والسبب أن محافظي إيران يخسرون ويُستنزفون، لكنهم يواصلون المغامرة والهرب إلى الأمام. إلى متى؟ لا ندري، لكنهم في النهاية سيتعبون وسيأتون يطلبون الصفقة مع محيطهم، سواء بقي المحافظون أم انتصر الإصلاحيون. •  @yzaatreh

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...