


عدد المقالات 105
بات واضحا أن الحكومة المغربية برئاسة الأستاذ عبدالإله بن كيران ليست على ما يرام، وأن من كانوا يدبرون الشأن العام البارحة وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه اقتصاديا واجتماعيا يمارسون من داخل الحكومة الأستاذية والوعظ في السياسة والاقتصاد، متناغمين مع «الواعظين» من خارج الحكومة وتحديدا من المعارضة التي قادت الحكومة وكانت عمودها الفقري لمدة 13 سنة. يحتاج الإنسان أن يكون فاقدا للذاكرة وهو يقرأ مثلا أن حزبا في الحكومة يدق أجراس الخطر ويرسم خارطة طريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ويتحدث عن اقتراح إجراءات كفيلة بذلك، أو لم يكن الأمين العام لذلك الحزب حينها هو من كان يقود الحكومة السابقة؟ أين كانت تلك المقترحات؟ ولماذا لم يعمل بها حتى لا تصل البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم اقتصاديا؟ وأسئلة كثيرة بلا حصر. وأين كان من يقولون إن حكومة عبدالإله بن كيران لا تصارح المغاربة لماذا لم تصارحونا البارحة لما كنتم في المسؤولية بالأرقام الحقيقية المتعلقة باقتصادنا وقطاعاته، وكنتم تجملونها تجميلا وتخففونها تخفيفا. سيقولون البارحة لم يكن عندنا دستور بهذا التقدم والتطور والصلاحيات المتاحة لرئيس الحكومة وما إلى ذلك، والجواب وما الذي منعهم أو يمنعهم وهم أطراف أساسية في الحكومة للعمل على تنزيل مقتضيات الدستور، لأن تفعيلها ليس رهينا بالحزب الذي يقود الحكومة بل بالأحزاب المكونة للحكومة كلها بل وبأحزاب المعارضة أيضاً، وليس رهينا بلغة الصراع والمزايدات بل بالحوار الرصين والتوافق بين كل المعنيين. هذه الانتقادات خاصة من داخل الحكومة غير عسيرة على الفهم فالهاجس الانتخابي واضح، بمعنى آخر أننا أمام معارضة سياسوية وليس معارضة سياسية تقدم انتقادات معقولة وتطرح معالجات منطقية، وما عدم الحسم في الانتخابات الجماعية وتحديد تاريخ إجرائها، ورغبة البعض في تأخيرها إلا عنوان من عناوين الحسابات الانتخابية، بدعوى أن حزب العدالة والتنمية سيكون أكبر الرابحين، وهنا نجد أنفسنا أمام تناقض صارخ كيف سيكون رابحا، والمعارضون يقولون إن الحكومة التي يقودها عاجزة وفشلت و.. و.. و، المفروض أنها ستكون فرصة لمحاسبتها -حتى ولو كان ذلك قبل الأوان- وفرصة للمعارضة خاصة اليسارية التي امتطت صهوة نقابتها وخرجت للشارع بدعوى «أن الأوضاع مع هؤلاء (حكومة أستاذ بن كيران) لن تزداد إلا سوءا». وهنا تبرز المشكلة الحقيقية التي يعاني منها كثير من الأحزاب أنها تنصت لنفسها، ولا تنصت للمغاربة. ومن المفارقات العجيبة أن يتزامن خروج النقابات اليسارية في مسيرة مع نشر جريدة «ليكونوميست» نتائج استطلاع للرأي يكشف أن الحكومة ما تزال تحتفظ بشعبيتها عند المغاربة بعد قرابة سنة ونصف من تنصيبها. موضوعيون من اليساريين قالوا بوضوح إن حكومة الأستاذ عبدالإله بن كيران ما تزال تحتفظ بشعبيتها رغم ما تعنيه من صعوبات وضغوط تحول دون عملها بالشكل المطلوب ومنهم الدكتور حسن طارق القيادي في الحزب اليساري المعارض (الاتحاد الاشتراكي) الذي أشار إلى أن الحكومة الحالية التي يقودها كما قال إسلاميون كانت أكثر جرأة من الحكومات السابقة وزاد «وأنا في حزب معارض أقول بأن هذه الحكومة استطاعت القيام بإجراءات لم تستطع الحكومات السابقة القيام بها وهي ليست إجراءات شعبوية كما يظن البعض»، موضحا أن «الطريقة البهلوانية التي تتم بها محاربة الحكومة ستجعل منها شهيدة، وستتم إعادة انتخابها حتى مع فشلها في تطبيق برامجها». باختصار، إن مشكلة معارضة حكومة الأستاذ بن كيران من داخلها وخارجها أنها تفتقد للمصداقية والموضوعية، فأغلب الأحزاب المعارضة والمنتقدة للحكومة مسؤولة عن ما ينتقدونه اليوم خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وهو الأمر المعروف لدى العادي والبادي.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...