alsharq

علي الظفيري

عدد المقالات 166

الإسلاميون بين الإسقاط أو السقوط

10 فبراير 2013 , 12:00ص

لا تسير الأمور على ما يرام في مصر، التوتر والاضطراب وعدم الاستقرار عنوان رئيسي في البلد، والأمر ذاته ينسحب على تونس، خاصة بعد اغتيال القيادي اليساري المعارض شكري بلعيد، ومن غير المتوقع أن تشهد الأوضاع تحسنا كبيرا في الأيام القادمة، بل وحتى في السنوات القادمة على ما يبدو، لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالإدارة القائمة في كلا البلدين، وأخرى ترتبط بأداء المعارضة الجديدة فيهما، إضافة للدور الذي يلعبه المحيط الإقليمي والدولي، فهو لا يقف متفرجا على التغيير الحاصل، ويعمل كل ما في وسعه ليحدث ما يحدث من تأثيرات في مساراته ونتائجه. ثمة من يتوهم أن الصراع القائم بين طرفين، الإسلاميين من جهة، والنظام السابق وفلوله في البلدين من جهة أخرى، والطرفان المتصارعان يسعيان عبر ماكينتهما الفكرية والسياسية والإعلامية لتكريس هذه الصورة، وهذا ليس دقيقا على الإطلاق، هناك مساحات شاسعة تتوزع فيها عشرات القوى السياسية والملايين من المواطنين، وهؤلاء لا علاقة لهم بهذا أو ذاك، هناك من ثار في وجه الاستبداد ليسقط نظامه وظلمه واستحواذه وقمعه، ولا مشكلة لديه في هوية البديل طالما كان ديمقراطيا تعدديا متطهرا من علات النظام القديم وعيوبه، وقد جاء موقف هؤلاء في معظمه لصالح الإسلاميين، ليس قناعة فيهم، بقدر ما كان رغبة في التخلص من الإرث القديم والدخول في عهد جديد. معظم من أقابلهم وأتحدث معهم ينتمون لهذه الشريحة، ومعظمهم يتحدثون عن تغير قناعاتهم تجاه الإسلاميين بشكل جدي وكبير، وأرجو ألا يوهم أحد نفسه بعدم تأثير هذه الآراء أو سطحيتها، الإخوان المسلمون أكثر تيار سياسي يكسب من شريحة البسطاء، مما يستلزم مراجعة ما قام به الإسلاميون من أعمال واتخذوه من مواقف بعد قيام الثورة، مع مراعاة أن النقد الموجه للإسلاميين يأتي كونهم في موقع الإدارة العليا، وأن لا حصانة لهم من النقد واللوم والتقريع، فهذا ما ينال السلطة في كل مكان وزمان. إن إدارة الدولة في الأوضاع الطبيعية تحد كبير لأي حزب سياسي، كيف والمهمة تأتي عقب قيام ثورة شعبية كبرى أسقطت نظاما برمته؟ هذا ما فعله الإخوان في مصر، وقد فشلوا في أول اختبار حقيقي لهم كقوة سياسية، لا يمكنك أن تقدم على هذه الخطوة دون دراسة متأنية وتقدير للعواقب، أعرف أن ألف تبرير وتبرير سيقابلك هنا، الخوف من عودة الفلول، التصرف الطبيعي لأي حزب سياسي في حال فراغ السلطة، مواجهة العسكر ومخططاتهم... إلخ، لكن هذا كله لا يبرر الخطأ الفادح للإخوان المسلمين، وقد انحازوا إلى نَهْم الفريق الطامح للسلطة، كان صوت الغريزة السياسية عاليا في مكتب الإرشاد، لم يفكر أحد بحجم التركة الثقيلة التي خلفها مبارك، ولا بحجم العداء الداخلي والخارجي لهم، ولا بخسارة رفاق الثورة، ولا بالخوف التقليدي من القوى الدينية عند المواطن البسيط الذي اعتاد الحياة السابقة. خصوم الإسلاميين في عالمنا أكثر من حلفائهم، وهم يتمتعون بقدرات مالية وسياسية وإعلامية هائلة، انظر من يتحدث عن التفرد بالسلطة وقمع الحريات والنظام الديمقراطي اليوم! كتاب الصحف العربية ورؤساء القنوات التلفزيونية التي كانت تزيف صورة الثورة وتلمع الاستبداد وتبكي على مبارك، ترفع اليوم لواء الحرية والديمقراطية في وجه الإخوان المسلمين! ويتحدثون لك عن نظرتهم الثاقبة وتوازنهم واعتدالهم، خاصة يوم كانوا ينقلون الصورة من القاهرة باستثناء ميدان التحرير، ويلومون مصر التي تنكل بنفسها حين ثارت على نظام القمع! وجد هؤلاء ما يعيبونه على الثورة بسبب الإخوان المسلمين، ولم يصبحوا أعداء للثورة بل أعداء الإخوان فقط، وقد نجح الأمر بسبب تفرد الإخوان بالسلطة واعتقادهم أن اللحظة الإلهية لا يجب أن تفوت! حرف الإسلاميون من غير وعي مسار الربيع العربي، الصراع الكبير بين الظلم والاستبداد والعدل والديمقراطية، غدا صراعا بين حكم الإسلاميين والصراع معهم، وبدل أن يصنع الإخوان شراكات سياسية حقيقية تسهم في تجاوز هذا المنزلق الخطير، كرسوا هذه الحالة بقصورهم وجهل قياداتهم وأنانيتهم ورغبتهم بالاستحواذ، لم يعد استهداف استقرار مصر واقتصادها ونهضتها المنتظرة عملا عدائيا، هناك من يسهل ويرحب ويسهم في هذه العملية دون قصد، ومن داخل القوى الثورية، ولا يستطيع أحد إنكار أهمية ودلالات شعار إسقاط الرئيس «المنتخب» رغم سذاجته، هناك من يرى المشكلة بوجود الإخوان وطريقة إدارتهم، وما كان هذا ليحدث لو أن المرحلة الانتقالية أديرت بطريقة أخرى، تخلو من الذاتية وتعير اهتماما أكبر لمستقبل البلاد واستقرارها. المسألة ليست فلسفة، أغمض عينيك وتخيل التالي، أبوالفتوح رئيسا، وأيمن نور على رأس الحكومة بمشاركة الإخوان والليبراليين واليسار وغيرهم، وسلطة تشريعية برلمانية بغالبية إسلامية!

السعودية.. بعض التغييرات الضرورية

تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...

عاصفة مؤلمة.. وضرورية

هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...

معضلة إيران

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...

في الحارث الضاري

جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...

حماس الإرهابية

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...

لماذا أغلقت قناة العرب؟

موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...

الرز المتلتل

في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...

وعلى قدر سلمان تأتي العزائم

يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...

سلمان ملكاً

بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...

المقال ما قبل الأخير

في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...

داعش غير العنيفة

من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...

الحابل مع النابل

في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...