


عدد المقالات 35
رمضان يحتاج إلى كلام خفيف لطيف ظريف بعيد عن السياسة ومتاعبها. وقد عاشرت كثيراً من الحمقى والمغفلين، منهم ثلاثة كانوا شركاء في «تاكسى» وكانوا يومياً يركبون مع السائق في فترة العمل حتى لا يسرقهم أو يسرق السيارة. وقد كتبت مرة في إحدى الصحف أشكو أن «م.م» كان يعمل في بنك ولم يتقاض مستحقاته ولا معاشه ولم أذكر اسم البنك أو اسم الموظف ومع ذلك وصلني خطاب من أحد البنوك يؤكد لي أن «م.م» قد صرف مستحقاته، وهو ما يذكرني بقصة «أم عوض» التي جاءها ابنها المعتوه «عوض» يبكي فسألته: «من ضربك؟» فقال لها: «اسمك إيه ابن أم اسمك إيه» ومع ذلك ذهبت «أم عوض» وتخانقت معها. وفي كتاب «أخبار الحمقى» لابن الجوزي قال: وقع مجموعة من الأعراب في ضيق فلما نجاهم الله أعتق كل أعرابي عبداً، ثم قال أحدهم: ليس عندي عبد لأعتقه ولكن امرأتي طالق لوجه الله. وكان أعرابي يقول: اللهم اغفر لي وحدي، فقيل له لو عممت بدعائك فإن الله واسع المغفرة، فقال: أكره أن أثقل على ربى. ودعا أعرابي بمكة لأمه ولم يدع لأبيه فقيل له: ما بال أبيك ولماذا لا تدعو له؟ قال: ذاك رجل يحتال لنفسه (يعرف يتصرف). وحدثنا محمد بن خلف قال: قال بعض الولاة لكاتبه: اكتب إلى فلان وعنفه وقل له: بئس ما صنعت يا زفت، فقال الكاتب: أعزك الله لا يحسن هذا في المكاتبة. قال: صدقت الحس موضع الزفت بلسانك. قال: وكتب حيان عامل مصر إلى عمر بن عبدالعزيز: إن الناس إذا أسلموا جميعاً فليس جزية. فكتب إليه عمر: أبعد الله الجزية إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً. وبلغنا عن نصر بن مقبل وكان عامل الرشيد على الرقة أنه أمر بجلد شاة الحد فقالوا له إنها بهيمة. قال: الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا. وكان أبو السعادات إذا أخطأ الفرس تحته يأمر بقطع علفه تأديباً له فإذا قيل له في ذلك قال: حتى لا يجوع الفرس أطعموه ولا تعلموه أني علمت بذلك. وعن عبدالله بن إبراهيم الموصلي قال: نابت الحجاج في صديق له مصيبة ورسول لعبد الملك من الشام عنده فقال الحجاج: ليت إنساناً يعزيني بأبيات فقال الشامي: أقول قال: قل فقال: وكل خليل سوف يفارق خليله يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يأكله أسد أو يكون شيئاً لا نعرفه. فقال الحجاج: قد سليتني عن مصيبتي بأعظم منها في أمير المؤمنين إذ وجه مثلك لي رسولاً. ويقول «ابن الجوزي» إن رجلاً ذهب مبكراً إلى الكعبة وقال: يا رب اغفر لي بسرعة قبل أن يزدحم الناس. كل عام وأنتم بخير!
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...