


عدد المقالات 35
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع أن يفكر البعض في استدعاء «نانسي عجرم» للغناء أو حتى تركها في لبنان وتقليدها من حيث الشكل أو الأداء لكن تقليد ونقل تجربة لبنان في السياسة خطأ وخطر مميت وعندنا في مصر ما دام دخلنا في كلمة «الرئيس التوافقي» يبقى هنا بيروت من فضلك يا عينيا, إدينى بيروت عجل بالخط شوية، ونصبح جميعاً في مصر بخير ولا ينقصنا غير الميليشيات. فتعبير «الرئيس التوافقي» ملك للتجربة اللبنانية ولا يصلح لغيرها وهو تعبير مسجل باسم الشقيقة لبنان ولها حق براءة الاختراع وبراءة الذمة وبراءة الأطفال التي تحدث عنها «نزار قباني». لكن معنى «الرئيس التوافقي» عندنا في مصر خال من براءة الأطفال ومن حسن النية ويقترب من المؤامرة إذ معناه أن تنتقل الكلمة من الشعب إلى ملوك الطوائف, والصحيح أن تكون الكلمة للناس في انتخابات حرة ويتحملون النتيجة فوق وليس تحت المنضدة. والذي يلعب في الظلام لا ينوي إحضار «رئيس» بل تحضير «عفريت» يسمح للخارج أن يدخل الجمعية «بنفرين» أوروبا وأميركا, فالرئيس التوافقي نعمة على الأحزاب نقمة على الشعب. وإذا كان البرلمان قد أتى بإرادة الناس فلماذا تريدون أن يأتي الرئيس بدعاء الوالدين. والمرشح التوافقي هو رئيس محتمل يبحث عن «وظيفة» وليس عن «دور» لذلك من الأفضل له أن يتقاضى «عرقه» وينصرف من المزاد. والذين يتهموننا بأننا نمارس الوصاية على الشعب بالكلام يمارسون هم الوصاية عليه بالأفعال ويختارون «الرئيس» للشعب بنفس طريقة اختيار الأهل «العريس» للبنت القاصر. فالمفروض أن نحصل على دستور «توافقي» ورئيس «على الكيف» وليس رئيسا «توافقيا» ودستورا «على الكيف». والذين يستخدمون إرادة الناس عندما يريدون ويستبعدونها عندما يرغبون يحولون نتيجة الانتخابات إلى نتيجة حائط. وأنا لا أنكر مذابح الأرمن ولا محارق اليهود ولا قدرة البعض على الحصول على المنصب, لكنني أتعجب من إصرارهم على إحضار رئيس يناطحونه أمام الناس ليستمتعوا بتصفيق الجماهير. الشعب معكم فلا تختبئوا وتقدموا إلى المنصب إن كنتم صادقين لكن القصة الحقيقية هي أنكم تفضلون أن تعيشوا في «عصور الاضطهاد» وتظل مصر في «عصور التخلف». الرئيس اللبناني هو الرئيس الوحيد الذي تشارك الكرة الأرضية في اختياره حتى التجربة الدنماركية فيها ممثلة لبنانية، لذلك نأخذ من كل بلد أمنية ومن كل فيلم أغنية, وكما أنجبونا في «الظلام» يريدون أن ينجبوا الرئيس في «العتمة». آفة مصر أن ملوك الطوائف يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن فلا يبحثون عن «دستور توافقي» أو «وطن توافقي» ولكن عن «رئيس توافقي». والله الموفق والمستعان على رأى اللواء عمر سليمان.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...
طوال نصف قرن لم تنجح أصوات المصريين في الداخل في الحصول على برلمان حقيقي فهل تنجح أصوات المصريين في الخارج في ذلك؟ فإذا كانت الصناديق في الداخل وتحت إشراف القضاة لم تفلح فهل تفلح الصناديق...