


عدد المقالات 191
ما زلت لا أفهم لماذا مجتمعي «البعض منهم» يرى الناجحات في حياتهن العلمية والعملية غير قادرات على النجاح في الحياة الزوجية باعتبارها مكرسة حياتها في العمل، الإنتاج والنجاح فيه، فبالتالي تكون النتيجة الإهمال ومن ثم الطلاق! أتعجب من الرجال الذين يفتخرون بأفكار القطرية وقيادتها الفعالة وقدرتها على الإنجاز. بل ويدعمون مسيرتها وترشيحها في ميادين ومشاريع مختلفة، كونها قادرة، مؤثرة ومنتجة، ولكنهم للأسف يقفون عند الحديث معها عن الزواج! في نظر الكثير من الرجال أن مثل تلك المرأة العملية لا تصلح للزواج ليس فقط لكونها إنسانة عملية ومنخرطة في المجال التطوعي والميداني، بل أصبح لديها شبكات متعددة، تجعلها معروفة بدلا من كونها منحصرة في الجامعة فقط كمثال بين زميلاتها أو داخل إطار أضيق من الانخراط في المجتمع بعيدا عن المشاريع والتطوع وغيرها، فهل يا ترى يبحث الرجل عن المرأة المنحصرة أم المرأة القيادية المنخرطة في المجتمع؟ رغم تشجيعه لها بالاستمرار ولكن في النهاية لا يقبل الزواج إلا بالمنحصرة في إطار ما. بل ما زلت لا أفهم لماذا كل الفخر في الرجل عند حصوله على شهادات ودورات من مختلف بقاع الأرض. ولكن للمرأة يتواجد الفخر بالتأكيد ولكن لا تحصل عليه بالكامل، باعتبارها إنسانة ناجحة ولكن غير سعيدة في حياتها كونها ستعيش وحيدة! والمضحك أكثر أن المجتمع يفرح معها في البداية لرؤية إنجازاتها، ولكن يتذكر بعد ذلك أنها ستبقى وحيدة كل مرة تنجز فيها أكثر، فتكبر بالإنجازات ويكبر معها العمر، فيرجع يحزن عليها المجتمع مرة أخرى! ما ذنبها في العيش بوحدة في حين أن الرجل لا يسمح لها بالتنفس إلا في الوقت الذي يراه مناسباً وفي الشيء المناسب! من يجعلها وحيدة إذاً؟ استمرارها في النجاح العملي لا يؤهلها في نظرك أن تكون قادرة في الإنجاز في حياتها الزوجية، ومثل هذه الرسالة لا يحملها فقط الرجل المقبل على الزواج، بل أيضاً رجل المنزل كالأب، الأخ، الخال إلخ، وبعض الأوقات تحمل الأم نفس الرسالة بما أنها متأثرة بنظام سيادة الأب. لا أفهم كل هذا اليأس والسلبية من قبل المجتمع «البعض منهم» وأحياناً لا ألوم هذا المجتمع كونه قديماً وتقليدياً، ولكن ألوم من هم في جيلي وأكبر بقليل، من هم على دراية تامة وشاهدي لإنماء اجتماعي حديث في المجتمع. لم آت بهذا النوع من اليأس من نفسي ولم أبتكره من مخيلتي، بل للأسف موجود، وليس محصوراً فقط في تطوع أو مشروع شبابي، بل في الميادين العملية بشكل عام. وماذا لو ظهرت الفتاة القطرية على الشاشة المحلية أو الدوريات؟ في حين تكون حاملة رسالة النجاح والمساعدة في تطوير الوطن! حين تتحدث بكل فخر وأخلاق ورسمية، أنا شخصيا أكون سعيدة جدا بمجرد رؤيتي للقطريات في الجرائد متفوقات، منجزات وحاصلات على جوائز مختلفة، فهناك الرغبة للتفوق والبروز، وأراها كمبادرة منهن في إرضاء الذات بقدراتهن. فالإعلام بالنهاية مجرد وسيلة، مثلها مثل أي وسيلة أخرى بإمكانك استغلالها لما هو مفيد وغير مفيد، والمفيد يفوق غير المفيد في المجال الإعلامي في وطني وبإبداع الشباب وطاقاتهم سنرتقي أكثر فيه. فإذا لماذا كل الرضا في مشاهدة من هي غير قطرية في الشاشة. والانصدام برؤية القطرية متمثلة بأخلاقها ودينها!! والعجيب أكثر أنها متمثلة بأخلاقها ودينها في كل خطوة تقوم بها، ولكنها لا تزال المرأة المستقلة التي يخشاها الرجل! أي رجل أنت الذي تخشى هذه المرأة؟ أنت هو الرجل الذي لا يستحقها!! بل أنت الرجل الذي لا يؤثر عليها سلبا في إكمال مسيرتها الناجحة في مجالات وميادين مختلفة. بل أنت الذي يقرر أين يكمن نجاح المرأة وتحد من تحقيق أهدافها بعكسك تماما. وأنت لست المؤثر الوحيد. المجتمع «البعض منهم» يدعمك للأسف في عدم فهم ماذا تريد المرأة. ولا يزال يسأل عن ماذا يريد الرجل. ولكن تذكري دائما: أنت إنسانة ناجحة. تمكنت من اجتياز صعوبات ومعوقات لتصلي لأهدافك. تمكنت من فهم ما يدور حولك. أنت إنسانة تعلمت من تجاربها المسؤولية والجدية في العمل. أنت إنسانة لها نظرة مستقبلية سامية في تربية جيل جديد واع ومتفتح ومثقف. بل أنت إنسانة محظوظة بانخراطك بتجارب جديدة ذات قيمة. بل أنت محظوظة أكثر بعيش مرحلة من حياتك مليئة بذكريات الخدمة الاجتماعية. التعلم عن الذات وتطويرها. أنت الآن مستعدة لتجارب جديدة في حياتك وبفكر ناضج وواسع المدى. أنت مرآة لجيل جديد يحتاج إلى الإرشاد، ومرآة لمن تحتاج أن تثبت نفسها أمام كل من يقول لها «أنت لا تستطيعين»، «أنت حساسة»، «أنت غير قادرة». لقد أثبت مساواتك الفكرية بالرجل وتمكنت في منافسته في تنمية المجتمع، فما أحلى مثل هذا التنافس الذي لا يتطلب فوزاً أو خسارة من قبل الطرفين بل يتسارعون فيه بالتنمية والمبادرة في التطوير والارتقاء في المجتمع ولو بشيء بسيط. نفتخر بنجاحك ويستحيل أن تبقي وحيدة، لأنه هناك من يقدرك، بل ويراك قدوة.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...