


عدد المقالات 24
كان الدبلوماسي الماليزي مشرقا بالحماس بعد إعلان زيارة الملك سلمان لبلاده، ويسأل عن كل ما يفيد لإنجاحها، موضحا «هذه زيارة غير عادية، لزعيم غير عادي. فخادم الحرمين الشريفين بالنسبة لنا إمام المسلمين والأب الروحي، ولذا فحالة الترقب واللهفة عالية جدا عند الشعب والقيادة الماليزية». أجبته: الملك سلمان سليل أسرة وممثل أمة تعتز بخدمة الحرمين الشريفين ورفادتها لضيوف الرحمن وتفانيها في جمع صف الأمة الإسلامية والعمل على تضامنها ورخاء شعوبها. فقد كان أول عمل قام به والده الملك عبدالعزيز بعد دخوله الحجاز الدعوة لأول مؤتمر إسلامي عام 1926م، (بعد عامين من إلغاء تركيا أتاتورك للخلافة)، وحضره ممثلو الشعوب الإسلامية، خاصة من دول آسيا المستعمرة حينها، وانتهى المؤتمر بالتعبير عن الرضا عن الإدارة السعودية للديار المقدسة واقتراحات لتحسين ظروف الحج والعمرة من بينها تنشيط سكة حديد الحجاز التي تصل اسطنبول بالمدينة المنورة، وإنشاء خط يصل المدينة بمكة ويمتد إلى إيران والهند مرورا بالخليج والعراق. واصل أبناء الملك المؤسس المسيرة فأسس الملك سعود رابطة العالم الإسلامي عام ١٩٦٢، ودعا شهيد القدس، الملك فيصل، إلى التضامن الإسلامي وأسس منظمة المؤتمر الإسلامي بعد حريق الأقصى عام ١٩٦٩، والبنك الإسلامي للتنمية وعشرات المنظمات والهيئات في مختلف المجالات لتوسيع نطاق التعاون بين الدول الإسلامية، وتابع إخوته الملوك خالد وفهد وعبدالله وسلمان تفعيل ومأسسة التعاون الإسلامي، كإنشاء مركز الملك عبدالله لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، ومركز الحوار بين الحضارات والأديان في فيينا، ومركز الحوار بين المذاهب، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض، ومؤخرا مركز الملك سلمان للسلام العالمي في ماليزيا. وتأتي زيارات الملك سلمان في السنوات الأخيرة لتؤكد هذا الاتجاه، فمعظمها كانت لدول إسلامية، كتركيا ومصر وباكستان والهند والمغرب ودول الخليج، أو بها جاليات مسلمة كبيرة كالهند وفرنسا وإسبانيا، وجولته الحالية في ماليزيا وإندونيسيا وبرونوي والمالديف والأردن، إضافة إلى اليابان والصين وفيها ١٢٠ مليون مسلم. فالملك المثقف من مدرسة التضامن الإسلامي والعربي، يؤمن بالمسؤولية الخالدة لأبناء الجزيرة العربية عن حمل رسالة الإسلام ونشر دعوته إلى السلام والتسامح وعمارة الأرض. ويعلم الملك، وهو القارئ والباحث في تاريخ الأمة، أن دول شرق آسيا دخلت الإسلام طوعا على يد التجار العرب الذين قدموا من الجزيرة والخليج وقدموا أنموذجا راقيا لأخلاق الإسلام ونبل المسلمين. ولذا فقد اقترحت على أخي الماليزي أن أكثر ما سيسعد الملك سلمان في زيارته أن يشعر بمشاركة الماليزيين إيمانه بتضامن المسلمين ورسالة الإسلام. وقد كشفت الزيارة عن كل ذلك، وعن حب لا يوصف للبلاد المقدسة وخادم الحرمين، عبروا عنه بعفوية وحماس، رأيناه أيضا في إندونيسيا، وسنراه بإذن الله خلال الجولة الحالية. الحديث يطول عن المصالح الاقتصادية والعلمية والتعليمية لهذه الزيارات، ولعل الأرقام المليارية للمشاريع الإنمائية التي تم الاتفاق عليها بين المملكة وكل بلد من هذه البلدان، والاتفاقيات الهامة لمحاربة الإرهاب والتصدي للتطرف والطائفية والاعتداءات والتدخلات الإيرانية والأجنبية في الشؤون الداخلية للأمة، والتعاون العسكري والأمني والتدريبي والصناعي والسياحي والتقني والاستثماري غير المسبوق. ولكن الأهم في رأيي هو إحياء روح التضامن وروحانية الصلات بين البلدان الإسلامية رسميا وشعبيا، وعلى كل المستويات. أقترح أن يرقى التنسيق الممتاز بين زعماء الخليج في شأن التعاون الدولي إلى التمثيل المشترك، فيتكرر ما شهدناه في واشنطن عندما اجتمع قادة مجلس التعاون مع الرئيس باراك أوباما، عام 2016، وأن تنظم زيارات مماثلة لقادة وكبار مسؤولي الحكومات الخليجية إلى الدول الكبرى والمؤثرة في القرار الدولي، ضمن مشروع التضامن العربي والإسلامي الكبير.
كان الحوار مشتعلاً، وجاء من إخوتنا العرب من يتساءل عن موقف السعودية ودول الخليج الحالي تجاه القضية الفلسطينية، وحماس، بعد قمم الرياض. قلت لهم: كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها: أمنها، استقرارها، تنميتها، رفاه شعبها، مكانتها...
قال الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، لمستشاريه يوماً: بريطانيا دولة صديقة، وأميركا دولة شريكة، وفي ميزان مصالح الدول يتقدم الشريك على الصديق. نعم، العلاقات بين الدول تقوم على المصالح التي تربح منها...
مسكينة هي الجماهير العربية. لشدة ما عانته ومرت به تعلقت بكل أمل مهما كان ضعيفاً، وصدقت كل من يعد بتحقيقه، مهما كانت خيبات تاريخه وهنات مصداقيته. فعبر التاريخ العربي الحديث رفعت رايات كثيرة بعضها لتحرير...
كنت أحاول إيضاح مواقف الدول الخليجية حول القضايا العربية الرئيسية، وتباينها في بعض الملفات، كمصر وسوريا، عندما علقت الزميلة المغاربية: في نظرنا، الموقف الخليجي واحد بغض النظر عن التفاصيل! وبعكس حالنا في الاتحاد المغاربي والتكتلات...
يصف الأمير الشاعر خالد الفيصل أحوال هذا الزمن في مطلع قصيدة، غناها الفنان محمد عبده، بقوله: «يازمان العجايب وش بقى ماظهـر … كلِّ ماقلت هانت جد علمٍ جديـد». أردد هذا البيت مؤخراً كلما أتحفتنا الأيام...
كانت المناسبة افتتاح معرض صور فوتوغرافية يحمل عنوان “تونس بعيون سعودية” بفندق حياة بارك بمدينة جدة، تحت رعاية وزيرة السياحة التونسية السيدة سلمى اللومي رقيق، وبحضور سفير تونس لطفي بن قايد، وقنصلها العام بجدة سامي...
ماذا يريد الخليج من إفريقيا (أو إفريقية كما سماها العرب الأوائل)؟. ما الذي يربط دولاً عربية مشرقية بالقارة السوداء؟. لماذا يقوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرقطر بزيارات متتالية خلال أقل من عام بدءاً...
انتقدت متابعة جزائرية بـ «تويتر» مشاركتي في قناة «سكاي نيوز العربية» حول الموقف العربي من الضربة الأميركية لقاعدة شعيرات السورية، التي انطلقت منها هجمات الكيماوي على بلدة خان شيخون. قلت في هذه المداخلة إن حكومات...
قال الباحث الإيراني معلقاً لقناة العربية على قمة البحر الميت: بعض العيون لن تنام الليلة في طهران. فالتئام العرب بهذا الحشد، ومقابلة الملك سلمان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزيارته القادمة للسعودية، ومع رئيس الوزراء العراقي...
يتساءل الكثيرون عما وراء عاصفة الحراك الخليجي حول العالم، قبل أن نجيب لنقرأ عناوين بعض هذه التحركات الأخيرة: الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، في أنقرة، في حلقة جديدة من التقارب الخليجي-التركي في شتى...
تساءل كاتب هل من مصلحة تركيا توتير علاقتها مع أوروبا؟ فعلق عضو بمجموعة واتس آب معنية بالشأن التركي: نعم من مصلحتها توعية الشعب أن الغرب عدو لدود للمسلمين؛ ولذا يجب أن ينجح أردوغان حتى نقاوم...
في مستهل زيارتي الأخيرة للبنان، جاورني الحظ في بعض رحلتي مع قوميّ لبناني درزي (كما قدم نفسه)، يعمل في مدينة جدة، ساءلني عن موقف “الشقيقة الكبرى” ومجلس التعاون الخليجي من بلاده، والطوائف والأحزاب المختلفة فيها،...