


عدد المقالات 166
يقضي المنطق أن سياسيا «إسلاميا» «متدينا» مثل معاذ الخطيب، يجد الترحيب في دولة «دينية» مثل إيران أكثر من خصمه الأسد، الشيخ معاذ إمام وخطيب وسليل أسرة شرعية، فيما ينحدر الأسد من أسرة بعثية علمانية قومية، يؤدي الشعار الذي ترفعه بالضرورة إلى التناقض التام مع مشروع الجمهورية الفارسية الإسلامية، الأمر الذي لم يحدث إطلاقا منذ نجاح الثورة الإيرانية، وهو ما يدفع إلى تكذيب الشعار المرفوع من الطرفين، البعثي القومي العربي من جهة النظام السوري، والفارسي الإسلامي من جهة إيران. في الأيام الماضية، أطلق معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مبادرة أكد فيها استعداده والمعارضة للحوار مع النظام السوري، وقيدها بمن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، وتهدف كما أشار إلى زوال النظام بأقل الخسائر وأخف الأضرار، وقدمت المبادرة تنازلا تراه كبيرا يفيد بعدم ملاحقة الأسد ومحاكمته بعد رحيله، ولو أن هذا الطرح جاء بعد شهرين أو ثلاثة على اندلاع الثورة لكان الأمر طبيعيا، أما أن يأتي بعد عامين من القتال وعشرات الآلاف من الضحايا على يد النظام، وبعد الذهاب إلى أقصى مدى في مواجهته، فهو إشارة واضحة إلى خسارة رهان والبدء في رهان آخر. لا أحد يزايد على الخطيب أو غيره من المعارضين السوريين، والتبرير المقدم لهذه المبادرة يستحق الاحترام، هناك رغبة بوقف شلال الدم السوري من الطرفين، لكن ماذا يتوقع الخطيب من إيران؟ الحرب الطاحنة التي شهدتها سوريا طوال عامين كانت حرب إيران أكثر من الأسد، رمت طهران بكل ثقلها في هذه المعركة، ولم تدخر جهدا عسكريا وسياسيا ومعنويا وبشريا وإعلاميا إلا وبذلته، أدركت منذ اللحظة الأولى للثورة أن سقوط الأسد انهيار لنفوذها في المنطقة، وباشرت بشكل فوري غرفة عملياتها في طهران ودمشق لإدارة الأزمة، بالشراكة مع النظام السوري أول الأمر، ومنفردة بعد أن تساقطت الأوراق تباعا من يد بشار في خضم القتال الدائر هناك، والملفات عند إيران متشابكة، وليس كما يتصور السذج في كون دعمها للأسد من منطلقات مذهبية صرفة، دون أن نتجاوز هذا البعد في العلاقة السورية الإيرانية، والذي على أساسه تبنى الثقة سياسيا وعسكريا. أنت تذهب يا شيخ معاذ لطهران وهي تعرف عنك ما يلي: لا أحد يريد تسليحك بما يكفي لهزيمة جيش الأسد، هناك شكوك وملاحظات وتحفظات أميركية إسرائيلية على المقاتلين في جبهتك، والذين في جيش خصمك أكثر أمانا وثقة عندهم منك! لديك انقسامات في جبهتك السياسية يعرفها القاصي والداني، والخليجيون يتقاسمون النفوذ فيها ويستخدم كل طرف نفوذه في مواجهة الآخر، كما يتصرفون في كل شيء امتلكوه بعد ظهور النفط، الإخوان في مصر أداروا ظهرهم لك، الساسة في تلك البلاد غير مؤهلين لإدارتها فما بالك بإدارة المنطقة ومشاكلها! لم يدعك أحد لمؤتمر المانحين في الكويت، فرنسا مشغولة في شمال مالي، نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يدعو طهران إلى استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، وتركيا لن تجرؤ على فعل شيء، كما هو حالها منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة، ثم تذهب أنت لطهران وتنتظر منها أن تكرمك برأس الأسد، فقط لأنك قبلت بالحوار! هذا العام الرابع والثلاثون في عمر الثورة الإيرانية، وهي قصة نجاح استثنائية في نظري، ثمانية أعوام من الحرب الطاحنة مع العراق ودول الخليج والولايات المتحدة والغرب لم تستطع القضاء عليها، كانت صورة الثورة وقادتها في أسوأ حال نتيجة تلك الحرب، اقتصادها منهك تماما، وفي ظرف عشرة أعوام تعافت واستطاعت مد نفوذها في العالم العربي، أصبحت تملك أكبر قوة عسكرية ضاربة تدار لحسابها في لبنان، تقربت من المقاومة الفلسطينية بفضل المال والموقف السياسي، وأصبح لها رجال في غزة، محمود الزهار لا يتوقف عن استقبال المكالمات القادمة من طهران، خاضت الولايات المتحدة حربين ضخمتين في العراق وأفغانستان جاءت نتيجتها لصالح إيران، مضت في مشروعها النووي رغم الحصار، واستطاعت إنهاك الغرب بالمفاوضات والأوراق التي تملكها في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان، لم يكد شيء يقف في وجه النفوذ الإيراني ويكشف حقيقتها مثل الثورة السورية، دولة الإسلام والمحرومين تقف في صف القتلة، تمارس مهامها الجهادية القذرة في حق الشعب السوري الطامح للحرية والكرامة، بشكل مباشر تارة، وعبر الوكيل الإيراني «حزب الله» تارة أخرى، سقط القناع الإيراني في كل بيت عربي، أدرك عرب المغرب قبل المشرق انتهازية الإيراني وكذبه ودجله الذي لا ينتهي، أحقر ما يمكن أن تشاهده على التلفاز في العامين الماضيين صورة مسؤول إيراني يزور دمشق، ويتحدث عن العداء لإسرائيل! إنك يا شيخ معاذ تعين إيران على تجاوز فشلها الوحيد والمريع في المنطقة، وتمنحها بطاقة البقاء عبر التعامل معها كوسيط مقبول ونزيه، رغم أنها لن تمنحك شيئا إطلاقا، ستخبرك الأيام ماذا يفعل الإيرانيون في المفاوضات، وكيف تقابل بألف تصريح متناقض. إن الأسد ونظامه خط أحمر لا يمكن المساس به عند طهران، وقبول الحوار عبر إيران هدية غالية لهما، لا يمكن أن تقدر بثمن.
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...