


عدد المقالات 105
يشعر الإنسان بالقرف أحيانا وهو يتابع ما تكتبه صحف غربية المفروض أنها وازنة وموضوعية، ومنبع هذا الشعور راجع لتخلي تلك الصحف عن الموضوعية والحياد، وارتداء قبعة السياسي والأيديولوجي وممارسة الأستاذية في تجاهل تام لمعطيات الواقع وذكاء القراء. ويندرج فيما سبق ما كتبته قبل يومين أو أكثر جريدة «الجارديان» البريطانية عما يجري بتركيا من احتجاجات، وجريدة «واشنطن بوست» عن الحكومة المغربية. الأولى اعتبرت أن الاضطرابات في تركيا نتيجة تدخلات الدين في السياسة، وقالت إن القلق الشديد الذي انتاب الشعب التركي ينبع بالأساس من تزايد الروابط المعلنة بين السياسات والدين، والتدخلات في أساليب الحياة وعدم الالتفات لمطالب المنظمات المجتمعية المختلفة. وزادت أن زعيم حزب العدالة والتنمية التركي ورئيس الحكومة طيب رجب أردوغان لكي يرضي المصوتين لحزبه من أبناء السنة المحافظين دفع حزبه بتمرير قانون يقيد بيع الكحول وقوله: «إن تعاليم الدين لا جدال فيها» معتبرة أن حجج تشريع ذلك القانون سواء المتعلقة بالصحة أو النظام العام أو حوادث السير غير مقنعة و «تدخل في نمط الحياة». ورجحت «الجارديان» أن يكون تدشين جسر ثالث على مضيق البوسفور باسطنبول باسم السلطان «سليم الأول القاطع» الذي عرف بأنه عدو الشيعة، مفضلة تسميته باسم جلال الدين الرومي الذي نشر تعاليم التسامح عبر العالم بدل اسم سلطان «لا يصعب التخمين بما أثاره اختيار اسمه من غضب داخل المجتمع العلوي الذي يشكل نسبة %10 من الأتراك ولا يزال ينتظر اعترافا رسميا بهويته الدينية وحقوقه في ممارسة الطقوس الدينية». والملاحظ لا يحتاج لقدرة خارقة في التحليل بأن الجريدة مع كامل الأسف تكلمت باسم الشعب التركي من دون تفويض منه، وتثير النعرة الطائفية، ونسيت أن أغلبية ذلك الشعب هي التي منحت الحزب الحاكم الشرعية، وأن الحكومة تتصرف بموجب تفويض ديمقراطي منه، وهو وحده له الحق في محاكمة قرارات الحكومة وتقييمها من خلال صناديق الاقتراع. واضح جدا أن «الجارديان» كانت تكتب بنفس سياسي أيديولوجي وبمنطق لم يتخلص من العقلية الاستعمارية ومنطق الوصاية لتدعم معارضة بئيسة كسيحة لا مصداقية لها فقدت الأمل في صناديق الاقتراع، فاختارت لغة الكذب وتزوير الحقائق والركوب على النزعات البالية لعلها تستعيد مجد علمانية عسكرية. لست هنا بصدد الدفاع عن أردوغان وحكومته فهي لا تحتاج لذلك ولست معنيا به، ولكن وددت فقط أن أقول كقارئ لهذه الجريدة وأمثالها احترموا عقول الناس ولا تمارسوا علينا التدليس والتلبيس فالحقائق ناطقة كاشفة. أما الجريدة الثانية فصحيفة «واشنطن بوست» التي قالت إن رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران يواجه معارضة «شرسة» بما فيها معارضة حليف من داخل الحكومة (حزب الاستقلال) قد ينتج عنها تغييرات كبيرة في الحياة السياسية بالمغرب، دون أن تبرز لنا معالم هذه الشراسة وأثرها في المجتمع، هل هي في الانتخابات الجزئية التي لم تحصل فيها إلا مقعدين من أصل 11 مقعدا؟ أم في انقلابها على فصل دستوري والمطالبة بإلغاء جلسة شهرية يحضر فيها رئيس الحكومة أمام البرلمان للمساءلة بحجج واهية لا لشيء إلا لأنها اقتنعت أنها فرصة شهرية يربحها بنكيران لكسب مزيد من الشعبية لخطابه المباشر والخالي من لغة الخشب و...، وهل هذه الشراسة تكمن في تصريح أمين عام حزب سياسي له مكانته، الاتحاد الاشتراكي، بأن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة من صنع الإدارة لمعاكسة تجربة الانتقال الديمقراطي التي قادها «الاتحاد الاشتراكي»، والحال أن الأطفال الرضع يعرفون أن العدالة والتنمية لاقى من الحصار والتضييق من الإدارة الكثير والكثير، بل إن كثيرا من الأحزاب اليسارية وأدرعها الجمعوية تحالفت لأجل ذلك مع الإدارة ومنها من طالب بحله. للأسف الصحافة الغربية لا تحترم الموضوعية والمهنية إلا لما يكون الأمر يتعلق بشأن الغرب نفسه، لكنها للأسف تتخلى في الغالب الأعم عن ذلك عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي والإسلامي، وتمارس التسطيح والتضليل.. وخلط الأوراق لتشويه الصورة لكنهم عبثا يحاولون.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...