


عدد المقالات 5
وبدأت الحياة بالدوحة تضج بكل أطياف العرب، وكم كان جميلا اللقاء والصفاء والإخاء بملعب البيت، الذي احتضن كل العرب مرحبا بالأشقاء في احتفالية أنيقة ظهرت تحفة بديعة ولبت طموحاتنا كعرب، كلمات ومعان كان عنوانها (الوحدة والسلام والروح الرياضية والاحترام). (افتتاح يؤكد ريادة دولة قطر في التحديث والتجديد بكل ما هو مفيد، مهرجان تابعه العالم من كل مكان بعد أن أجبرت الفيفا على الاعتراف بها وضمها لتكون جنبا إلى جنب بطولاتها العريقة الكبرى بعد العمل الكبير الذي قامت به دولة قطر وكانت بدايته النسخة الماضية في عام (2021) ومن ثم رفع قيمتها السوقية لتتفوق على الكثير من بطولات الاتحاد الدولي، قيمة جسدها حفل الافتتاح الذي جعل كل من تابعه في حبور وانشراح. (الواضح أن الجوائز المالية غير المسبوقة التى رصدتها البطولة قد أغرت منتخبات مثل فلسطين وسوريا أن تقول كلمتها وتفجر أولى المفاجآت بالفوز على منتخبين كبيرين قدما نفسيهما بكل جدارة واستحقاق لمونديال أمريكا وكندا والمكسيك وهما العنابي القطري صاحب الأرض وبطل آسيا والمنتخب التونسي وصيف آخر نسخة لكأس العرب وحتى جزر القمر أثبت بالأمس أنه منتخب خطر، ورغم خسارته من المغرب بثلاثية في الحصة الأولى عاد بقوة وكان بطل الحصة الثانية وسجل هدفا جميلا منذرا الأخضر السعودي ونظيره العماني، فالبطولة التهب فيها الحماس واشتعل منذ انطلاق الصافرة الأولى لتؤكد البداية الاستحالة بمعرفة من هو السعيد في النهاية. (صقور الجديان التي أجادت التحليق أمام لبنان تنقل لنا الإبداع لملعب أحمد بن على بالريان ولكن هذه المرة الخصم صعب ويكفى أنه حامل كأس العرب فاللقاء نحسبه سيكون نارا من لهب. (صقور الجديان التي أصبحت على كل لسان بعد الإطاحة بلبنان تدخل لقاء البطل العنيد بشعار الطموح وبسلاح الجمهور الذي ظل دائما حضورا فسعة الاستاد (45) الفا ستكون كاملة العدد، فالشاهد يؤكد أن أنصار السودان سيشعلون الحماس بملعب الريان والمساهمة في خطف الفوز من أرضية الميدان. (المواجهات السودانية الجزائرية دائما ما تأتى مثيرة وتشهد تنافسا محموما فقد أطاح صقور الجديان بمحاربي الصحراء والتأهل على حسابه لنصف نهائي بطولة الأمم الإفريقية للمحليين بتنزانيا في آخر مواجهة تجمع المنتخبين، ومن الصدف أن الجزائر قد حققت فوزا كبيرا على السودان في افتتاح مبارياتهما في آخر نسخة عربية وبذات الملعب الذي يحتضن الأشقاء من جديد اليوم ويالريان إن شاء الله فالك حسن على السودان. (كتيبة المدرب المونديالي الغاني كواسى أبياه تضم مزيجا ما بين الخبرة والشباب، وعلى رأسهم القائد محمد عبدالرحمن وصلاح عادل وعبدالرؤوف وياسر عوض والجزولي نوح، فيما تكمن خطورة المنتخب الجزائري الذي يقوده بوقرة في نجومه الذين يلعبون بالدوري القطري بقيادة بولبينة الذي شاهدناه متوهجا مع الدحيل ومسجلا (هاتريك) في مرمى الاتحاد السعودي بجانب إبراهيمى ووناس وبركان وعطال. (بطولة جميلة انطلقت بكل مشاعر الحب، تأخٍ وتصافٍ وتلاقٍ في الأسواق وصخب وحماس في المدرجات وجهد وعرق في المستطيل الأخضر، وفى النهاية سلام بالأحضان بين الحزين والفرحان وهذا ما تجسد في مباراة العنابي والفدائي وكانت بداية أول عنوان لبطولة تنهى وتضمد كل جراح لتعلن انطلاقة الأفراح. آخر الأصداء دوحة العرب قربت البعيد والصعب.
نجحت دوحة العرب في توحيد الشعب السوداني من خلال الاصطفاف خلف صقور الجديان عبر مشاركته في كأس العرب في نسختها الحديثة الثانية (فيفا قطر 2025) والذين بعثرتهم وفرقت بهم سبل ودهاليز (السياسة) جمعتهم وقربتهم ووحدتهم...
نعود من جديد لنرسم اللوحة وتكبر الفرحة بمعانقة الدوحة عاصمة الرياضة والتى أصبحت قبلة ووجهة القادمين اليها من كل مكان، وقد أتينا اليها من السودان نحمل الكثير من المآسى والآلام وبأمل الخروج من وسط الحطام...
خطوة جديدة ومشوار آخر يعيد العنابي للتواجد للمرة الثانية على التوالي مع الكبار الذين يستحقون معانقة أرض المونديال القادم والتجوال ما بين أمريكا وكندا والمكسيك بعد أن دوَّن العنابي ظهوره الأول في المونديال من خلال...
قطع العنابي القطري ثلثي الطريق للاحتفاظ باللقب الآسيوي وتتويجه بالنسخة الثانية تواليا بعد أن اقتلع فوزا مثيرا ومستحقا على نظيره الإيراني بملعب (الثمامة) والذي كان شاهدا على ملحمة بطولية سطرها إخوان (الهيدوس) كتبت بعرق الأبطال...