


عدد المقالات 166
لماذا يقلق بعض الناس في قضية الإصلاح وينشغلون بها أكثر من غيرهم، أعني بشكل خاص في الدول الخليجية التي يبدو فيها الإصلاح مطلباً مُلحّاً أكثر من غيرها، ولماذا يكون الكلام عن البعض وليس عن الكل، مثل القول إن الحاجة ملحة في دولة دون سواها رغم تماثل الظروف والتكوين، هل اجتمع الناس وقرروا الحديث عن البحرين والسعودية والكويت والامتناع عن تناول الأوضاع في قطر والإمارات وعمان على سبيل المثال، هذان سؤالان أساسيان في فهم النقاشات الجارية وحالة الاحتقان القائمة بين فئتين إحداهما تنادي بالإصلاح والأخرى تنظر لهذا الاهتمام والانشغال بارتياب كبير، ويؤسس هذا الارتياب والتشكك في شكل ومضمون الجدل الدائر في المنتديات العامة على أرض الواقع وفي فضاء الإنترنت. في الإجابة على التساؤل الثاني علينا أن نفهم أمرا أساسيا، لم يختر أحد من تلقاء نفسه وبشكل انتقائي الحديث عن البحرين، لم يستيقظ في الصباح ويقرر انتقاد السلطة في البحرين لأنه يريد انتقادها فقط، أو لأنه وجد رسالة في هاتفه تقول: علينا مهاجمة البحرين! هناك قضية كبرى في البلاد، عشرات الآلاف نزلوا للشوارع محتجين وسلطة وقفت على الطرف الآخر في مواجهتهم، وفئة أخرى من المجتمع وقفت في مقابل الطرفين، هناك انقسام شعبي كبير وغير مسبوق وحالة احتقان طائفي لم تعهدها الدولة الصغيرة الهادئة وأهلها الطيبون المتسامحون، هناك نقاش في كل مجلس خليجي حول ما يجري في البحرين، وهناك خوف وترقب لما سيجري، والحديث عن الشأن البحريني من هذا المنطلق أصبح طبيعيا ومفهوما، بل إن تجاهل الحديث عنه يبدو مستغربا وغير مفهوم، نتفق إذن على أن قضية كبرى فرضت نفسها وتداعى الناس لتناولها، من دون نوايا سيئة ومسبقة، وبدون أن يكونوا جزءا من المشروع الصفوي، وبدون أن يدفعهم أحد لذلك، وبمحبة حقيقية للبحرين وأهلها جميعا، والمحبة هنا لا تفترض الاتفاق في الرأي والرؤية، فـ «صديقك من صدَقك لا من صدّقك»! السعودية بلد كبير ورئيسي في المنطقة، ونشعر كمواطنين أن الإصلاح السياسي الشامل بات ضرورة ملحة، ولو صمت الواحد منا لن يتوقف حديث الإصلاح والتطوير، فهو سابق ولاحق، هذا الحديث أصبح حالة عامة ينشغل بها كثير من الناس، ولا أحد هنا يختلق المشاكل أو يريد تشويه الصورة، لا أحد يقول إن حالة النظام السوري أو المصري أو التونسي أو اليمني مماثلة لما نعيشه، قطعا لدينا في البلاد ظروف أفضل من تلك البلدان نتيجة الوفرة المالية وعائدات النفط ونتيجة الطبيعة الاجتماعية التي تميز حالتنا عن غيرها، ولكن لدينا طموحات مماثلة في التحسين والتغيير نحو الأفضل، والنقد مهما ارتفع سقفه ما هو إلا تعبير عن رغبة كبيرة برؤية البلاد في الموقع الذي يليق بها. لكنكم لا تتحدثون عن قطر، وهي ليست دولة ديمقراطية على سبيل المثال، والجزيرة قناتكم لا تتناول الشأن المحلي القطري، العبارات السابقة تقابلك عند أي نقد تسجله على الحالات الأخرى، وأصحابها لا ينطلقون من دعم الديمقراطية وقبول الرؤية النقدية التي تقدمها، بل من باب المناكفة واعتقادا منهم بالإحراج الذي يسببه هذا الطلب، يظن هؤلاء أنك تقيم في هذه البلاد وتعمل في هذه المؤسسة الإعلامية من أجل المال، ولا يعلمون أن قنوات الطرب والرقص تعود بالنفع المالي على أصحابها أكثر مما تفعل القنوات الإخبارية الكبرى، والأولى ليست موجودة في قطر على كل حال! وهذه مناسبة للرد على هذا الأمر بشكل مباشر، من يتحدث عن الاحتقان السياسي في الكويت ونزول الناس إلى ساحة الإرادة لا يختلق هذا الأمر، ولا يتبرع بتوجيه النصائح للكويتيين الرواد في الإعلام والعمل البرلماني، إنه يفعل ذلك معلقا على ما يجري ويتحدث به أهل تلك البلاد، ومن يعلق على القتل والمحاكمات والاحتقان الطائفي في البحرين لم يختلق ذلك أو يتبرع بالحديث عنه، هذه قضية عامة يتحدث بها أهلها ويطالبون بها، ولا يحق لأحد أن يطرح موضوعا ما لم يتصدَّ أهله لذلك، لا نتطوع للحديث عن الهم الجزائري على سبيل المثال لأن الناس لم يفعلوا ذلك، بل فعلوه في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، أقصد أنه هم طافح وظاهر للعيان، وهناك ثلاثة عوامل رئيسية يمكن عبرها الفرز بين الدول، درجة الرفاه التي يعيشها المجتمع، وطبيعة السياسة الخارجية للدولة ومدى توافقها مع الرأي العام المحلي والعربي، وطبيعة الحكم ودرجة استبداده، ولا ضرورة لعرض الأحوال هنا فهي معروفة وماثلة أمام الجميع. سؤال الانشغال بالإصلاح لا جواب حاسما عليه، ليست الفروق الطبقية ولا درجة التعليم أو الجغرافيا يمكن أن تؤسس لفهم الأسباب التي تدفع البعض للاهتمام بالتغيير أكثر من غيرهم، ربما نجد في جملة المبادئ والعاملَين النفسي والأخلاقي قاعدة جيدة وتفسيرات مناسبة، لكن الأمر المهم أن من ينشغلون بعملية الإصلاح لديهم حياة جيدة ومستقبل واعد وفرص كبيرة حتى في الاقتراب من السلطة والغرف من خيراتها الوفيرة، لكنهم انحازوا للقلق والمساواة بين الجميع والبيئة التي تسمح بحرية التعبير، ولا أحد يعرف لماذا يقومون بذلك، لماذا يتحملون كل ما يتعرضون له من أجل الآخرين، ربما السنوات القادمة كفيلة بتقديم إجابة مقنعة على هذا السؤال!
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...