أكد السيد ياسر عباس وزير الري والموارد المائية السوداني، اليوم، أهمية التوصل لاتفاق ثلاثي ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وقال عباس، في مؤتمر صحفي بثته وكالة السودان للأنباء، إن السودان غير مستعد للدخول في مفاوضات مع إثيوبيا بنفس المنهجية السابقة لأنها تعني شراء الوقت ، مضيفا نؤمن تماما بأن الحل الوحيد في ملف سد النهضة هو عبر التفاوض الجاد الذي يحفظ مصالح الدول الثلاث .
وأشار إلى التضاد الذي ظهر بين المعلومات التي تلقاها السودان في خطاب رسمي من وزير الري الإثيوبي حول عمليات تخزين المياه وبين ما تبين على أرض الواقع عندما بدأ الملء، مما يؤكد أهمية وجود اتفاق قانوني وملزم حتى لا تضار أي من الدول الشريكة الأخرى في النيل الأزرق، السودان ومصر.
ولفت إلى أن السودان تلقى في 5 يوليو الجاري خطابا رسميا من إثيوبيا يؤكد أن الملء سيكون للعام الثاني بحجم 13.5 مليار متر مكعب من المياه، بينما الواقع أن الملء كان بحجم 4 مليارات متر مكعب فقط.
وأضاف الوزير السوداني أن الخطاب الإثيوبي قد أكد أيضا أن المياه ستعبر من الممر الأوسط لسد النهضة الإثيوبي عند امتلاء البحيرة أمام السد في النصف الأول من شهر أغسطس المقبل، بينما أثبت الواقع عبورها الشهر الحالي، بما يعني وقوع كارثة على السودان لولا أنه وبسبب من التحوطات التي بنيت على عمل هندسي وتنبئي، اتخذ الاحتياطات اللازمة للتحكم في السدود السودانية وبالتالي تصريف المياه وفق هذه التنبؤات، لا على أساس التنبيه الإثيوبي.
وأوضح أن الاتفاق القانوني والملزم سيعني أن السودان سيعرف كيف يستخدم خزان الرصيرص، وفي عدم وجود اتفاق لن يتمكن السودان من اتخاذ سياسات تخزين في خزاناته وخاصة سد الرصيرص لأنه لن يتمكن من معرفة هل ستخزن إثيوبيا 4 مليارات أو 13 مليارا والتي عليها يتخذ السودان إجراءات فتح وإغلاق بوبات السد.
وحذر وزير الري السوداني من أنه في غياب اتفاق حول الملء والتشغيل سيكون سد النهضة مهدد لنصف سكان السودان من القاطنين على ضفتي النيل الأزرق والنيل الرئيس .