أكدت دانا شل سميث سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالدوحة، أن العلاقات القطرية الأمريكية أقوى من أي نتيجة انتخابات، مشيرة إلى أن هذه العلاقات ستستمر بذات القوة بعد الانتخابات. وقالت سميث في حوار خاص مع لوسيل إن الاستثمارات القطرية في أمريكا لن تتأثر بنتيجة الانتخابات، لأن هذه الاستثمارات تذهب حينما تكون الفرص الجيدة، وأضافت أن الشركات الأمريكية لديها فرص قوية في قطر كما أن الشركات القطرية لديها فرص جيدة في أمريكا. واعتبرت السفيرة الأمريكية أن قطر بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتحسين حالة حقوق الإنسان ورفع كفاءة النظام القضائي. مشيدة بمشاركة المرأة في انتخابات المجلس البلدي وحصولها على أكبر عدد من المقاعد في تاريخ المجلس. وقالت إن جهاز قطر للاستثمار أنشأ مكتباً في مدينة نيويورك لاستثمار نحو 35 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، إضافة لاستثمارات القطاع الخاص القطري في عدد من الفنادق الأمريكية مؤخراً مثل فنادق (سانت ريجيس) بواشنطن العاصمة و(فيسروي) بميامي و(راديسون بلو) بنيويورك. لوسيل ناقشت مع السفيرة الأمريكية عدة قضايا من ضمنها العلاقات القطرية الأمريكية بعد فوز ترامب، والاستثمارات القطرية ومشاركة الشركات الأمريكية في مشاريع البنية التحتية بقطر وأوجه التعاون المختلفة بين البلدين في الحوار التالي:
كيف ترين العلاقات الأمريكية القطرية؟
◗ إن العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة قطر متميزة وفي تقدم مستمر، هناك فرص لا حصر لها لتعزيز العلاقات بين بلدينا في مجالات عديدة تتلاقى فيها مصالحنا. كما نعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين القطري والأمريكي من خلال التعاون مع شركائنا في حكومة قطر والقطاع الخاص، ومن خلال التبادل التعليمي والثقافي بين الشعبين. شهدت المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية تحولاً كبيراً، حيث لعبت قطر دوراً مؤثراً في هذا التحول حتى خارج حدودها، أثبتت دولة قطر مراراً وتكراراً أنها شريك قوي للولايات المتحدة. ويحافظ تطور العلاقات الثنائية بين بلدينا على زخم قوي، حيث يستمر بين بلدينا حوار متسق ورفيع المستوى بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. خلال السنة الماضية، اجتمع صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس أوباما عدة مرات.
كما استضافت قطر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أوائل أغسطس 2015، لمواصلة الحوار الذي بدأ في كامب ديفيد. وبالإضافة إلى ما سبق زارت السيدة الأولى ميشيل أوباما الدوحة في نوفمبر الماضي، وألقت بمشاركة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كلمتها في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، حيث أوضحتا رؤيتهما المشتركة حول أهمية التعليم.
وفي هذا العام، استمرت العلاقات بين بلدينا في النمو، حيث قام النائب العام سعادة الدكتور علي بن فطيس المري بزيارة وزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو في واشنطن لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية ومكافحة تمويل الإرهاب.
كما اجتمع الدكتور المري بوزير الأمن القومي الأمريكي جيه جونسون لمناقشة أمن الطيران وكيفية التعاون في مكافحة الإرهاب. وفي أبريل، رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي مايو، زار وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الدكتور خالد العطية القيادة العسكرية الأمريكية لمناقشة علاقتنا الأمنية. الشراكة بين قطر والولايات العلاقات قوية وتزداد متانة في كل يوم، لقد عدت مؤخرا من لوس أنجلوس، حيث رافقت صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في زيارة تجارية وثقافية مهمة وقامت المدينة ببسط السجاد الأحمر لدولة قطر وفتح الأبواب أمام التجارة والاستثمار والتعاون والتبادل التي من شأنها أن تجعل المدينتين أقوى.
خلال هذا الشهر، استقبلت عمدة لوس أنجلوس في الدوحة. تعد كاليفورنيا أكبر ولاية أمريكية بالنسبة لعدد السكان ومقارنة بالولايات الأخرى تعد كاليفورنيا ثالث أكبر شريك تجاري لقطر، وموطنا لأكثر من اثنتي عشرة شركة أمريكية تعمل مباشرة مع قطر.
هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في لوس أنجلوس وفي ولايات أخرى في الولايات المتحدة.
ودشنت حكومتا قطر والولايات المتحدة الحوار الاقتصادي والاستثماري في واشنطن دي سي في أكتوبر الماضي وذلك لتعزيز علاقات الشراكة والصداقة بين الوزارات والهيئات الاقتصادية والتجارية في حكومتي البلدين وسوف يعقد الحوار السنوي الثاني في الدوحة في وقت لاحق من هذا العام، حيث سيقوم مسؤولون رفيعو المستوى من القطاع الخاص وحكومتا قطر وأمريكا ببحث سبل زيادة الاستثمارات والتجارة المشتركة بين البلدين ومواصلة البناء على العلاقات الثنائية القوية لتعود بالفائدة على البلدين.
◗هل ستتأثر الاستثمارات القطرية بنتيجة الانتخابات الحالية؟
◗ العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر قوية جداً وأكثر أهمية ولا يمكن لأي نتيجة انتخابات أن تغيرها، وستستمر هذه العلاقات بذات القوة بعد الانتخابات، والاستثمارات القطرية في أمريكا لن تتأثر بنتيجة الانتخابات، لأن المستثمرين والاستثمارات تذهب حيثما تكون الفرص الجيدة فالشركات الأمريكية لديها فرص قوية في قطر وكذلك الشركات القطرية لديها فرص قوية للاستثمار في الولايات المتحدة.
◗بمعزل عن دورها كوسيط في النزاعات السياسية والإنسانية والاقتصادية.. كيف تقيمين دور قطر كدولة داعمة لحقوق الإنسان والعدالة؟
◗ بذلت دولة قطر خلال السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة لتحسين حالة حقوق الإنسان ورفع كفاءة النظام القضائي. وفيما لا تزال هناك الكثير من التحديات، إلا أن قطر لا تلقى الاستحسان الذي تستحقه نظير جهودها في هذا المجال.
فعلى سبيل المثال وفيما يتعلق بأوضاع العمال، عكفت الحكومة على بناء منشآت طبية وسكنية جديدة لملايين العمال هنا، وإغلاق الشركات التي تنتهك حقوق العمال، وتحسين نظام الكفالة.
وفي مجال حرية العبادة، تثري قطر الحريات الدينية في دستورها وتكفل قدرا كبيراً من الحرية في ممارسة الشعائر الدينية.
وفي مجال حقوق المرأة، شاركت المرأة في انتخابات المجلس البلدي وحصلت على أكبر عدد من المقاعد في تاريخ المجلس، كما تشغل العديد من النساء وظائف حكومية هامة، كل ذلك يشير إلى التزام حقيقي من جانب دولة قطر.
أضف إلى ذلك الجهود القطرية في مجالات عديدة أخرى مثل مساعدة اللاجئين ودعم التعليم في مناطق مختلفة من العالم والمساهمة في جهود السلام في دارفور ومناطق أخرى.
◗وحجم الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
◗ يستثمر جهاز قطر للاستثمار بالخارج مبلغ 622 مليون دولار أمريكي في مبنى امباير ستيت، كما أنشأ مكتبا في مدينة نيويورك لاستثمار 35 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس القادمة، وافتتحت شركة الديار القطرية سيتي سنتر في العاصمة واشنطن عام 2014، وهو عبارة عن حي بمساحة 10 أفدنة، 2.5 مليون متر مربع من الوحدات السكنية والشقق والمكاتب والأماكن العامة والفنادق والمطاعم والمتاجر.
كما اشترى القطاع الخاص القطري بعضا من الفنادق الأمريكية الشهيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل فندق سانت ريجيس في العاصمة واشنطن وفندق فيسروي في ميامي وراديسون بلو في نيويورك.
◗وطبيعة المشاركة الأمريكية في مشاريع البنية التحتية القطرية؟
◗ تم تخصيص مبلغ 200 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية في قطر، جانب كبير منها يخص الشركات الأمريكية المشاركة في مشاريع البنية التحتية التي تشكل جانبا من تجهيزات قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022 ولتحقيق رؤية قطر 2030. تمارس أكثر من 120 شركة أمريكية نشاطاتها في قطر بالوقت الراهن.
◗كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وأمريكا؟
◗ تجاوز حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وقطر 5 مليارات دولار أمريكي (18.2 مليار ريال قطري) في عام 2015. وقد أوشكنا على تجاوز هذا الرقم خلال النصف الأول من عام 2016 حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 4.28 مليار (15.58 مليار ريال قطري). بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في قطر 8.4 مليار دولار أمريكي في عام 2015.
◗ما هي مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين؟
◗ لم تكن مصالحنا الثنائية والإقليمية أكثر ترابطا في أي وقت مضى مما هي عليه الآن، فقطر شريك قوي على العديد من المستويات: سياسياً وعسكرياً وفي مجالات التعليم والثقافة والتجارة.
وقد ظلت التجارة المتبادلة والاستثمار في نمو متزايد عاما بعد عام، ازدادت الرحلات الجوية من قطر إلى الولايات المتحدة قرابة العشرة أضعاف خلال العقد الماضي حيث بلغ عدد القطريين الذين يزورون الولايات المتحدة 30 ألفا سنويا، وستواصل حركة السفر نموها حيث إن الخطوط الجوية القطرية تسير رحلاتها المباشرة إلى عشر مدن أمريكية، وتجلب هذه الرحلات السياح ورجال الأعمال والطلاب وغيرهم إلى الولايات المتحدة.
أخيراً أود أن أؤكد على عمق علاقاتنا في مجال التعليم، أعتز جدا بالأفرع الستة للجامعات الأمريكية الموجودة هنا في الدوحة. منحت جامعاتنا اعتبارا من عام 2001 أكثر من 2250 شهادة، كثير منها للفتيات، ويتلقى الآن أكثر من 1200 قطري دراستهم في 39 ولاية أمريكية مختلفة.
◗في تقديرك ما هي أكثر الصناعات الواعدة للتعاون الأمريكي القطري؟
◗ شكَّلَت معدات النقل والمواصلات الأمريكية أكثر من نصف قيمة الصادرات الأمريكية إلى قطر في العام 2015، ويخدم الجانب الأكبر من هذه المعدات صناعتي الطيران والسيارات في قطر. أعلنت شركة بوينج أن الخطوط الجوية القطرية ستشتري ما قيمته حوالي 18.6 مليار دولار (67.74 مليار ريال قطري) من طيارتها الواسعة.
وهي من أكبر عمليات الشراء في تاريخ الشركة المصنعة.
بلغ حجم مبيعات الطيران أكثر من 1.3 مليار دولار أمريكي خلال العام 2015، كما تضاعفت مبيعات السيارات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى قطر خلال العامين الأخيرين مع ارتفاع حصة السوق للعلامات التجارية الكبرى مثل شيفرولية وجي إم سي وكاديلاك ودودج ولينكولن في الأسواق القطرية.
كما يحتمل أن تطرح تيسلا أيضا في الأسواق المحلية. وسيكون هناك المزيد من الفرص لشركات المعمار والهندسة والبناء الأمريكية فيما تتواصل الجهود القطرية لتطوير بنيتها التحتية خلال السنوات القادمة.
إلى جانب النقل والمواصلات تستمر حركة شركات الأطعمة والبضائع الأمريكية تجاه الأسواق القطرية.
وقد افتتحت شركة كوكاكولا مؤخرا وبقيمة 36.25 مليون دولار أمريكي، مصنع المانع للتعبئة في مساحة قدرها 28 ألف متر مربع، والذي سيخدم الأسواق القطرية والبحرينية.
هذا مثال على جذب قطر للاستثمارات الأمريكية بفضل استقرارها السياسي والاقتصادي.