عقدت كل من هيئة الأشغال العامة أشغال والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير جورد ورشة تدريبية حول معايير الاستدامة في منشآت ومرافق النقل الجماعي التي تنفذها الهيئة. وذلك بهدف تعزيز ممارسات الإنشاء المستدامة في مواقع المشاريع.
وتأتي هذه الورشة في إطار جهود أشغال لدمج الاستدامة في خططها لتوسيع منظومة النقل الجماعي، حيث سيتم تطوير شبكة من محطات الحافلات الذكية في جميع أنحاء قطر لتعزيز استخدام وسائل النقل العام، وبالتالي خفض انبعاثات الكربون للمركبات الخاصة.
شارك في هذه الورشة - التي عُقدت في موقع محطة حافلات السودان مقاولون من 12 موقعًا حالياً لتشييد محطات الحافلات والمستودعات، حيث تشمل مواقع محطات الحافلات التي تنفذها أشغال 4 مواقع لمستودعات الحافلات، و8 محطات للحافلات، والتي تسعى للحصول على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة جي ساس لإدارة التشييد من الفئة (ب)، وتم اختيار محطة حافلات السودان للزيارة باعتبارها الموقع الأكثر تحديثا من حيث تطبيق معايير الاستدامة المطلوبة من قبل جي ساس . وهذه هي الزيارة الميدانية الثانية لمحطة السودان من أصل أربع زيارات إلزامية للتحقق من الاستدامة والحصول على شهادة جي ساس لإدارة التشييد.
من جانبه، أشاد الدكتور يوسف بن محمد الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، بمبادرات أشغال الاستباقية المتعلقة بالاستدامة، قائلاً: من أجل تلبية احتياجات النقل ولمواكبة تنامي أعداد السكان في قطر، فمن الضروري تعزيز شبكة حافلاتنا. ففي ظل غياب منظومة عملية للنقل الجماعي، فإن بناء الطرق الجديدة وحده سيكون سببا حتمياً لتزايد أعداد المركبات الخاصة .
وأضاف الدكتور يوسف الحر: نحن سعداء بحرص هيئة أشغال الذي لا يقتصر فقط على توفير شبكة حافلات قوية، بل يتضمن أيضًا تحقيق التنمية المستدامة في مشاريع البنية التحتية، وإذا نظرنا إلى المبادرات التي قادتها أشغال على مدى السنوات القليلة الماضية، فمن الواضح أن لديها رؤية حقيقية للتخفيف من تغير المناخ مسترشدة بإستراتيجيتها المؤسسية .
وأوضح المهندس عبد الحكيم أحمد الهاشمي، رئيس قسم المشاريع العامة بإدارة مشاريع المباني في هيئة الأشغال العامة: إن أشغال أطلقت رسمياً استراتيجيتها المؤسسية 2018- 2022، كجزء من الرؤية الجديدة للهيئة، وبناءً على ذلك، يعتبر التميز في تقديم وإدارة بنية تحتية مستدامة، خطوة فعالة إلى الأمام لتحويل أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 إلى واقع ملموس . مشيراً إلى أنه تماشياً مع استراتيجية 2018- 2022، فقد تم اعتماد جي ساس لإدارة التشييد لتعزيز الاستدامة وإعادة التدوير، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية قطر، لافتا إلى أن تنفيذ جي ساس لإدارة التشييد يمثل مهمة صعبة في العديد من المشاريع التي ينفذها المقاولون المتعاقدون مع الهيئة، إلا أن التوجيه المستمر من المعنيين ومن مركز جي ساس التابع للمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، للمقاولين خلال عملية اعتماد الاستدامة، ساهمت في التغلب على هذه التحديات.
وأثناء العرض التوضيحي وزخم المناقشات خلال الفعالية، تبادل ممثلو فريق المشروع وخبراء الاستدامة في المنظمة الخليجية الرؤى والأفكار حول أفضل ممارسات الاستدامة التي يمكن أن تقلل من البصمة الكربونية للموقع، وذلك بالتقيد بمعايير جي ساس لإدارة التشييد كإطار توجيهي، كما تناولت المناقشات، خلال الورشة، معايير تحسين عملية إدارة الإنشاءات، والتي تتضمن إدارة حركة المرور الفعالة داخل وحول الموقع، والحفاظ على الطاقة من خلال التركيبات والمعدات الموفرة للطاقة وأنظمة القياس، والتحكم في الغبار عن طريق رش المياه وتجنب المخزونات المكشوفة على المدى الطويل، والتحكم في الضوضاء والاهتزاز لتقليل الإزعاج الذي يسببه العمل على شاغلي المباني المجاورة في الموقع، وكذلك ضمان اتباع آليات للحفاظ على الأراضي من خلال تنفيذ خطة مناسبة لمكافحة التعرية وحماية التربة وتلوث المياه الجوفية، وفرز النفايات والتخلص النهائي منها، والحفاظ على المياه من خلال عدادات منفصلة للاستخدام المنزلي وغير المنزلي للمياه، وإعادة التدوير وإعادة استخدام المواد، والتحكم في التأثير غير الملموس والمرئي، وتدابير الصحة والسلامة في موقع البناء، بالإضافة إلى توفير ظروف مواتية في مرافق العمال مثل القاعات الجماعية ومناطق الراحة ومكاتب الموقع وأماكن الإقامة حسب الحاجة.