تحتفل قطر للسياحة بيوم السياحة العالمي 2025 الذي يقام هذا العام تحت شعار السياحة والتحول المستدام ، مسلطة الضوء على الدور الحيوي لقطاع السياحة في دفع عجلة التحول المستدام
ويعد يوم السياحة العالمي هو الحدث الأهم في قطاع السياحة العالمي، ويُحتفل به العالم في 27 سبتمبر من كل عام بهدف توعية المجتمع الدولي بدور السياحة ومكانتها وأهميتها في الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
في عام 2025، اختير شعار يوم السياحة العالمي السياحة والتحول المستدام ، مؤكدًا على إمكانات السياحة كعاملٍ أساسيٍّ في إحداث التغيير الإيجابي.
ويُقام احتفال هذا العام فى مدينة ملقا الساحلية بماليزيا، وهى إحدى أقدم المدن فى جنوب شرق آسيا وأكثرها ثراءً بالتراث الثقافى والمعماري، وتتميز ملقا بكونها ملتقى حضارات متعددة امتزجت فيها التأثيرات الماليزية والصينية والهولندية والبرتغالية والبريطانية، ما جعلها مدينة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وقد اختارت منظمة السياحة العالمية هذه المدينة لاستضافة الاحتفالية لما تمثله من نموذج حى للتعايش الثقافي ونجاحها فى الحفاظ على موروثها التاريخى بالتوازى مع التحديث والتطوير السياحي. ويُنتظر أن يشهد الاحتفال حضور وزراء وخبراء من مختلف أنحاء العالم لبحث مستقبل السياحة
السياحة محرك قوي للتحول المستدام
في رسالته بمناسبة يوم السياحة العالمي 2025، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريش : السياحة محرك قوي للتحول المستدام. فهي تخلق فرص عمل، وتعزز الاقتصادات المحلية، وتدعم تطوير البنية التحتية، وتساهم في التنمية بما يتجاوز بكثير مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي التقليدية. كما أنها تساعد على التقريب بين الشعوب والمناطق، وتبني جسورًا بين الثقافات، وتحافظ على التقاليد، وتستعيد التراث الثقافي. إنها تذكرنا بإنسانيتنا المشتركة - وثراء التنوع الثقافي.
ومع ذلك، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أيضًا إلى أن السياحة، إن لم تُوجَّه بشكل صحيح، قد تُلحق الضرر بالمجتمعات المحلية. وفي ظل مواجهة العالم لتغير المناخ وتزايد عدم المساواة، بات من المُلِحّ أكثر من أي وقت مضى اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة ومستدامة تضع الإنسان والكوكب في صميم جميع استراتيجيات التنمية.
وهذا يعني زيادة الاستثمار في التعليم والتدريب على المهارات، وخاصة للنساء والشباب والمجتمعات الضعيفة؛ ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم؛ وتعزيز العمل المناخي من خلال الحد من الانبعاثات في قطاع السياحة، والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية النظم البيئية الهشة.
تعزيز الابتكار
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد زوراب بولوليكاشفيلي : بمناسبة يوم السياحة العالمي، فإننا ندرك ونحترم معًا القوة الخاصة لصناعة السياحة في إحداث تغييرات إيجابية على جميع مستويات المجتمع، وخاصة في سياق العالم الذي يواجه تحديات وضغوطًا غير مسبوقة.
أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى التفكير وإعادة تعريف ما تعنيه السياحة حقًا - ليس فقط من حيث الإحصاءات أو الإيرادات الاقتصادية، ولكن من حيث القيم المستدامة التي يمكن أن تساهم بها الصناعة في مجتمعاتنا وكوكبنا.
لا يمكن لعملية التحول المستدام من خلال السياحة أن تصبح حقيقة إلا عندما نفتح المجال للأفكار الإبداعية. وهذا يتطلب منا إعادة صياغة نموذج العمل، مع الأخذ في الاعتبار القيم الأساسية كأساس، وعدم التركيز فقط على أهداف الربح
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة للسياحة أن تعزيز الابتكار ورعاية روح المبادرة والاستثمار في التعليم والتدريب على المهارات المهنية وتنمية الموارد البشرية الشابة هي عوامل رئيسية لضمان التنمية المستدامة طويلة الأجل لهذه الصناعة.
يُسلّط يوم السياحة العالمي 2025 الضوء على إمكانات السياحة كعاملٍ للتغيير الإيجابي. إلا أن تحقيق هذه الإمكانات يتطلب أكثر من مجرد النمو، بل يتطلب حوكمةً رشيدةً وتخطيطًا استراتيجيًا ورصدًا دقيقًا وتحديدًا واضحًا للأولويات، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة طويلة الأجل.
قطر سجل حافل في السياحة
قطر للسياحة، الجهة المسؤولة عن التنظيم والنهوض بالقطاع السياحي وتوسيع نطاق عروضه عبر تنمية الموروث الثقافي الغني للبلاد وتطوير معالم الجذب والتجارب السياحية الفاخرة. وتتبنى في ذلك رؤية واضحة تسعى من خلالها إلى ترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية عائلية رائدة تتمتع بسجل حافل في تميز الخدمة وتحقيق نمو اقتصادي متنوع وقائم على الابتكار. وتعمل قطر للسياحة على تنظيم وتطوير صناعة السياحة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار السياحي. وتتولى قطر للسياحة وضع الاستراتيجية الخاصة بالقطاع السياحي ومراجعتها بصفة دورية والإشراف على تنفيذها، مستهدفة في ذلك تنويع العروض السياحية في البلاد وزيادة الإنفاق السياحي للزوار. كما تعمل قطر للسياحة على تعزيز حضور قطر عالمياً.