أدى المعارض السابق فيليكس تشيسيكيدي أمس اليمين ليصبح رسميا خامس رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية في أول انتقال سلمي للسلطة، على الرغم من طعن أحد منافسيه بنتائج الانتخابات. وأدى الرئيس الجديد اليمين داخل القصر الرئاسي في كينشاسا وذلك قبل تسلم الراية الوطنية من الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا وسط تهليل آلاف من أنصاره والمسؤولين داخل قصر الأمة المجاور.
وهتف الحشد فيليكس لا تنسى ما قال الوالد، الشعب أولا في إشارة إلى والد الرئيس الجديد المعارض السابق اتيان تسيشيكيدي الذي توفي في بروكسل في الأول من فبراير الماضي. وشهدت البلاد مشهدا غير مسبوق مع رئيس منتهية ولايته وخليفته وهما يعانقان بعضهما خلال عملية انتقال تاريخية للسلطة. وكما تقتضي التشريفات حضر تشيسيكيدي أولا مع زوجته إلى حدائق قصر الأمة على ضفاف نهر الكونغو قبل دقائق من وصول جوزيف كابيلا.
وخلف انطون تشيسيكيدي تشيلومبو (55 عاما) الذي أعلنته السبت المحكمة الدستورية رئيسا للبلاد، رسميا جوزيف كابيلا (47 عاما) الذي حكم بلا منازع 18 عاما. وسيكون على الرئيس الجديد تقاسم السلطة مع حزب الرئيس المنتهية ولايته الذي يملك الأغلبية في الجمعية الوطنية. واضطر تشيسيكيدي إلى قطع خطاب تنصيبه لـ 12 دقيقة بسبب فرط التأثر . وقال قبل قطع خطابه لست على ما يرام .
وعاد الرئيس الجديد إثر ذلك وسط تهليل أنصاره وقال كان رئيس شهير لبلادنا قال في عهده تفهموا تأثري في إشارة إلى جملة شهيرة للماريشال موبوتو أعلن فيها نهاية عهد الحزب الواحد وبداية انفتاح ديمقراطي نسبي في 24 أبريل 1990. وهو أول انتقال حضاري للسلطة في تاريخ هذا البلد الغني بالمعادن، كما ذكرت مرارا القناة العامة.
وشهد تاريخ الكونغو انقلابين في 1965 و1997، واغتيال رئيسين هما باتريس لومومبا في 1961 ولوران ديزيريه كابيلا في 2001، وحربين دمرتا شرق البلاد بين 1996 و2003.
لكن هذه السابقة التاريخية كانت محل احتجاج مرشح المعارضة الآخر مارتن فايولو الذي اتهم الرئيس الجديد والرئيس المنتهية ولايته بسرقة فوزه في الاقتراع ويقول أنه حصل على 60 بالمئة من الأصوات.
لكن المحكمة الدستورية رفضت طعنه وأعلنت فوز تشيسيكيدي بعد حصوله على 38,5 بالمئة من الأصوات. وباستثناء كينيا التي مثلها رئيسها أوهورو كينياتا تمثلت باقي الدول الإفريقية بمسؤولين من مستوى أقل على غرار مصر والمغرب وتنزانيا والغابون وناميبيا وبوروندي وأنغولا والكونغو برازافيل. وتمثلت الدول الأوروبية والولايات المتحدة بسفرائها.
وقال الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك إنهما أخذا علما بانتخاب تشيسيكيدي معربين عن الاستعداد للعمل معه. أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فقد عبر عن شكوك مع الأمل في تفادي أزمات ومواجهات . وحيت دول إفريقية (كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا) بحرارة أكثر انتخاب تشيسيكيدي.
وبعد المراسم، انسحب الرئيس المنتهية ولايته إلى مكتبه مع زوجته في القصر الرئاسي، بينما توجه الرئيس الجديد وزوجته إلى صالة الشخصيات المهمة، قبل أن يعقدا اجتماعا على انفراد .