أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس استضافتها وعدد من حلفائها الرئيسيين، مؤتمرا للمانحين في 20 يوليو المقبل في واشنطن، لجمع الأموال للمدنيين العراقيين الذين شردتهم المعارك.
وستخصص الأموال التي سيتم جمعها لدعم جهود الأمم المتحدة لإيواء وإطعام وعلاج النازحين. وقالت الوزارة إن 3.4 مليون شخص شردوا في أنحاء العراق، وإن أكثر من نصفهم من الأطفال. وأفادت بأن 10 ملايين شخص بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة . واعلنت الامم المتحدة أن خطتها للاستجابة الانسانية بالعراق ستكلف 861 مليون دولار، ولم تحصل منها حتى الآن سوى على الثلث.
المسؤول عن مركز التنسيق المشترك لمكافحة الأزمات بالأمم المتحدة، هوشنك محمد، أشار إلى الحاجة لـ 275 مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى من أجل إيواء 400 ألف شخص، وتلبية احتياجاتهم خلال فترة 6 أشهر بعد انطلاق العمليات. وقال مدير إدارة الشرق الأوسط في المفوضية العليا لشئون اللاجئين انهم بدأوا في إقامة 20 مخيما خارج الفلوجة ستنتهي خلال الـ 72ساعة المقبلة، لإغاثة ما تيسر من النازحين. وأوضح ان المفوضية طلبت 550 مليون دولار مساعدات من مختلف دول العالم لإغاثة اللاجئين بالعراق ولم تتلق سوى 20% من هذا المبلغ.
ويجيء الإعلان في وقت تخوض فيه عناصر من قوات تنظيم الدولة في العراق مواجهات عنيفة ضد القوات الحكومية، من أجل المحافظة على ما تبقى من احياء في مدينة الفلوجة تحت سيطرتها. وخلفت تلك المعارك دمارا ماديا هائلا أصاب المباني والمنشآت، وتناقلت وسائل اعلام أمس الأول دخول وحدات من قوات الحشد الشعبي إلى بعض احياء الفلوجة بعد تحريرها وإضرامها النيران في منازل للمواطنين، بينما قالت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات العراقية ان التنظيم هو من أشعل النيران في تلك المنازل. وأدت تلك الممارسات إلى إثارة الفزع والرعب بصفوف العوائل والسكان والذين لاذوا بالفرار إلى خارج المدينة، وتكدس عشرات الالاف منهم في مخيمات مكتظة حولها.
وفي ظل المواجهات، فر عشرات آلاف المدنيين الذين عانوا من الجوع تحت الحصار فيما خضعوا لحكم تنظيم الدولة في الفلوجة ومحيطها، واستقروا في مخيمات عشوائية. وباغت التوافد الكثيف للعائلات وكالات الإغاثة واقرت منظمات تقدم المساعدات بالتقصير في الاستجابة للأزمة.
قال رئيس فرع العراق للمجلس النروجي للاجئين، نصر مفلاحي، الذي يؤمن مساعدات للنازحين من الفلوجة علينا الاقرار بان مجتمع المساعدات الانسانية خيب آمال الشعب العراقي . أضاف هناك تقصير خطير في التمويل لكن عدم وجود مزيد من الوكالات الانسانية التي تقدم مساعدات لسكان الفلوجة لا مبرر له . مع اكتظاظ المخيمات الموجودة، بدأت اقامة مخيمات أخرى لكن العائلات التي نزحت مؤخرا تصل فلا تجد خدمات أساسية كالماء والدواء.
وفي أحد مخيمات الخالدية على ضفة بحيرة الحبانية غرب الفلوجة، اضطرت امرأة وأطفالها الثلاثة الى مشاركة فراشين مع عشرة أشخاص آخرين. وقالت ليس لدينا شيء هنا، فقط الملابس التي نرتديها. طفلي البالغ أربعة أشهر مريض وليس لدي ما يكفيه من الحليب ولا يوجد حليب مجفف في المخيم .
وعلى صعيد متصل بالحرب على تنظيم الدولة في العراق، حذّرت منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية هناك من أن الموصل ستشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم خلال العام الحالي، وذلك مع انطلاق العمليات العسكرية لاستعادتها من تنظيم الدولة، بعد الفلوجة.