تضع قطر الرعاية الصحية على رأس قائمة أولوياتها وخططها التنموية، ويشكل العلاج في الخارج عنصراً رئيسياً من أوجه الإنفاق على الصحة في الدولة.
ويرى مختصون أن حرص قطر على الاستمرار في تحسين وتعزيز قدرات الرعاية الصحية داخلياً، من شأنه خفض الحاجة إلى العلاج خارج الدولة بشكل تدريجي.
ذكر التقرير السنوي الصادر عن وزارة الصحة العامة، الذي حصلت لوسيل على تفاصيله، أمس، أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في الخارج انخفض بنسبة 7% في عام 2014.
وأشار إلى انخفاض عدد المرضى الذين يتلقون علاج السرطان بنسبة 11%، كما انخفض عدد الطلبات الإجمالية بنسبة 27% في عام 2014، مما يدل على فعالية آلية منح الموافقات للعلاج في الخارج.
وفقاً لتقرير الحسابات الصحية الوطنية في قطر، الذي حصلت الجريدة على نسخة منه، ارتفعت فاتورة إنفاق الدولة على العلاج في الخارج بنسبة تقدر بنحو 22.5%، خلال الفترة من عام 2009 إلى 2013.
ويتوقع الخبراء انخفاض قيمة تلك الفاتورة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، خاصة مع انتهاء جميع مشروعات مرافق ومراكز الرعاية الصحية، بمختلف المناطق والبلديات.
مؤكدين أن ذلك الانخفاض سيأتي مدفوعاً باستمرار الدولة وحرصها على تطوير قواها العاملة الصحية، وإحراز تقدم ملحوظ في مجال البحوث والخدمات الصحية.
قطر أنفقت ما يقارب 36 مليار ريال على قطاع الرعاية الصحية في العامين الماضيين، مسجلة نسبة نمو سنوي قدرها 9.3%، بحسب تقرير صادر عن شركة BMI للبحوث.
وتوجد 4 مكاتب طبية تتبع وزارة الصحة حالياً في كل من بريطانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وتايلاند، تقدم خدمات العلاج بالخارج لمواطني قطر.
وتتحمل الدولة نفقات العلاج الطبي في الخارج، وفقا للقرار الأميري رقم 51 لسنة 2012 الصادر بشأن تنظيم العلاج الطبي بالخارج، ويتضمن هذا الأمر تكاليف الترتيبات الضرورية لسفر المرضى ومرافقيهم، بما في ذلك تأشيرات الدخول اللازمة من سفارات الدول التي يقصدونها للعلاج، بالإضافة إلى تكاليف سفر المرضى والمرافقين جواً، ذهاباً وإياباً، وحسبما تقتضيه حالة المريض.
وتتولى دفع مصروفات العلاج كاملة، بما في ذلك ما تقتضيه الإقامة والرعاية بمرفق العلاج، وتكاليف المأكل، عدا مصاريف الاتصالات الهاتفية الدولية، فضلا عن النفقات اليومية للمأكل والمسكن والتنقلات للمريض والمرافقين، ونفقات تجهيز ونقل جثمان المواطن عند وفاته.
جدير بالذكر أن دول الخليج تنفق 5.5 مليار دولار سنوياً لعلاج رعاياها في دول أوروبا وآسيا وأمريكا، بحسب مشاركين في مؤتمر دبي الدولي للإسعاف ، الذي أقيم نهاية مارس الماضي.