أحيت أوركسترا قطر الفلهارمونية، بدار الأوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا حفلا فنيا لـ كونشيرتو الكمان لبيتهوفن بقيادة وعزف الكمان لـ(كوليا بلاخر).
وتضمن الحفل، الذي أقيم الليلة الماضية معزوفة للمؤلف الهنغاري (بيلا بارتوك) /ديفرتيمنتو لأوركسترا وترية/، بالإضافة إلى أداء /أليجرو دون مبالغة/ و/أداجيو هادئ جدا/ ثم /أليجرو سريع/، فضلا عن أداء كونشيرتو للكمان والأوركسترا بسلم ري الكبير، مصنف رقم 61، للموسيقار لودفيج فان بيتهوفن الذي عاش (1770-1827)، ليكون الاختتام بأداء السيمفونية الأولى بسلّم دو الكبير، مصنف رقم 21.
يُعدّ بارتوك، الذي عاش ما بين 1881 و 1945، أحد الشخصيات الأكثر قوة وتأثيراً في القرن العشرين. وبدأت أعماله المتميّزة بالرباعي الأول له وباليه /الأمير الخشبي/، حيث هيمنت الانطباعية على مؤلفاته لمدّة عقد من الزمن بالإضافة لأثر عميق لتأثير الفولكلور، فكانت من أبرز أعمال هذه الفترة أوبرا /قلعة ذو اللحية الزرقاء/ وهي الأوبرا الوحيدة التي كتبها. أمّا المرحلة التالية فتضمّنت عملي الباليه الإيمائي الماندرين المعجزة و سوناتات الكمان وتميّزت هذه الأعمال بعلو قيمتها التعبيرية والثوريّة، وبكونها الأكثر جرأة والأقرب إلى محاولات مدرسة فيينا في الموسيقى التجريبية التي واكبها بارتوك دونما الالتحاق حقاً بخطوطها الجاهدة في السعي لتخطّي التناغميّة.
ويُعدّ الديفرتيمنتو الذي تمّ عزفه خلال الحفل، نوعا موسيقيا يعود للقرن الثامن عشر، يتّصف بشكل أساسي بطابع مرح، بتوزيع موسيقي لمجموعة صغيرة، ويهدف إلى تقديم نوع من التسلية للجمهور.
أما كونشرتو الكمان في سلم ري الكبير، مصنف (61) عام (1806)، فقد كتبه بيتهوفن، خلال الفترة الثانية التي يزعم أنه وصل فيها إلى قمته، فهي أحد مراحل إبداعه المثمرة.
تبدو الافتتاحية على /أداجيو مولتو/ وكأنها تبدأ بنغمات خاطئة، وتهيمن عليها الآلات الوترية ثم تتبدّد في المفتاح الثانوي المهيمن.
ويبدأ بيتهوفن بنوع من النغمات الختامية التي تستخدم عادة لإنهاء القطعة، وهي مدرجة ضمن المفتاح الخطأ أو بالأحرى تبحث عن المفتاح الصحيح. والحركة الثانية المعتدلة السرعة والغنائية تبدأ بآلات الكمان الثانوية، التي تمهّد للحن راقٍ يتصاعد شيئاً فشيئاً مع الآلات الأخرى. ويتناوب هذا اللحن مع نغمة مرحة. حيث كان بيتهوفن يفضّل عموماً (الشيرزو) السريع بدلاً من (المينويت) القديم والأسلوب الثلاثي لحركة الرقص في سمفونياته. هنا يبرز المينويت (أليغرو مولتو إي فيفاتشي)، وتتأجج الحركة بأكملها بالطاقة الحقيقية، وتتلوّن ببريق النغمات المبتكرة على آلات النفخ.