بمناسبة اليوم العالمي للشعر

القطري للمؤلفين يعقد ملتقى كتاب الشعر الفصيح

لوسيل

الدوحة - لوسيل

ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي عقد الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع مركز الشعر ديوان العرب مساء الأحد الماضي ملتقى كتاب الشعر الفصيح بعنوان دواوين الشعر العربية بين الحداثة والأصالة في بث مباشر عبر قناته على يوتيوب ناقش خلاله واقع كتابة الشعر الفصيح وأهم المواضيع التي يركز عليها الشعراء ومظاهر الحداثة والأصالة فيها، بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد والباحثين من داخل وخارج دولة قطر.

وتم افتتاح الملتقى بكلمة السيدة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين حيث أوضحت أهمية دور الشعر في تعزيز الإنسانية المشتركة باعتباره حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية - على مر العصور وقدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.

مشيرة إلى أن اليونسكو تحتفل سنويا باليوم العالمي للشعر كل يوم 21 مارس من كل عام يوما عالميا للشعر، بهدف دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية. وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.

وأضافت أن العالم يشهد منذ عشرين عاما حركة حقيقية لصالح الشعر وصارت الأنشطة الشعرية تتكاثر في مختلف الدول والأعضاء ويزداد الشعراء عددا، تعبيرا عن حاجة اجتماعية تدفعنا إلى العودة إلى المنابع وتشكل وسيلة يمكنهم بها مواجهة الذات، كما بات الشاعر يضطلع بدور جديد كإنسان وصار الجمهور يقبل بصورة متزايدة على الأمسيات الشعرية التي يلقي الشعراء فيها قصائدهم بأنفسهم، لذا نحرص في الملتقى القطري للمؤلفين على الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين على اختلاف وتنوع تأليفهم ومصدر إبداعهم.

تلتها كلمة السيد فيصل السويدي مدير إدارة الثقافة والفنون وزارة الثقافة والرياضة والتي أوضح خلالها أن وزارة الثقافةِ والرياضة عمدت إلى إنشاءِ مجموعةٍ من المراكز الثقافيةِ والفنيةِ المتخصصة في سبيلِ إعطاءِ ديناميةِ أكثرَ للعملِ الثقافي، ومنها مركزُ الشعر ديوانُ العرب والملتقى القطري للمؤلفين، الذي يَتَقّفَى أثرَ الكتابةِ ويتابعُ حَركةَ المؤلفينَ وسَيرورتَهم، بإيقاعٍ متناسقٍ ومنسجمٍ في جميعِ مجالاتِ الإبداعِ والتأليفْ.

وقال في هذا الصددْ، يَأتي ملتقى كتابِ دواوينِ الشعرِ الفصيح، احتفاءً بمُنْجَزِ شعريٍّ متميز، جَمَعتْه دفاتُ دواوينِ الشعرِ العربيِ، فأضْحتْ مَنبعا يُستقى مِنهُ عذْبُ الشِعْرِ، ومَرجِعاً للاستِشهادِ والقراءةِ والنقدْ، مشيرا إلى أن اليومَ العالمي للشِعر، ليس مجرّدَ يومٍ على أجندةِ الأيامِ والشهورِ، وإنما هو يومٌ يَستعيدُ فيه الشعراءُ الإحساسَ بالوجودِ الشِعريِ ويعملون على تخْليدِهِ وتعزيزِ حضورِه في المشهدِ اليوميِ بجديدِ الإبداعِ، وهو أيضا يومٌ لنَثرِ بُذورِ الشعْرِ في منابتِ الأرض وإشاعةِ لحظاتِ الفرح، لأن الحاجَةَ إلى الشعْر تزدادُ بِقَدْرِ حاجتِنا للحياةْ..

وختم كلمته بالقول إن الشعْرَ وعاءُ القيمِ الإنسانيةِ والجماليةِ، مُنحازٌ في جوهرِه لقضايا الحريةِ والكرامةِ والعدالةِ، والشاعرُ حَمّالُ هذه القيمِ، بها يُنيرُ دواوينَه ويصنعُ عالمَ دهْشتِه في الخيالِ والواقعِ وفي المُمْكنِ واللاَّمُمْكِنْ، ليكون إلهام لتصورات المجتمعات ومساحة للتأمل والتشاور في حياتنا.

وقال السيد شبيب بن عرار النعيمي مدير مركز الشعر إن 21 مارس يصادف اليوم العالمي للشعر وهي مناسبة اعتاد العالم أجمع الاحتفال بها من خلال إحياء الشعر، مشيرا أن الشعر لطالما كان على امتداد العصور لغة الوجدان والمشاعر الصادقة، وأن تاريخ الشعر في البلدان العربية ضارب في القدم من عصر المعلقات في العصر الجاهلي مرورا بالفتوحات الإسلامية وصولا إلى عصرنا الحالي، وقد حافظ الشعر على دوره الفعال كما حافظ الشاعر على رسالته في إحياء قيم مجتمعه وتسليط الضوء على أهم قضايا مجتمعه، فالشعر موجود مع الإنسان في أفراحه وأتراحه وفي جميع المناسبات وهو ترجمة لكل الرسائل النبيلة والمشاعر الإنسانية، مشيرا إلى أن دولة قطر تعنى بالشعر من خلال الفعاليات والأنشطة والمسابقات التي تقيمها وزارة الثقافة والرياضة والتي تحمل القيم الاجتماعية والأسرية.

وانقسم الملتقى إلى جلستين أدارت الأولى الإعلامية حصة السويدي وشارك فيها كل من الشعراء محمد إبراهيم السادة والأستاذ عبدالرحمن الدليمي والأستاذ ظافر دركوشي.