توجهت وزارة البلدية والبيئة بـ 10 رسائل إرشادية لأصحاب المزارع الحديثة المنتجة للخضروات على مدار العام، وإلى أصحاب مزارع النخيل المنتجة للتمور بمختلف أنواعها، وذلك بهدف دعم ورفع معدلات الإنتاج وتحسين جودته، وذلك ضمن تحركات أطقم الإرشاد في إدارة الشؤون الزراعية بالوزارة. ووفق سجلات تجارية يقترب عدد المزارع المنتجة والمسوقة للخضروات والتمور في الصيف من 900 مزرعة بينها 45 مزرعة منتجة للخضروات، 855 مزرعة للتمور.
وصرح مصدر في شركة محاصيل التي تتولى تسويق جانب من المنتج الزراعي أن خبراء تابعين لشركة حصاد ينسقون مع كوادر الإرشاد في وزارة البلدية والبيئة في جولات مشتركة على المزارع ليشرحوا للكوادر الزراعية العاملة فيها كيفية حماية الإنتاج من الحشرات وسبل تغليفه وتعبئته بصورة سليمة للحد من الهدر، ونظم رش الأسمدة والمبيدات، والاستخدام الأمثل لنظم الري الحديثة.
ومن بين الرسائل الإرشادية الموجهة للمزارعين ما يتعلق بالري حيث تفضل الوزارة القيام بري المحاصيل خلال فترات الصباح أو المساء وتجنب ريها في الظهيرة لكون أن الري ظهرا يضر المحصول، والعمل على نظافة وتعقيم البيوت المحمية من خلال فتحها وتعريضها لأشعة الشمس، وعند ارتفاع الرطوبة يتوجب التقليل من استخدام مياه الري لكل المحاصيل .
وأكدت الوزارة ضمن إرشاداتها أيضا أهمية إجراء تحليل للتربة كأمر ضروري لكي يتم تحديد المعادلة السمادية المناسبة، لإعطاء المحصول الكمية المناسبة من السماد التي توفر الجهد والمال، وتجنب استخدام الأسمدة العضوية لكون أنها تحتوي على الكربون، والذي يتأثر بارتفاع درجة الحرارة ويؤثر على المحصول، وأن شهر يوليو هو الموعد المناسب لزراعة الشمام والبطيخ والقرع .
وطالب الإرشاد الزراعي بوزارة البلدية والبيئة مزارعي النخيل خلال شهري يونيو ويوليو بـ حماية الأشجار عبر تغطيتها من الأتربة والحشرات، وتجنب إزالة أوراق النخيل في هذه المرحلة لأنها تؤثر على المحصول، ويجب استخدام كميات كبيرة من مياه الري في مرحلة الإثمار، وبعد النضج تقلل الكمية المستخدمة خاصة في نهاية شهر يوليو .
ودعا الإرشاد إلى المتابعة والمراقبة بحرص في مرحلة نضوج المحصول وتغيير الألوان من الأخضر إلى الأصفر خاصة في مرحلة الرطب لأن عدم جني الرطب في وقته يقلل من إنتاج المحصول .
ويقول المهندس الزراعي محمد صلاح: توفر الميكنة الزراعية في الخضروات يسهل كثيراً من زراعتها وجنيها، بجانب توسيع رقعتها الزراعية، وزيادة إنتاجها مع توفير كثير من الأيدي العاملة، وقد ظهر في الآونة الأخيرة في أسواق الدول الصناعية بعض الآلات الزراعية التي تستعمل في زراعة وجني وفرز وتعبئة كثير من محاصيل الخضروات .
ويضيف: نحن نؤكد للمزارعين أنه يمكن تقسيم زراعة الخضروات في الأراضي الصحراوية من حيث الطرق الزراعية ومن حيث استعمال الري إلى ثلاثة أقسام: الأول، خضروات مثل البندورة، والبطاطا، والبصل، والباذنجان، والبطيخ، والشمام والملوخية، والذرة السكرية، والقرع العسلي ... إلخ، تمكن زراعتها في الحقل، ويتم تقديم مياه الري لها بواسطة الرش أو بواسطة الخطوط أو الأحواض، والثاني، خضروات مثل الخيار، والفلفل (الحار والحلو) تمكن زراعتها في البيوت الزجاجية، ويتم تقديم الري لها بواسطة التنقيط، والثالث، خضروات مثل البندورة، والملوخية وغيرها يمكن أن تزرع في البيوت المظللة، وتقدم لها مياه الري بواسطة الخطوط أو الأحواض.
ويؤكد محمد صلاح: من الأمراض التي تصيب الخضروات بشكل عام، بكتيريا العقد الجذرية، الجرب النباتي، والذبول، وتعالج جميع هذه الأمراض بواسطة تعقيم البذور، واختيار بذور سليمة ومقاومة، بالإضافة إلى تجنب الرطوبة الكثيرة والجفاف الشديد في التربة.
ويستطرد: هناك آفات خطيرة تظهر بين الحين والآخر على بعض المحاصيل مثل نيماتودا العقد الجذرية، وتمكن مكافحتها بواسطة تعقيم التربة، أو بواسطة اتباع دورات زراعية، وخاصة عدم زراعة نباتات العائلة الباذنجانية (الطماطم، البطاطا، الباذنجان) في نفس التربة إلا بعد مرور ثلاث سنوات.
ويؤكد: من المشكلات الكبيرة الأخرى التي تحد من إنتاج الخضروات هي العواصف الرملية التي تهب في المناطق الصحراوية بين الحين والآخر، وخاصة في أيام الصيف الحارة، وتقوم بغمر النباتات برمال ناعمة، مما يؤدي إلى موت النباتات الصغيرة، والتأثير على تنفس أوراق النباتات الكبيرة، مما يضعفها ويقلل من إنتاجها، كما تقوم هذه الرياح بنقل بذور الأعشاب، والأمراض والآفات، وخاصة العناكب، إلى المزروعات. وتعتبر النباتات ذات الأوراق العريضة، مثل القرعيات، والصليبيات، والباذنجانيات من أكثر النباتات تأثراً بالرمال الناعمة.
ويخلص للقول: أفضل الطرق لمعالجة مشكلة العواصف الرملية هي زراعة المزيد من مصدات الرياح والمحافظة على مواعيد الزراعة، بحيث لا يتلاءم وقت هبوب الرياح مع وقت نمو النباتات الصغيرة، التي تكون حساسة جدا في مراحل نموها الأولى، بينما تظهر بعض المقاومة بعد اكتمال نموها.
وحول التقنتيات الحديثة التي أدخلتها البحوث الزراعية بالبلدية والبيئة على زراعة وإنتاج نخيل التمور، يكشف حسن بن إبراهيم الأصمخ مساعد مدير إدارة البحوث الزراعية: من أهم تلك التقنيات التلقيح السائل للنخيل بالرش والذي بات بديلا سهلا ويسيرا من حيث الكلفة وسهولة وسرعة التنفيذ حيث لا تحتاج النخلة إلى أكثر من دقيقة إلى دقيقتين كل مرة، وباتت تلك التقنية حاليا تلقى رواجا حيث قمنا في الإدارة بتدريب المزارعين عليها وبات الكثيرون منهم يستخدمها ونتائجها مضمونة. ويضيف: اعتمدنا طريقة حديثة لتجفيف ثمار النخيل عبر الأفران توفر الهدر بمعدلات تصل إلى الثلث وبدأت الكثير من المزارع بالدولة تستخدمها .
وفي ذات السياق يقول خالد بن ناصر أحمد مدير إحدى المزارع التي تعتبر من وحدة إنتاجية مميزة بالدولة أن عمليات زراعة النخيل تتواصل بشكل موسمي في المزارع المملوكة للشركة ومعها ينمو إنتاج التمور بشكل متواصل، وأن الريان شيدت 4 غرف كبيرة لتجفيف التمور تبلغ مساحة الغرفة 40 في 9 اي 360 م2، وتلك الغرف تعتبر من أحدث التقنيات في عمليات التجفيف على مستوى العالم حيث تحافظ على جودة التمور وتحمي الإنتاج من الهدر .
ويقول محمد عبد الوهاب المشرف على إحدى مزارع النخيل: بلا شك نستفيد من طرق الإرشاد كثيرا وعلى سبيل المثال نصحونا بخف ثمار النخيل عبر طريقتين وهما خف عدد الثمار في الشماريخ، أو قطع الشماريخ وفي العادة تتبع الطريقتين. ويجب أن يتم الخف للنخلة بصورة عامة بحيث لا تقل عن النصف ولا تزيد عن الثلاثة أرباع، وعموماً لقد وجد أن خير خف يتبع هو الثلث بحيث يترك الباقي للتساقط الطبيعي بالنخلة .
ويستطرد عملية خف ثمار النخيل في بداية تكوينه مهمة وذلك للأسباب التالية: زيادة الحجم، وتحسين نوعيته، ومنع تأخير النضوج، تخفيف الحمل على العثوق من الانكسار أو انحناء قلب النخلة، ولتأكيد التزهير للسنة القادمة للنخلة بعدم المعاومة .