اتفق وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، في جولة المفاوضات الافتتاحية أمس من مفاوضات سلام أفغانستان، التي تستضيفها الدوحة برعاية دولة قطر على تشكيل لجنة مشتركة من 14 شخصاً من الطرفين للاتفاق على أجندة المفاوضات.
وأجرى الطرفان جلسة افتتاحية مغلقة أمس بحضور كل من سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، وعبدالله عبدالله رئيس لجنة المصالحة الأفغانية ورئيس وفد الحكومة الأفغانية وقادة سياسيين أفغان وقادة حركة طالبان.
ونوه المتحدث باسم حركة طالبان، محمد نعيم في تصريح لـ لوسيل على هامش المفاوضات بأن الجولة الحالية من المفاوضات لا تشمل موضوعات متفق عليها بشكل مسبق بين الطرفين، وهى جلسات مفتوحة وكل طرف يستطيع أن يقدم ما عنده.
ومن المتوقع أن تبحث اللجنة المشتركة وخلال الجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت امس وتستمر اليوم، وفق مصادر أفغانية مشاركة في المفاوضات، ثلاث قضايا أساسية وصفت بالمصيرية تشمل وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين من حركة طالبان ، وشكل النظام السياسي الجديد. وهو ما يمكن أن يؤدي، وفق مراقبين إلى تسوية سياسية تنهي العنف في البلاد.
وأشاد نعيم بالدور الذي تقوم به دولة قطر في تسهيل المفاوضات قائلاً: نحن نشكر دولة قطر على التسهيلات الكبيرة التي تقدمها في حل المشاكل في أفغانستان ومساعيها الواضحة في هذا المجال . وتابع إن قطر بذلت جهودا جبارة في هذا المجال وفي المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان ونحن نقدر هذا ونتوقع أن تكون لدولة قطر مساع إضافية.
وعن توقعاته للمفاوضات الحالية، قال المتحدث باسم حركة طالبان، نحن نرحب بكل خطوة إيجابية يمكنها أن تؤثر في حل المشاكل، ونأمل ذلك. ونحن مستعدون ولدينا إرادة لحل المشاكل.
ونوه إلى أن المفاوضات التي تسير حالياً في الدوحة لا تشمل أجندة مسبقة وكل طرف لديه الحق في أن يطرح القضايا التي يريدها.
وفيما يتعلق بإمكانية إعلان هدنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، قال المتحدث باسم الحركة: إن سياسة الإمارة الإسلامية -حركة طالبان- هي إعلان الهدنة في أيام العيد منذ ثماني سنوات، وفي عيد الفطر الماضي أعلنا وقف إطلاق النار من طرفنا ولم يكن هناك اتفاق مع أي طرف، وبالتالي من الممكن أن يجرى إعلان مشابه بهذا الشأن في العيد الحالي .
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ، إن المطلوب إطلاق سراح معتقلي حركة طالبان ، وفق ما تنص عليه اتفاقية الدوحة للسلام في أفغانستان التي وُقعت العام الماضي مع واشنطن وأقرها مجلس الأمن الدولي، ولم يلتزم بها الطرف الآخر، قبل الحديث عن وقف إطلاق النار.
وأضاف نعيم إن الاتفاق بين حركة طالبان والولايات المتحدة الذي تم في الدوحة بداية العام الماضي، أشار لتخفيف العمليات وعدم التصعيد. وقال إن الحركة قدمت مقترحا في ديسمبر الماضي يتضمن عدم التصعيد وعدم مهاجمة الولايات ولا مهاجمة المراكز العسكرية والاستخبارية الكبيرة وعدم السيطرة على مراكز المديريات ولا القيام بالعمليات الاستشهادية، وبالمقابل يتم تنفيذ بنود الاتفاق السابق بإطلاق سراح جميع المعتقلين وشطب قادة الحركة من القوائم السوداء وهذه الشروط ضمن الاتفاق الذي تم بحضور مجلس الأمن.
قال عبدالله عبدالله رئيس لجنة المصالحة الأفغانية ورئيس وفد الحكومة الأفغانية إن تحقيق السلام في البلاد يتطلب مرونة من الطرفين، مضيفا إن الأرضية مناسبة الآن للسلام.
وأضاف رئيس لجنة المصالحة الأفغانية في كلمة له في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام الأفغانية بالدوحة إنه يجب تسريع عملية المفاوضات للوصول إلى حل يرضي الجميع، وأنه لا حل عسكريا لمشكلة أفغانستان؛ وهو ما يحتم بذل الجهود للتوصل لحل سياسي.
وأوضح أن الشعب الأفغاني هو الخاسر من استخدام الحكومة القوة ومحاولة طالبان الانتصار عسكريا، وفق وصفه، وطالب بتسريع عمليات التفاوض للوصول لحل يرضي الجميع.
كما شدد على أن كل الجهود يجب أن تتركز على إنهاء الحرب وتحقيق تسوية سياسية، وأنه لتحقيق السلام، فإن هناك حاجة إلى المرونة من الجانبين .
وأكد عبدالله أن الشعب الأفغاني يريد استمرار دعم المجتمع الدولي لعملية السلام وتوفير البيئة الإقليمية والدولية لذلك.
ومن جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة الملا عبد الغني برادر، إنهم سيبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى نتيجة إيجابية في محادثات السلام الأفغانية التي انطلقت أمس في الدوحة.
وأضاف برادر إن المفاوضات الأفغانية بدأت منذ 10 أشهر، لكنها لم تحرز تقدما ملموسا كما كان متوقعا، كما شدد على أن طالبان لن تسمح بأية محاولة للنيل من وحدة الأراضي الأفغانية.
وحول مستقبل البلاد، قال الملا برادر إن الشعب الأفغاني ضحية ما يجري في البلاد؛ لذا لابد من إعطاء الرفاهية لهذا الشعب، ولابد من تشكيل حكومة ونظام يجمع جميع القبائل والعرقيات، كما أن علينا جميعا أن نعمل من أجل تقدم ورقيّ شعبنا، كي نتخلص من احتياج الآخرين، وكي نعمر بلادنا بأنفسنا، لأن الأجانب لن يعمروا بلادنا، وهذا ما نعرفه .
ميدانياً اشتبكت القوات الحكومية مع مقاتلي حركة طالبان أمس الأول الجمعة بعدما شنت عملية لاستعادة السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي الرئيسي مع باكستان، في حين تسعى الحركة للتقدم شمالا والاستيلاء على معقل زعيم الحرب المناهض للحركة عبد الرشيد دستم.
وقالت حركة طالبان إنها سيطرت في الشهرين الماضيين على 194 مديرية في أفغانستان والقوات الأفغانية استعادت 5 منها.