تعثرت جهود وزارة البلدية والبيئة لإقناع أصحاب المزارع، بزراعة نباتات اللبيد، كأعلاف خضراء محل الجت البرسيم والرودس، وعلمت لوسيل من مصدر مطلع بالوزارة أن من استجابوا لها لا تتعدى أعدادهم الـ 3 % من أصحاب المزارع.
ورد خبراء عدم الاستجابة لاعتقاد المزارعين ان اللبيد أقل في قيمته الغذائية للحلال عن الاعلاف الخضراء التي اعتادوا زراعتها. ويعتبر اللبيد من النباتات الرعوية في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تمتص الملوحة من التربة حيث أثبتت التجارب أن نسبة البروتين في اللبيد نحو 10% كما أن استهلاكه للمياه أقل 40 % عن الجت والرودس.
فوائد الجت
وحسب دراسة لوزارة البلدية والبيئة، حصلت لوسيل على نسخة منها تقدر احتياجات الهكتار الواحد من الجت سنويا بـ 65 ألف متر مكعب، والرودس 48 الف متر مكعب، ويعد الجت أحد أنواع النباتات التي تصل جذوره اسفل الأرض من 6 : 9 أمتار تحت سطحها حيث يحصل البرسيم على المعادن كغذاء والتي لا تتوفر على سطح الأرض، وهو غني بالبروتين وفيتامين أ وب1 وب6 وفيتامين ج وفيتامين ك وفيتامين هـ، كما أنه يحتوى ايضاً على الكالسيوم والبوتاسيوم والكاروتين والحديد والزنك.
وأوصى خبراء في إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة بناء على دراسات اقليمية اجراها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة الشهير باسم ايكاردا بضرورة التوسع التدريجي بزراعة نبات اللبيد في حقول المزارعين نظرا لانخفاض احتياجاته المائية مقارنة مع غيره من الانواع الرعوية والعلفية المتداولة الجت، والرودس ، وهي التوصية التي لم تفعل على المستوى المطلوب حتى الآن.
وقال مصدر بالوزارة اختيرت 25 مزرعة اضافة إلى محطتي روضة الفرس ومحطة الزراعة الملحية في دخان لاجراء تجارب زراعة اللبيد، وحسب التجربة تفوق نبات اللبيد في انتاج المادة الجافة على الانواع الرعوية بنسبة 40% حيث بلغ الحاصل الجاف للبيد 2.053 طن، والجت 0.103 والثمام بمتوسط 1.61 طن.
وفيما يتعلق بإنتاجية حشائش اللبيد مقارنة بالرودس يقول حسن البهي الخبير الدولي بايكاردا لـ لوسيل إن أنواع اللبيد المختلفة تتمتع بمزايا مرتفعة وتسهم في معالجة التربة القحلة في الظروف المناخية القاسية بالدولة كما تتمتع بنمو سريع وغزارة في الإنتاج، إذ تبلغ انتاجية الهكتار من 8 إلى 10 حشات سنويا، بينما تبلغ انتاجية هكتار الرودس 5 ـ 6 حشات سنويا، ويمكن أن تزرع بذور اللبيد لمدة 4 سنوات، بينما لا تتعدى زراعة الرودس عاما واحدا .
وتواجه وزارة البلدية والبيئة منذ اعوام مضت تحديا يتعلق بترشيد إستهلاك المياه المستخدمة في الزراعة، ووفق إحصائيات الوزارة الرسمية فإن مساحة 60 % من بين مساحات الأراضي بحوالي 800 مزرعة في الدولة تمت زراعتها بالأعلاف الخضراء عبر الطرق التقليدية، وهو الأمر الذي يشكل استنزافا متواصلا لموارد المياه، خاصة المياه الجوفية.
زراعات الهايدروبونك
وعلى الرغم من ان خبراء مستقلين طرحوا زراعات الهايدروبونك التي توفر 90% من المياه بديلا لنظم الري الراهنة، إلا أن تلك الزراعات لم يكن لها نصيب إلا في بعض المزارع الخاصة عبر زراعة بعض الخضار والفاكهة والشعير المستنبت كعلف، وحسب دكتور كمال عمران الخبير ومدير إحدى الشركات العاملة بهذا المجال فإن الشعير المستنبت هو افضل بديل للاعلاف يتناسب مع البيئة المحلية بمنطقة الخليج، حيث بدأت دول بالمنطقة تتوسع في زراعته، لكن عبد الله الكواري - مربي حلال - أوضح لـ لوسيل أن الجت والرودس كغذاء للحلال لا يعلى عليهما لما يحتويانه من قيمة غذائية عالية، ويرى أن زراعة النوعين وفق نظم الري الحديثة مطلوبة.