كشف سعادة المهندس ميرغني موسى وزير النقل في جمهورية السودان، عن تأسيس لجنة فنية قطرية-سودانية للتعاون في قطاع النقل بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وقال وزير النقل السوداني في حوار خاص لـ لوسيل إنه بحث خلال زيارته للدوحة 4 محاور أساسية شملت قطاعات الطيران والسكة الحديد والموانئ والخطوط البحرية، مشيداً بالدور الذي تقوم به قطر تجاه السودان.
وأضاف الوزير موسى إن الزيارة كشفت عن رغبة حقيقية من أشقائنا القطريين لتعزيز التعاون بين البلدين، وقال إن قانون الاستثمار الجديد في السودان هو فرصة حقيقية لعقد الشراكات وجذب الاستثمارات للسودان.
بداية سعادة الوزير نود أن نسلط الضوء على زيارتكم لدولة قطر وما هي أهم الملفات التي تمت مناقشتها؟
الزيارة هي دعوة كريمة من دولة قطر ممثلة في سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، بحثت خلالها أوجه التعاون بين البلدين وهي وفق جدول أعمال مسبق شملت زيارات ميدانية لقطاع النقل في قطر مثل ميناء الدوحة وسلطة الطيران المدني بالاضافة لاجتماعات متواصلة.
وجئنا لقطر بوفد يضم مسؤولين ومستشارين من بينهم مدير شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، ومستشارين بوزارة النقل، وكانت زيارة مثمرة وبها محادثات بناءة تساهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
وما هي القضايا التي تمت مناقشتها خلال الزيارة؟
اجريت مباحثات واجتماع مطول مع سعادة وزير المواصلات والاتصالات، وجدنا من خلاله لغة واضحة وترحابا كبيرا من اشقائنا في دولة قطر حكومة وشعباً، ورغبة حقيقية للتعاون.
وشملت المحادثات التعاون في مجال النقل ركزنا خلاله على 4 محاور تمثلت في السكك الحديد وقطاع الطيران والموانئ والخطوط البحرية السودانية.
والمحصلة النهائية للمحادثات خلال هذه الزيارة، اتفقنا على تأسيس لجنة تنسيقية بين قطر والسودان تسمى لجنة النقل بين البلدين تشمل قطاعات مثل الطيران والسكة الحديد والموانئ والخطوط البحرية، وهي الآن في مرحلة التأسيس. وابدى أشقاؤنا القطريين رغبتهم في التعاون معنا واستعدادهم للدعم خاصة في قضايا التطوير والتدريب الكوادر البشرية بكافة المجالات سواء إن كانوا طيارين أو بحارة أو غيرهم من الفنيين.
وفيما يتعلق اللجنة اللتنسيقية ستشمل لجانا متخصصة تقوم بالدراسة ونحن مثلاً لدينا مشاريع سنعرضها عليهم ونعرف رغبته في المجالات التي يرونها مناسبة. والقطريون يكنون الود للشعب السوداني ولمساهمة السودانيين هنا في قطر في مسيرة التنمية الوطنية.
بالحديث عن التعاون، كيف تنظرون للعلاقات القطرية السودانية والتعاون في هذه المجالات التي ذكرتها؟
بداية، في هذا الوقت من تاريخ السودان نحن منفتحون على العالم، وهذا ما نعكسه بشكل مستمر خاصة بعد عزلة طويلة شهدها السودان.
وكما تعلمون فإن قطر محطة مهمة جداً ودولة شقيقة للسودان، ونحن عهدناهم على الدوام داعمين للسودان ويقفون معنا في كافة القضايا، بما في القضايا الانسانية والكوارث وقطر من ضمن الدول المساهمة في قضايا السلام في السودان. خلال هذه الزيارة وجدنا ترحاباً حاراً وتعاونا وجدية.
طرح السودان مؤخراً قانون الاستثمار قبل أيام من مؤتمر باريس الاقتصادي لدعم السودان، ما أهمية هذا القانون بالنسبة لقطاع النقل؟
قانون الاستثمار في السودان من أهم القوانين لأنه فرصة حقيقية لجذب الاستثمارات إلى السودان، وهو أيضاً يعزز شراكة القطاعين العام والخاص سواء إن كان محلياً أو عالمياً، وأصبح من السهولة بمكان تأسيس شراكة مع أي دولة وفي أي مجال وأي نظام.
وفي السابق كانت الحكومة ومن خلال قوانين الاستثمار السابقة تؤذي المستثمر الاجنبي من خلال عدم وجود حماية للمستثمرين والمحفزات والقضايا التي تهم المستثمرين سواء إن كانت جوانب قانونية وغيرها.
أكثر من ذلك فإن القرارات التي اتخذها السودان في الفترة السابقة مثل توحيد سعر العملة وغيرها ستساهم في جذب الاستثمارات، وأصبح التعامل حالياً يتم عبر النظام المصرفي لتحويل العملات وتسهيل عملية دخول وخرج العملات والمعاملة الجيدة للمستثمرين ومكافحة الفساد.
ونحن خلال زيارتنا لدولة قطر حالياً حرصنا على تقديم السودان بالشكل الذي يليق بنا وبالشعب السوداني.
وما خططم بعد مؤتمر باريس في قطاع النقل بالسودان؟
مؤتمر باريس هو أول خطوات الانفتاح للسودان نحو العالم، وناقش المؤتمر بشكل أساسي قضية اعفاء ديون السودان بشكل أساسي، وأيضاً تم عرض عدد من المشاريع الاستثمارية في قطاع البنية التحتية في السودان، ونحن من ضمنها قدمنا مشاريع في قطاع النقل بالسودان، وتعلمنا من المؤتمر هو إمكانية العمل مع القطاع الخاص السوداني. ولدينا لجنة فنية تعمل حالياً وبالمقابل الشعب السودان يلقي آمالاً كبيرة على هذه الحكومة ويريدها أن تسرع في تحقيق النتائج، وهذا ما يدفعنا بالعمل بجهد أكبر.
ونحن نفهم بأن السودان في موقع استراتيجي حيث تمر عبره معظم التجارة الدولية (أمام بيتنا) في البحر الأحمر ونحن لم نستفد من ذلك حتى الآن، ويجب أن نعمل على الاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي سواء كان ساحل البحر الأحمر أو موقع مطار الخرطوم الاستراتيجي.
وما أبرز القطاعات التي يمكن أن تقدموها للمستثمرين القطريين وغيرهم؟
لدينا حالياً عدد من الفرص الاستثمارية للقطريين وكافة المستثمرين وبشكل خاص في قطاع النقل مثل الموانئ والنقل والمواعين العائمة والطيران، ونرحب بالمستثمرين القطريين ورجال الأعمال ونقدم حزم وحوافز استثمارية وتسهيلات في هذه المشاريع ونتطلع لرؤية الاستثمارات في هذه القطاعات وغيرها من القطاعات الاخرى.
ونحن في قطاع البنية التحتية لدينا أربعة مجالات مهمة ووجدنا رغبة جادة من القطريين وعقولا منفتحة على مستوى الاستثمارات في السودان وتقديم المساعدة لنا، وهنا يأتي دورنا الأكبر في إظهار الجدية وتحديد كيفية وطريقة المساعدة عبر خطط محددة يتم التوافق عليها.
وأكثر من ذلك نحن أيضاً لدينا رغبة قوية لتقديم الفرص الاستثمارية للإخوة القطريين في قطاع الموانئ في مناطق اخرى في حال كانت لديهم الرغبة في هذا الاطار.
بالحديث عن قطاع الطيران، ما هو موقف الخطوط الجوية السودانية (سودانير) حالياً؟
كلنا نعرف ما تعرضت له الخطوط الجوية السودانية (سودانير) خلال الفترة الماضية من خراب، وللقيام بالإصلاحات استعانت الوزارة باستشاري وهو بيت خبرة عالمي قام بإدارة أكثر من 3500 حالة مثل (سودانير) وهو استشاريين من (لوفتهانزا) وهم الآن في السودان وقعنا معهم اتفاقا.
ونحن لا نرى ان قضية (سودانير) هي فقط طائرات، بمعنى أنه لا يكفي فقط أن نقوم بشراء طائرات وضمها لاسطول الناقل، ولكننا نسعى لأن يكون هناك تشغيل مثالي لهذه الطائرات وأيضا الصيانة المثالية التي لا يمكن أن تتم في ظل النظام الحالي ووضع الشركة حالياً. لذلك رأينا أن نقوم بتقييم الوضع الحالي عبر بيت خبرة حتى نعرف نقطة الانطلاقة الحقيقية لتوسع الشركة سواء إن كان أفقياً أم رأسياً. لأننا وجدنا عروضا لاستثمارات سواء إن كان من دول أو مستثمرين ولكن في نهاية المطاف يجب أن نعرف كيف نبدأ حتى نصل لمبتغانا لذلك تمت الاستعانة ببيت خبرة عالمى لمدة 4 أشهر تنتهي بوضع خطة رئيسية لتطوير الناقل السوداني.
يعتبر قطاع النقل عاملا رئيسيا في تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الخارجية، ما هي رؤيتكم لقطاع السكة حديد على سبيل المثال؟
على المدى القصير فإن القطاعات التي تقع تحت وزارة النقل سواء إن كانت سكك حديد ومواعين عائمة أو برية، هى ضعيفة حالياً ونعمل على وقف التراجع في هذا القطاع، وبعد مجهود قمناً مثلا بتسيير قطار إلى مدينة بورتسودان في شرق السودان وسنقوم بتسيير قطار أخر لمدينة اخرى وغيرها، والهدف من ذلك هو إحياء القطاع ونقوم برحلات استطلاعية للقطار لاكتشاف جاهزية وفاعلية خطوط السكة حديد والكوادر الفنية وغيرها، ولدينا خطة لصيانة خطوط السكة حديد ولدينا شراكات مع مؤسسات سودانية لاستخدام السكك حديد لنقل السكر ووقود الفيرنس، وذلك بهدف دعم السكة حديد.
وقعتم اتفاقية مع شركة هامبورغ الألمانية لرفع كفاءة الحاويات في السودان، ما أهمية هذه الاتفاقية؟
خلال زيارتنا لمحطة الحاويات في الميناء الجنوبي، لمسنا ضعف الكفاءة التشغيلية وتمكث البواخر في منطقة الانتظار وقتاً طويلاً جداً، علماً بأن العالم لا يتعامل مع ميناء بورتسودان مباشرة وإنما يتم عبر ميناء جدة ومن ثم يتم نقل الحاويات من جدة إلى السودان وتنتظر الحاويات أياما وشهورا طويلة حتى تصل بورتسودان.
هذا الوضع غير سليم والصحيح أن تأتي البواخر للسودان مباشرة، ولكن ذلك لم يحدث لأنه لدينا مشكلة في أدوات المناولة والسلامة واللوجستيات وغيرها من قضايا العمليات. وخلال الزيارة قمنا باتخاذ عدد من القرارات ساهمت في معدل الكفاءة وهذا ليس طموحنا ومن أجل المضي قدماً في ذلك قمنا بالاستعانة ببيوت الخبرة العالمية أثمرت الاتفاق مع شركة هامبورغ الألمانية، لمعالجة قضايا التشغيل والسلامة وغيرها.
في ختام هذه الزيارة كيف تنظرون لقطاع البنية التحتية والنقل في قطر؟
قطاع النقل في قطر ممتاز، وربنا يحفظ قطر حكومة وشعبا، واستطاعت قطر أن تستمر في تحقيق تطلعاتها واحلامها وما زالت تعمل في ذلك، وحالياً رأينا كيف تستعد الدولة لاستضافة كأس العالم 2022 وهذا مؤشر على العمل الجاد والمستمر.