انتظر الرياضيون العرب اليوم الخامس من فعاليات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، لإضافة عدد من الميداليات إلى الميدالية البرونزية التي حققها الإماراتي توما سيرجيو في منافسات الجودو، وكان هذا بواقع 4 ميداليات جديدة، كان لمصر فيها نصيب الأسد بحصولها على ميداليتين، فيما حققت تونس ميدالية، بالإضافة إلى ميدالية أخرى للرامي الكويتي فهيد الديحاني -تحت العلم الأولمبي-.
ونجحت مصر في حصد ميداليتين برونزيتين أمس الأول الأربعاء، حيث أصبحت الشابة سارة سمير أول مصرية تصعد لمنصة التتويج بالأولمبياد بعدما فازت ببرونزية رفع الأثقال للسيدات في وزن 69 كيلوجراما في ريو دي جانيرو أمس الأول الأربعاء.
كما أصبحت سارة البالغة من العمر 18 عامًا، أول عربية تتسلم ميدالية في رفع الأثقال.
وقالت سارة التي فازت بذهبية أولمبياد الشباب قبل عامين: إنه شرف كبير، كانت مصر تنتظر ميدالية واحدة أو اثنتين من فريقنا . ومن الناحية النظرية، سبقت عبير عبد الرحمن مواطنتها سارة كأول مصرية تحصل على ميدالية في الأولمبياد.
وفي أولمبياد لندن 2012 جاءت عبير في المركز الخامس في وزن 75 كيلوجرامًا للسيدات ولكن تم تجريد صاحبات أول ثلاثة مراكز من ميدالياتهن بعد سقوطهن في اختبار منشطات وسيتم منح الرباعة المصرية الفضية.
وفي هذا الصدد قالت سارة مبتسمة -بحسب رويترز-: ولكنني كنت أول مصرية تصعد لمنصة التتويج . وقبل أن يعدل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال قواعده في 2011 ليسمح للمسلمات بارتداء ملابس تغطي الجسد، لم يمارس عدد كبير من الفتيات هذه الرياضة.
وقالت سارة -التي ارتدت ملابس غطت جسدها بالكامل وحجابًا خلال المنافسة: يحدوني الأمل في أنني سأشجع فتيات أخريات لممارسة الرياضة، يمكن أن يولد جيل جديد من الرباعين..بداية جديدة . وأضافت أن رفع الأثقال وكرة اليد ضمن أكثر الرياضات شعبية بين الفتيات المصريات.
وفي سياق متصل، فاز الرباع المصري محمد إيهاب ببرونزية وزن 77 كيلوجراما في مسابقة رفع الأثقال بألعاب ريو دي جانيرو أمس الأول الأربعاء وهي الميدالية الأولى لمصر في منافسات الرجال بهذه الرياضة منذ 1948.
وحصل إيهاب على المركز الثالث بمجموع 361 كيلوجراما في رفعتي الخطف والنطر ليحقق الميدالية الثانية لبلاده..وتوقع إيهاب أن ينال استقبال الأبطال في بلاده فور عودته بعد هذا الإنجاز، وقال للصحفيين: رياضة رفع الأثقال المصرية ولدت من جديد . وتابع: في طوكيو 2020 ستكون مكانة مصر مختلفة في رفع الأثقال . وعلى صعيد آخر، حققت المبارزة التونسية إيناس بوبكري إنجازًا غير اعتيادي، بعد حصولها على الميدالية البرونزية في مسابقة سلاح الشيش، مما دفع محرز بوسيان رئيس اللجنة الأولمبية التونسية لاعتبار الميدالية بمثابة ميدالية ذهبية . ونجحت بوبكري في تحقيق المركز الثالث بعد تغلبها على الروسية آيدا شانييفا، إثر فوزها عليها بنتيجة 15-11، وذلك في أعقاب الخسارة أمام الإيطالية إليسا دي فرانشيسكا في الدور قبل النهائي.
كانت بوبكري قد صرحت بأن الميدالية تمثل حدثًا تاريخيًا بالنسبة لها، معربة عن سعادتها البالغة بتحقيق هذا الفخر للأمة التونسية والعربية.
لكن أبرز ميدالية عربية كانت من نصيب الرامي الكويتي فهيد الديحاني، والذي نجح في إحراز الميدالية الذهبية في منافسات أطباق الحفرة المزدوجة للرجال في ريو دي جانيرو لكل العرب وإنها جاءت ردا على كافة المشككين في إمكانية مشاركة الرياضيين الكويتيين تحت العلم الأولمبي.
ولا تشارك الكويت في دورة ريو لإيقافها بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية بسبب الجدل الذي ثار بين الطرفين بشأن قانون جديد للرياضة تقول اللجنة الأولمبية إنه سيضعف استقلالية الهيئات الرياضية في البلاد.
وهذه المشاركة السادسة للديحاني (49 عاما) لينال ثالث ميدالية أولمبية بعد برونزية منافسات أطباق الحفرة في لندن 2012 وبرونزية أطباق الحفرة المزدوجة في أولمبياد سيدني 2000 وأضاف الديحاني في لقاء مع شبكة قنوات الدوري والكأس القطرية من ريو: هذا إنجاز غير مسبوق لي في الأولمبياد وجاء ردا على الكثير من دول العالم . وأضاف: لم أشارك في أي بطولة منذ أربعة أشهر. لكنني شاركت في ريو وأملي كبير في الفوز رغم أن الاستعدادات لم تكن على المستوى المطلوب . والديحاني صاحب سجل حافل في الرماية إذ صعد إلى منصات التتويج في المنافسات الأولمبية والعالمية والآسيوية والعربية في العديد من المناسبات.
وكان الديحاني أول رياضي يفوز بميدالية باسم الكويت على الصعيد العالمي في كل اللعبات عندما نال برونزية مسابقة الأطباق من الحفرة في بطولة العالم بكوريا الجنوبية في 1993.
وتفوق الديحاني أمس على الرامي الإيطالي ماركو إينوشنتي بإحرازه 26 نقطة من 30 متاحة مقابل 24 لمنافسه.
يذكر أن أول ميدالية عربية في ريو دي جانيرو 2016، كان قد حققها لاعب الجودو الإماراتي توما سيرجيو.