توقعات بعام أفضل للحديد بعد تقليص المعروض

لوسيل

ترجمة – عاطف إسماعيل

رغم ما يتوقعه محللو الأسواق من تسجيل أكبر شركات إنتاج الحديد على مستوى العالم لأرباح في الربع الأول من 2016، هناك مخاوف ما زالت تطارد القطاع حيال الارتفاع المستمر لإنتاج الحديد الرخيص في الصين، وما يمكن أن يترتب عليه من زيادة في المعروض، ومن ثَمَ تراجع الأسعار.
وتراجعت أرباح شركات تصنيع الحديد في أوروبا والولايات المتحدة في 2015 إلى حدٍ يثير القلق جراء ممارسات الصين التي تخل بقواعد المنافسة في الأسواق العالمية، وفقا لموقع آي بي تايمز .
وأدت تكثيف الصين لصادراتها من الحديد الرخيص إلى جميع أنحاء العالم إلى زيادة المعروض وتراجع الأسعار، ما أدى بدوره إلى تسريح آلاف العاملين بالقطاع على مدار العام الماضي.
مع ذلك، أبدى المنتجون الأمريكيون تفاؤلا حيال مستقبليات القطاع بعد أن سجلوا أرباحا جيدة جاءت في تقارير الأرباح الصادرة الأسبوع الماضي، ويتوقع هؤلاء المزيد من ارتفاع الأسعار على مدار الفترة المتبقية 2016.
كما أسهمت الضغوط التي مارسها عدد من أكبر منتجي الحديد في أوروبا في رفع التعريفة الجمركية للصادرات الأسيوية من الحديد، علاوة على نجاح المنتجين الأمريكيين في خفض الإنتاج إلى حدٍ أسهم في تقليص المعروض وأحدث انتعاشة في الأسعار.
قال جورج بريستيان، محلل أسواق المعادن: تبدو توقعات الأشهر الستة المقبلة أكثر إشراقا لقطاع الحديد مقارنة بالتوقعات شديدة السلبية التي سادت الأسواق على مدار الأشهر الخمسة الماضية ، محذرا من أن ذلك لا يعني أن أسواق الحديد تعافت تماما من أزمة العام الماضي.
ولجأ مصنعو الحديد في الصين إلى زيادة الصادرات في 2014 عندما تراجع الطلب المحلي على المعدن بواقع 5.4% تزامنا مع تراجع الطلب العالمي بواقع 3.00%.
وأدى تعزيز صادرات الحديد الصيني إلى وفرة في المعروض، ومن ثَمَ تراجع في الأسعار طال جميع أنواع الحديد. وحتى الأنواع التي تتمتع بأهمية كبيرة في صناعة السيارات وغيرها من عمليات التصنيع النوعية تأثرت بزيادة المعروض، ما أدى إلى هبوط الأسعار العالمية للحديد بواقع 40% في 2015.
وأسهم ارتفاع معدل الإنتاج في الصين أيضا في تفاقم الأزمة، إذ أنتجت الصين وحدها 804 ملايين طن متري من الحديد، حوالي نصف الإنتاج العالمي، في حين لم يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة 79 مليون طن متري، أو 5.00% من الإنتاج العالمي.