ذكرت تقارير اقتصادية أن نمو الطلب العالي على تجارة الغاز الطبيعي المسال لن يتأثر كثيراً على المدى القصير بسبب انتشار فيروس كورونا في الصين التي تعد أكبر المستهلكين للغاز المسال، مشيرين إلى أن تباطؤ السوق مرتبط بشكل أساسي بنمو وتوازن العرض والطلب في 2020.
وأوضح تقرير صادر عن شبكة بلومبيرغ الأمريكية أن قطر ساهمت في نمو تجارة الغاز الطبيعي المسال بحوالي 1.5% في شهر يناير الماضي لتصل صادرات الغاز إلى حوالي 34 مليون طن في يناير مقارنة بحوالي 33.5 مليون طن حجم الواردات في نفس الشهر.
وقامت قطر خلال الشهر الماضي بتصدير حوالي 94 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بإجمالي 7.3 مليون طن لأكثر من 8 وجهات عالمياً من بينها اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند وتايوان ودول آسيوية وإسبانيا وعدد من الدول الأوروبية.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها لوسيل من مركز معلومات بلومبيرغ بلغ حجم واردات الغاز الطبيعي المسال عالمياً حوالي 33.5 مليون طن في شهر يناير الماضي، بانخفاض حوالي 0.3% مقارنة بإحصاءات شهر ديسمبر الماضي، وبنسبة نمو 8.3% مقارنة بالعام الماضي.
ويتمثل الانخفاض في واردات الغاز عالمياً بشكل رئيسي في الصين ويرجع ذلك لعاملين رئيسيين هما فترة عطلة رأس السنة الجديدة في الصين واندلاع فيروس كورونا الذي أصاب الذعر عالمياً، وهناك عامل إضافي في هذا التراجع في القارة الأوروبية بسبب بعض المشاكل في عمليات التشغيل بإحدى منصات الاستقبال في فرنسا.
ورغم ذلك ترى بلومبيرغ أن تأثير انتشار فيروس كورونا سيكون أقل في الطلب على الغاز الطبيعي المسال مقارنة بقطاع النفط، لتصل إلى حوالي 16% في شهر فبراير الجاري لحوالي 28 مليون طن من الغاز في العالم. مشيرة إلى أنه من غير المرجح أن يستخدم المشترون الصينيون حالة القوة القاهرة بسبب انتشار الفيروس لإلغاء الشحنات أو إسقاط وحدات التخزين المتعاقد عليها لصالح السوق الفوري لأن ذلك من شأنه أن يفسد العلاقات التجارية بين الأطراف المختلفة.
أما فيما يتعلق بصادرات الغاز الطبيعي المسال عالمياً فسجلت نمواً عالمياً بحوالي 1.5% مقارنة بشهر ديسمبر الماضي لتصل إلى حوالي 34 مليون طن يناير الماضي، وذلك مدفوعاً بنمو صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال في يناير الماضي، في الوقت الذي ظلت فيه صادرات منتجي المحيط الهادئ ثابتة، بالإضافة إلى انهيار المحادثات بين الولايات المتحدة وغينيا الجديدة بشأن خطط للتوسع في مصانع غينيا الجديدة للغاز المسال، مما خلق حالة من عدم التأكيد بشأن هذه المحادثات.
وانهارت مؤشرات الأسعار العالمية منتصف الشهر الماضي مع تصارع الأسواق لتأثير تفشي فيروس كورونا في أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال.
لوسيل ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها من بلومبيرغ وجدت أن قطر احتلت المرتبة الثانية في حركة تجارة الغاز في شهر يناير الماضي بعد أستراليا التي سجلت 7.2 مليون طن من الغاز وقطر 6.6 مليون طن من الغاز ومن ثم حوض الباسفيكي حوالي 5.4 مليون طن والولايات المتحدة 4.5 مليون طن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 2.9 مليون طن وروسيا 2.6 مليون طن وغرب إفريقيا 2.5 مليون طن وحوض الأطلنطي 1.8 مليون طن.
وبالنسبة لحركة واردات تجارة الغاز الطبيعي المسال نجد أن اليابان احتلت المرتبة الأولى بحوالي 7.4 مليون طن تليها الصين 6.1 مليون طن ومن ثم كوريا الجنوبية 4.5 مليون طن، والهند 2.1 مليون طن وتايوان 1.4 مليون طن، وتمثل بقية دول آسيا حوالي 2.1 مليون فيما سجلت أوروبا حوالي 7.3 مليون طن دون إسبانيا التي سجلت حوالي 1.5 مليون طن وأمريكا 1.1 مليون طن.
في يناير الماضي قامت شركة قطر غاز للتشغيل المحدودة (قطر غاز) بتزويد محطة موندرا (Mundra)، والتي تعتبر محطة الاستقبال الأجدد في الهند وتقع على الساحل الغربي، بشحنة تشغيلية من الغاز الطبيعي المُسال، وقد تم تحميل الشُحنة من راس لفان في 17 يناير 2020 على متن الناقلة من طراز كيوفليكس (Q-Flex)، ويطلق عليها اسم مرواب بحمولة إجمالية تبلغ 216.000 متر مكعب، ووصلت إلى محطة موندرا في 22 يناير 2020.
وتعدُّ هذه هي المحطة الثانية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال التي ساعدت قطر غاز في تشغيلها في الهند خلال العام المنصرم، إذ قامت قطر غاز في وقت سابق بتزويد محطة إينور (Ennore)، والتي تقع بالقرب من مدينة تشيناي جنوب الهند، بشحنة من الغاز الطبيعي المسال لتشغيل المحطة، وكان ذلك في فبراير 2019.
وفي ذات الشهر قامت قطر غاز بتسليم أولى شُحنات الغاز الطبيعي المُسال على متن الناقلة السافلية من طراز كيوفليكس إلى الوحدة العائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى الحالة الغازية، ويُطلق عليها اسم Summit LNG ، وتقع قبالة ساحل بنغلاديش. وقد تم تحميل الشحنة، على متن الناقلة السافلية المُستأجرة من قبل قطر غاز، من ميناء راس لفان في 27 ديسمبر، وتم تسليمها إلى تلك الوحدة في 14 يناير 2020.
وهذه هي الشحنة التجارية الأولى لقطر غاز التي تقوم بتسليمها من ناقلة إلى أخرى في مياه مفتوحة بمشاركة ناقلة من طراز كيوفليكس إلى بتروبنغلا في محطة Summit LNG التابعة لهم، وهذه المحطة عبارة عن مشروع تم تطويره بالاشتراك مع شركة Excelerate Energy وشركة Petrobangla، وذلك بنظام البناء والامتلاك والتشغيل. كما تخضع هذه الوحدة لاتفاقية تأجير مدتها 15 عاماً لصالح شركة Petrobangla، وقد تم تسليم الشحنة الأولى للغاز الطبيعي المسال من دولة قطر في أبريل 2018.
تشير التوقعات لتراجع الواردات في تجارة الغاز الطبيعي المسال عالمياً في الشهر الجاري (فبراير) بحوالي 16% لحوالي 28 مليون طن مقارنة بشهر يناير الماضي، مدفوعاً بانخفاض الطلب على الغاز في أسواق كوريا الجنوبية حيث يظل إنتاج الفحم ثابتاً رغم سياسة مكافحة الغبار الجديدة، في الوقت الذي يتم فيه تعيين مقدرة كل من اليابان والصين على العودة من الصيانة الدورية التي تساهم في انخفاض احتياجات الغاز الطبيعي المسال.
ووفقاً لتوقعات السوق العالمي التي ترصدها لوسيل من المتوقع أن يساهم فيروس (كورونا) في الطلب على الغاز في الصين في قطاعات النقل والصناعة، حيث تقوم الحكومة بإغلاق الطرق وقيود السفر والعمليات المتعلقة بالمتاجر والمصانع في فترة عطلة ممتدة.
يذكر أنه تم إعلان حالة القوة القاهرة من قبل بعض مشتري الغاز الطبيعي المسال في الصين لإلغاء بعض الشحنات، ويمكن أيضاً توقع تأخير في مواعيد تفريغ الشحنات بسبب محدودية موارد القوى العاملة في المحطات والتشديد على فحص السفن في مختلف الموانئ.
وفيما يتعلق بأسعار الغاز الطبيعي المسال وصلت لحوالي 4.66 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في يناير الماضي ومن المتوقع أن يشهد السوق مستقبلاً انخفاضاً لحوالي 3.7 أو 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية ويرى ايلشن مامدو كبير محللي الغاز الطبيعي المسال في بلومبيرج أن هناك حوالي 6 قطاعات رئيسية في استهلاك الغاز في الصين يشكل فيها قطاع التصنيع الصيني أكبر مستهلك للغاز الطبيعي المسال بحوالي 37% يليه قطاع الطاقة والتدفئة بحوالي 20% والقطاع السكني بحوالي 18% والنقل والمواصلات 12% والتعدين 7% والتجاري 5%، ويشير مامدو الى أن فيروس كورونا لن يؤدي لتفاقم النظرة الضعيفة للطلب العالمي على الغاز الطبيعي أو أسعاره. وقال لا ينبغي لوباء كورونا أن يحد بشكل كبير من استخدام الصين للغاز في حد ذاته . وتابع اذا استخدم مستوردو الغاز الصينيون القوة القاهرة لإلغاء بعض مشترياتهم من الغاز الطبيعي المسال فمن المحتمل أن تتم إعادة توجيه هذه الشحنات لأسواق أخرى في آسيا وأوروبا .
وأضاف كبير محللي بلومبيرغ أن تفشي فيروس كورونا لن يكون له تأثير كبير على توازن العرض والطلب العالمي على سوق الغاز الطبيعي المسال، بل يعتبر تباطؤ نمو استهلاك الغاز وارتفاع الإنتاج العامل الحاسم لسوق الغاز في 2020، ومن المحتمل أن يكون للمخاطر الجيوسياسية تأثير أكبر وإن كان محدوداً على أسواق الغاز مقارنة بانتشار فيروس كورونا.
شهد شهر يناير الماضي عدداً من الأحداث التي يمكن من خلالها قراءة السوق العالمي لتجارة الغاز الطبيعي المسال في مختلف القطاعات سواء كان ذلك في الإمدادات أو الطلب أو العقود والمفاوضات أو العطاءات القصيرة والسوق الفوري وليس انتهاء بعمليات التعاون والسياسات الأخرى.
وخلال شهر يناير نجد أن قطاع الإمدادات شهد انهيار المحادثات بين حكومة بابوا غينيا الجديدة وإكسون موبيل حول اللمسات الأخيرة لاتفاق (بانيانغ للغاز) على مصنع التسييل رقم (3) وليس من الواضح حالياً كيف ستتواصل خطط التوسع بمجال الغاز في غينيا بقيادة شركة توتال.
وفي مجال الإمدادات نجد أن اليونان ستقوم بتطوير محطة (ألكساندر بوليس) لتصل سعتها إلى حوالي 4 ملايين طن سنوياً، اعتباراً من الربع الثالث من 2022 خاصة بعد شراء بلغاريا حوالي 20% من المشروع.
واختارت باكستات 12 شركة لتقديم عطاءات لمشروعي محطة لتوليد الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي المسال في البنجاب. كما ستقوم باكستان باستبدال السفينة العائمة بمباني جديدة في أبريل المقبل مما يزيد من سعة الإرسال والتخزين.
وفي مجال العقود وقعت نيجيريا للغاز الطبيعي صفقات مع توتال وإيني لعدد محدد مرتبط بمحطات التسييل 1 و3.
وفي السابع من يناير الماضي وقعت قطر للبترول اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع مؤسسة البترول الكويتية لتوريد ما يصل إلى 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى دولة الكويت.
ووفق الاتفاقية التي تبلغ مدتها 15 عاما، ستبدأ شحنات الغاز الطبيعي المسال بالوصول إلى محطة الاستقبال في مجمع الغاز الطبيعي المسال في ميناء الزور الكويتي اعتباراً من العام 2022، وذلك بما يدعم تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في دولة الكويت، خاصة في قطاع توليد الكهرباء.
ووفقا لحركة الصادرات نجد أن قطر والولايات المتحدة حققتا أكبر ارتفاع شهري في الصادرات بنمو 0.7 مليون طن لقطر و0.8 مليون طن لأمريكا حيث قامت قطر بشحن حوالي 94 شحنة في شهر يناير وهو أعلى مستوى منذ 2018 فيما بلغ عدد الشحنات القادمة للسوق من الولايات المتحدة حوالي 75 شحنة قياسية، مدفوعة بارتفاع الإنتاج في (فريبورت) وكاميرون وجزيرة إلبا، ونجد أن قطر سجلت أعلى نسبة صادرات في السوق العالمي بحوالي 7.3 مليون طن في يناير تليها أستراليا بحوالي 6.9 مليون طن وأمريكا بحوالي 5.2 مليون طن وروسيا 2.7 مليون طن وماليزيا 2.3 مليون طن ونيجيريا 2 مليون طن وإندونيسيا 1.2 مليون طن وتيرنداد 1.1 مليون.
وبالمقابل شهدت روسيا انخفاضاً في الصادرات بحوالي 2% بسبب انخفاض الشحنات من مصنع فيسيتوك وهبطت الصادرات الجزائرية بحوالي 19% على أساس شهري بسبب الصيانة في مصنع (سكيكدة).
يواجه سوق استئجار سفن الغاز الطبيعي المسال تحدياً بسبب الضغوطات التي تواجه السوق في شهر يناير الماضي، حيث انخفضت أسعار استئجار السفن لمدة عام إلى حوالي 72.5 ألف دولار في اليوم مقارنة بحوالي 76 ألف دولار في اليوم في نهاية ديسمبر الماضي ووصلت أسعار التأجير الفوري إلى حوالي 70 ألف دولار لليوم لكل من شرق وغرب السويس، وكانت أسعار التأجير الفوري لغرب السويس تتجه لنحو 95 ألف دولار في اليوم مقارنة بحوالي 87 ألف دولار في اليوم بشرق السويس بداية يناير.