عقدت اليوم ورشة عمل بعنوان الريادة في الابتكار في أعماق البحار: الغواصات والأنظمة غير المأهولة والحلول مزدوجة الاستخدام لتعزيز الدفاع البحري وصمود البنى التحتية الاستراتيجية . نظمتها مجموعة ملاحة القطرية بالتعاون مع مجموعة فينكانتيري الإيطالية، واستعرضت خلالها أحدث التقنيات المستخدمة في مجالات الغواصات والأنظمة غير المأهولة والذاتية التشغيل (ROVs ودرونز الأعماق).
شارك في الورشة مسؤولون وخبراء من قطاعات الدفاع والطاقة والأمن السيبراني والقطاع البحري، إضافة إلى ممثلين دوليين من إيطاليا، حيث ناقشوا البنى المتكاملة للقيادة والسيطرة والحلول المزدوجة الاستخدام في الدفاع البحري وحماية المنشآت الاستراتيجية. كما تناولت الجلسات تحليل واقع التهديدات التي تستهدف البيئة البحرية، بما يشمل الكابلات البحرية ومنصات الطاقة والموانئ، إلى جانب بحث دور القدرات المتقدمة في تعزيز موثوقية واستمرارية أصول الطاقة البحرية والبنية التحتية الحيوية.انعقاد الورشة يأتي في إطار اتفاقية تعاون استراتيجي موقعة مؤخرا بين ملاحة وفينكانتيري، وتهدف إلى تطوير القدرات تحت البحر عبر تبادل الخبرات التقنية والعملياتية.
وأكد المشاركون أن الورشة وفرت منصة متخصصة لمناقشة التطور المتسارع في التهديدات تحت الماء وأهمية حماية البنى التحتية الحيوية في قاع البحر والمناطق البحرية، مع التشديد على ضرورة التكامل بين القطاعات المختلفة لمواجهة هذه التحديات.
وفي كلمته بالمناسبة، أوضح السيد فهد بن سعد القحطاني الرئيس التنفيذي لمجموعة ملاحة، أن الهدف من اللقاء هو تحليل واقع التهديدات التي تستهدف البيئة البحرية، واستعراض التقنيات المتقدمة ذات التطبيقات الدفاعية والمدنية، وتعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة لحماية البنية التحتية الحيوية للدولة .
وأضاف: على مدى ما يقارب ستة عقود، كانت ملاحة شريكا أساسيا في تطور دولة قطر في القطاع البحري وقطاع الطاقة والخدمات اللوجستية. هدفنا منذ تأسيس الشركة في عام 1957 هو خدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة قطر ودعم جاهزيتها البحرية والاقتصادية. وكما كنا هنا خلال العقود الستة الماضية، سنظل هنا خلال العقود القادمة بإذن الله .
وأكد القحطاني أن الشراكة مع فينكانتيري تمثل خطوة استراتيجية تجمع بين خبرات ملاحة وحضورها الوطني وبين القدرات العالمية للشركة الإيطالية في الأنظمة تحت السطح والمنصات البحرية المستقلة ذاتية التشغيل، مشددا على أن هذه الشراكة تهدف إلى بناء قدرات سيادية طويلة الأمد في قطر تعزز الدفاع البحري وتحمي البنى التحتية الحيوية.
كما عرضت الشركة الإيطالية خلال الورشة منظومة DEEP الديناميكية لتحسين الأداء، وهي نظام متكامل للطائرات تحت الماء بدون طيار مدعوم بالذكاء الاصطناعي، جرى التحقق من فعاليته مؤخرا في عرض تشغيلي مباشر في مركز الدعم والتجارب البحرية (CSSN) في لا سبيتسيا بإيطاليا. وتدمج المنظومة أسرابا متطورة من مركبات الغوص ذاتية التحكم (AUV)، وأجهزة استشعار للإنذار المبكر، وحلول نظام الإطلاق والاسترداد (LARS)، ونظام إدارة مخصص للعمل تحت الماء، بما يضمن المراقبة المتواصلة والكشف المبكر عن التهديدات في البيئات البحرية المعقدة.
وأبرزت الورشة أن 98% من حركة شبكة الإنترنت العالمية تعتمد على الكابلات البحرية، إلى جانب أجهزة توصيل الطاقة التي تشكل العمود الفقري لعمليات الاتصال والأمن الطاقي للدول. وفي هذا السياق، أعادت فينكانتيري تأكيد دورها كمنسق للمجال تحت الماء، قادر على تصميم وبناء وتشغيل جميع المكونات الرئيسية للمنظومة الجديدة، بما يسد الفجوة بين مستلزمات الدفاع والتطبيقات المدنية والمزدوجة الاستخدام.
وشدد الأدميرال فرانشيسكو ميلازو من البحرية الإيطالية على أن المجال تحت الماء أصبح ساحة حاسمة تتطلب ابتكارا وتآزرا مستمرين، مؤكدا أن تأمين هذا البعد أمر حيوي لحماية تدفقات الطاقة والمعلومات التي تدعم الازدهار والأمن. كما أشار إلى الدور الرئيسي للمركز الوطني الإيطالي للغوص (PNS) الذي أنشئ عام 2023 في لا سبيتسيا، وإلى مبادرة البحرية الإيطالية لإنشاء مركز التميز التابع لحلف الناتو في المجال تحت المائي في الموقع نفسه.
من جانبه، شدد السفير ماسيمو ماروتي من الوكالة الوطنية الإيطالية للأمن السيبراني على أهمية التعاون الدولي والشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص لمعالجة المخاطر السيبرانية التي تهدد البنى التحتية تحت الماء.
ويعتمد تموضع فينكانتيري على خبرتها الطويلة في تصميم وبناء الغواصات المتطورة، مدعومة بكفاءات شركات متخصصة مثل WASS وRemazel Engineering وIDS، إضافة إلى أنشطة التطوير المشتركة مع الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات المحتوى التكنولوجي المتقدم. ويعزز هذا الإرث مسار النمو الذي يتيح حلولا عملية وقابلة للتطبيق لمتطلبات الدول البحرية العصرية، ومنها قطر.
يذكر أن الورشة جاءت امتدادا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين، والتي تهدف إلى توسيع مجالات التعاون في الخدمات البحرية وتنفيذ المشاريع المشتركة وإدماج الحلول التقنية المتقدمة.
وقد سبق لـ فينكانتيري أن سلمت سبع سفن بحرية متطورة للقوات البحرية الأميرية القطرية، ما يعكس عمق الشراكة الصناعية بين الجانبين.