قال أليكس ويلاتس، المدير العام لفندق شانغريلا الدوحة : إن الجهود المبذولة من جانب الهيئة العامة للسياحة لدعم قطاع الضيافة والسياحة تدعم تشجيع السياح على زيارة الدوحة وتعد سببا رئيسيا في تفضيل كثير من الزوار لها طوال العام، فضلا عن تحسين نسب الإشغال الفندقي.
وأضاف ويلاتس، في حوار مع لوسيل ، أن الفندق الذي تم افتتاحه مطلع العام الحالي استطاع تحقيق نتائج مرضية فيما يتعلق بنسب الإشغال خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيراً إلى بلوغ نسبة الإشغال في موسم عيد الفطر الماضي نحو 98%. وأوضح أن الزوار القادمين من المملكة العربية السعودية يستحوذون على نحو 35% من إشغال الفندق، إلى جانب مساهمة المواطنين والمقيمين في السوق المحلي بما نسبته 30% من الحجم الإجمالي للإشغال.. وإلى نص الحوار:
- ما هو تقييمك لواقع القطاع الفندقي في دولة قطر؟
هناك تطور ملحوظ في مستوى القطاع والعمل القادم إلى المدينة، وفي هذا الوقت من العام خلال فصل الصيف هناك الكثير من الناس الذين يخططون لزيارة أماكن مختلفة مثل الدوحة، وتعد الحملات التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة لدعم قطاع الضيافة والسياحة وتشجيع السياح على زيارتها سببا رئيسيا في تفضيل كثير من الزوار لها طوال العام، وتحسين نسب الإشغال الفندقي.
أعتقد أن الناس صاروا يبحثون عن وجهات سياحية مختلفة بعيداً عن الوجهات التقليدية في المنطقة، مثل دبي وأبو ظبي في الإمارات وربما البحرين، كالدوحة التي تعد وجهة سياحية ملائمة للعائلات مدعومة بفعاليات عدة أبرزها مهرجان الصيف الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة، ما يتيح خيارات عدة أمام زائريها إلى جانب التسهيلات الرائعة التي تقدم لهم.
إلى جانب كل هذا تتميز الدوحة بكونها وجهة آمنة للعائلات، وهي أهم الأمور التي يهتم بها السائح قبل اتخاذه لأي قرار يتعلق باختيار وجهته، وهذا عائد إلى الإجراءات الحكومية والأمنية المتطورة، فضلا عن الدور الهام الذي يلعبه مطار حمد الدولي في استقبال الزوار والتسهيلات المقدمة لهم ما يجعل من عملية وصولهم ودخولهم إلى الدوحة عملية سهلة ومريحة مقارنة بغيرها من الوجهات.
- وماذا عن تقييمك لنظام تصنيف الفنادق الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة مطلع العام الجاري؟
تصنيف الفنادق والشقق الفندقية يعد أمراً هاماً للغاية، خاصة أنه يمنح العميل أو المستهلك مزيداً من الثقة عندما يذهب للمنشأة ويعرف أنها تخضع لمعايير دولية وجودة محددة، فضلا عن أن هذا النظام يتواكب مع استعدادات الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة، وعمليات التحديث التي يشهدها قطاع الضيافة في إطار التجهيز لاستضافة بطولة كأس العالم 2022.
نحن في شانغريلا سعيدون بوجود هذا النظام تحت إشراف الهيئة ، الأمر الذي يمنح المصداقية لوجهة الإقامة بأنها جيدة، لهذا هو عنصر هام في قطاع الضيافة ويدعم عملية التطوير، وتصبح لدى العميل ثقة فيما نقدمه من خيارات متنوعة للإقامة.
- هل هناك آليات محددة يتبعها الفندق لاستقطاب ضيوفه على مدار العام؟
نعم، لدينا آليات عدة نتبعها لتنفيذ هذا الأمر، وعلى الرغم من كوننا جددا في القطاع خاصة أنه تم افتتاح الفندق مطلع العام الحالي، إلا أننا نمتلك دراية جيدة بالسوق، وكشركة نفذنا عمليات عدة طوال تاريخنا الذي يمتد إلى 45 عاما، ما منحنا خبرة دولية في العديد من الأسواق، خاصة في منطقة الخليج.
نسعى لبناء وتنفيذ خطة تساعدنا على إنجاز أهدافنا سواء فيما يتعلق بسياحة المؤتمرات أو رجال الأعمال أو السياحة الترفيهية، وهذا أمر هام لنا، لأن هذه الإستراتيجية تساعدنا على جذب العملاء والمزيد من الزوار.
- وهل تختلف تلك الآليات عند تطبيقها باختلاف المواسم والمناسبات؟
بالطبع، وعلى سبيل المثال نسعى من خلال مهرجان صيف قطر إلى عقد المزيد من الشراكات وجذب العديد من العملاء، وسياستنا تعتمد على المرونة في طرح العروض التي نحرص على أن تكون جاذبة للزوار القادمين أو الذين ينوون زيارة الدوحة للإقامة عندنا.
لدينا حملات مدروسة بالتعاون مع شركائنا المحليين لتقديم خدماتنا وعروضنا بشكل جيد، مستفيدين في ذلك من موقعنا الإستراتيجي الذي يعد وجهة مفضلة للباحثين عن الإقامة المريحة والتسوق وغيرها من العناصر التي نقدمها في الفندق.
- كم بلغت نسبة الإشغال التي حققها الفندق خلال موسم عيد الفطر الماضي؟
في موسم عيد الفطر الماضي كان هناك إقبال كبير لدرجة أن الإشغال في الفندق كان يقارب نسبة الـ100%، وهذا أمر شجعنا كثيرا خاصة أنه لم تمر فترة كبيرة على تواجدنا في السوق، وأكد لنا أن هناك طلبا كبيرا ليس على القطاع الفندقي ككل ولكن على شانغريلا، حيث بلغت نسبة الإشغال وقتها نحو 98%، وفيما يتعلق بالإشغال الإجمالي للفترة الماضية أعتقد أننا حققنا نتائج مرضية للغاية رغم أنه كان هناك تذبذب في عدة أشهر، لكن يمكن القول إن هناك إقبالا كبيرا من السعودية، والسوق لا يزال قويا.
- كم يبلغ نصيب الزوار القادمين من الخارج من هذه النسبة؟ وما هي أبرز الجنسيات ونسبة كل منها من الإشغال الإجمالي؟
السعودية تحتل المرتبة الأولى في الزائرين بنسبة تقدر بنحو 35%، يليها زوار الداخل من المواطنين والمقيمين بنسبة 30%، وهذان السوقان يمثلان القطاع الأكبر لدينا، خاصة أن النسبة الأخيرة تؤكد مساهمة السوق المحلي في دعم القطاع الفندقي.
- ما هي توقعاتكم لمعدلات الإشغال الفندقي خلال النصف الثاني من العام الجاري؟
في النصف الثاني من العام الجاري نتوقع مزيدا من النمو في الإشغال، وأتوقع كغيري من الفنادق الموجودة في المدينة، أن يكون أداؤنا إيجابيا خلال الأربعة أشهر الأخيرة من العام، بحيث تكون أفضل عما بدأنا به العام، ولدينا حجوزات منذ الآن لمجموعات عدة تنوي الإقامة لمدد طويلة مقارنة مع الحجوزات السابقة التي كانت قصيرة خلال فترة النصف الأول.
نستعد حاليا لموسم عيد الأضحى في شهر سبتمبر، والمؤشرات الأولية تؤكد تواجدا قويا للسوق السعودي من خلال الحجوزات التي سجلناها بالإضافة إلى السوق القطري، إلى جانب الكثير من مواطني دول الخليج الذين يفضلون الدوحة في هذا التوقيت من العام.
- لنعود مرة أخرى إلى الحديث عن قطاع الضيافة القطري.. هل ترى أن هناك تحديات تواجه هذا القطاع؟
شهد العالم والمنطقة أزمة اقتصادية وهو ما نراه في تأثر بعض الأسواق بها، لكن المثير في الأمر أن الناس يبحثون عن وجهات جديدة مختلفة وأفضل قيمة بعيدا عن الوجهات السياحية التقليدية مثل تايلاند وسنغافورة وهونج كونج ودبي، سواء بالنسبة لسياحة العمل أو المؤتمرات أو الترفيه، وهذا ما يتوافر في السوق القطري الواعد، مدعوماً بالجهود المبذولة من الهيئة العامة للسياحة، والشيء الإيجابي بالنسبة للدوحة في هذا الأمر، تميزها بتنوع الخيارات والمزارات أمام السائح بشكل يدفعه إلى إطالة فترة بقائه في الدوحة لأطول فترة ممكنة.
- هل تعتقد أن دولة قطر بحاجة إلى فتح أسواق جديدة بعيداً عن الأسواق التقليدية التي تعتمد عليها مثل دول مجلس التعاون الخليجي والتي تتميز بكونها سياحة عائلية؟
ما أراه الآن أن دولة قطر لا تركز في خططها على دول مجلس التعاون الخليجي فقط، وإذا نظرنا إلى الفعاليات التي تنظمها في السنوات الماضية سنرى أنها أحداث عالمية المستوى وكذلك الأمر بالنسبة للتسهيلات المقدمة للزائرين، لذا فالأمر ليس معتمداً على دول الخليج، فما نراه من رؤى وخطط مستقبلية، خاصة الإستراتيجية الوطنية للقطاع 2030، تشير إلى أن هناك استهدافا لتنويع الأسواق التي تعتمد عليها السياحة في قطر، وبالفعل بدأت الدوحة في استقطاب زوار من آسيا وأوروبا من خلال العديد من الأنشطة المشتركة مثل فعاليات العام الصيني والتركي وغيرها.
- إلى أي مدى تسهم الفعاليات التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة مثل مهرجان عيد الفطر أو مهرجان الصيف وغيرها من الأنشطة في تحسين الإشغال الفندقي؟
بالنسبة لنا هذا أمر صعب قياسه نظراً لعمرنا القصير نسبياً في السوق، ومع ذلك فإن استمرار تنظيم هذه الفعاليات وتقديم التسهيلات من خلال الهيئة العامة للسياحة وشركائها المحليين في القطاع يدعم بشكل أكيد نمو القطاع الفندقي وتحسين إشغاله.
لدينا عدة عروض تتعلق بالمناسبات المختلفة، وبالنسبة لمهرجان صيف قطر استهدفت عروضنا جذب العائلات وسياحة الأعمال وغيرها من المجموعات، وتركيزها لم يكن على بيع التسهيلات المقدمة من خلال الفندق، ولكن لتسويق وترويج الدوحة كوجهة واعدة، وهذا أمر هام لمنح الزوار عند قدومهم المزيد من الراحة التي تمكنهم من الاستمتاع بالمزارات المتنوعة مثل المتاحف وغيرها.
وبالنسبة لعائد هذه العروض وجدنا أن يوليو الماضي كان واحداً من أفضل الأشهر بالنسبة لنا من حيث الإشغال ورصدنا ارتفاعا نسبته تتراوح بين 15 إلى 20% وهو أمر جيد، خاصة أن شهري يوليو وأغسطس يقعان في الفترة الأقل إشغالا خلال العام.
- وماذا عن دور الفندق ومساهمته في برامج التنمية البيئية والمسؤولية الاجتماعية التي يتبناها؟
هذا سؤال جيد، بالطبع لدينا برامج في هذا المجال، لكنها طويلة الأجل بالتعاون مع العديد من المنظمات والجهات العاملة في القطاع، ونحن كفندق جديد نتطلع إلى تنفيذ هذه الخطط.