وثائق تفضح وجود شبكة تجسس إماراتية في لندن

لوسيل

مواقع - لوسيل

كشفت تقارير صحفية عن نشاط شبكة تجسس تمولها الإمارات في العاصمة البريطانية لندن ومدن شمال بريطانيا منذ عدة سنوات. وبحسب موقع إمارات ليكس فإن نشاط الشبكة تلك وصل لمراحل متقدمة حيث تم إختراق عدد من الجاليات العربية في بريطانيا وذلك لخدمة أجندة الإمارات المشبوهة بواسطة الضابط في جهاز الأمن الإماراتي محمد جاسم محمد درويش النعيمي. وتفيد الشبكة أن مؤسسات كبيرة تتبع للإخوان المسلمين في بريطانيا تم تمويلها بصورة متعمدة من تلك الشبكة للضرر بالمؤسسات العاملة لصالح القضية الفلسطينية.
وبحسب الموقع فإن فصول تأسيس شبكة التجسس الإماراتية تلك بدأت في العام 2012 وذلك بعد هروب قيادات الإخوان المسلمين في الإمارات خارج الدولة والمعروفة (جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي).
حيث وصل أعضاء المجموعة تلك لبريطانيا وكان ضمنهم النعيمي صاحب الكنية الشهيرة (أبو عبد العزيز) وهو من أكثر عناصر الأمن الإماراتية خبرة في شئون الجماعات الإسلامية والمتطرفة وهو حاصل على وسام التميز الأمني وتم تكريمه عدة مرات. وبحسب الوثائق التي سربتها مصادر موثوقة داخل الإمارات فإن أبو عبد العزيز حصل على رتبة متقدمة في جهاز أمن الدولة شمل ذلك مزايا كثيرة لا يحصل عليها إلا المتنفذين في الإمارات. حيث تشير البرقية رقم/03 2017 لحصول النعيمي على رتبة لواء بصورة غير معلنة على أن يحصل على كل ما يترتب على تلك الرتبة من حقوق ومزايا. كما تكشف الوثائق إلى برقية أمنية تشير لاعتقال 4 اشخاص في العام 2006 والعام 2007 وذلك بناء على معلومات قدمها النعيمي للأمن.
معلومات النعيمي تلك أدت أيضا لترحيل العشرات من العائلات المصرية واللبنانية والفلسطينية والسورية وغيرها وذلك بناء على تقارير رفعها الأخير لقيادة الجهاز تفيد بانتمائهم لحركة الإخوان المسلمين. كما واعتقل العشرات بناء على معلومات كان يمررها النعيمي لمشغليه وذلك بناء على اطلاعه وحصوله على معلومات مؤكدة. إحدى الوثائق تشير أيضاً أن النعيمي إستغل عدداً من المقيمين العرب في أبو ظبي لتمرير معلومات مغلوطة لحركة الإصلاح ومن ثم لأجهزة الامن الإماراتية. وكان النعيمي يستغل الحاجة الإنسانية لأولئك المقيمين في الإمارات من معاملات حكومية وغيرها لكي يحقق أهدافه. مع وصول النعيمي إلى لندن دخل العمل الأمني الإماراتي في نقطة تحول حيث أسست للإمارات موطئ قدم للتغلغل في تجمعات ومؤسسات الجاليات العربية والإسلامية. جاء ذلك من خلال تبرع الإمارات عبره بمبالغ وصلت أكثر من مليوني دولار في الفترة ما بين العام 2013 ولغاية ديسمبر 2017. ما بين العامين 2016 و 2017 قام النعيمي بمساعدة السفارة الإماراتية بتنسيق عدة لقاءات مع الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا وذلك بحكم ما بناه من علاقات إمتدت لعدة سنوات. كما وساهم أيضاً في عقد تجمع بحضور السفير الإماراتي عقد في فندق هيلون باركلين وسط لندن. ويلتقي النعيمي بشكل دوري بالسفير الإماراتي في لندن بالإضافة لعدد كبير من الوفود الإماراتية التي تؤم لندن بشكل مستمر حيث يتم تبادل المعلومات وتزويد النعيمي بالميزانيات الرسمية التي ترسلها الحكومة الإماراتية عبر الزوار القادمين الي لندن.
دور النعيمي الغامض لم يكن ليعرف لولا تسريب الوثائق والمراسلات أعلاه والتي تكشف تورط الأخير بلعب دور قذر في خدمة الإمارات.