بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

الهلال الأحمر يطلق اجتماع الابتكار في العمل الإنساني بمشاركة 40 دولة

لوسيل

وسام السعايدة

انطلقت أمس أعمال الاجتماع السنوي للابتكار في العمل الإنساني، الذي ينظمه الهلال الأحمر القطري، بالشراكة مع أكاديمية سولفرينو ، التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بمشاركة ممثلي اكثر من 40 دولة، وتستمر فعالياته على مدار 3 أيام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

حضر حفل الافتتاح عدد من كبار الشخصيات في المنظمات الحكومية وغير الحكومية بدولة قطر، وفي مقدمتهم سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية، ود. محمد بن غانم العلي المعاضيد، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، وسعادة السفير علي بن حسن الحمادي، الأمين العام، والمهندس إبراهيم عبد الله المالكي، المدير التنفيذي، بالإضافة إلى 96 ضيفاً من خارج دولة قطر.

يجيء حشد القيادات العالمية الإنسانية في الدوحة في إطار جهود الهلال الأحمر القطري لتعزيز الحركة الإنسانية الدولية لإغاثة ضحايا الكوارث والنزاعات المتفاقمة حول العالم، إلى جانب تنمية المجتمع المحلي والنهوض به، ليصل حجم ما قدمه من مساعدات خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى أكثر من مليار ريال قطري، في صورة مئات المشاريع الإغاثية والتنموية والاجتماعية التي استفاد منها ما يقارب 30 مليون إنسان محلياً ودولياً.

المعاضيد: المؤسسات الإنسانية تتعرض للعديد من الضغوطات

رحب د. محمد بن غانم العلي المعاضيد، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري بالحضور، داعيا الجميع الى ضرورة تبادل الأفكار وطرح بعض الرؤى. وقال طوال مسيرتي المهنية التي تجاوزت 30 عاماً، كانت مسيرة مليئة بالابتكارات في كل المجالات مثل نظم المعلومات، والاتصال، والإلكترونيات، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الصناعي، والإدارة، والبنية المؤسسية. السؤال هنا: أي أسلوب نأخذ به ونطبقه بحيث يكون تطبيقه مجزياً وممكناً؟ وهل يستحق الأمر أن نتبنى ابتكاراً جديداً؟.

واضاف إن الرعاية الصحية ذات صلة وثيقة بالعمل الإنساني. قأنا حالياً أترأس مركز أبحاث طبية جديد يهتم بدراسة استخدامات المضادات الحيوية في مجال التشخيص على أمل التوصل إلى أدوية جديدة، هذا أمر شديد الارتباط بالابتكار. ففي مجال الرعاية الصحية، هناك الكثير مما يمكن طرحه، فلدينا النظم وخاصةً نظم الجودة، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمليات والنتائج، وهذه النظم تتيح لنا تمييز أوجه النقص والفرص المتاحة للتطوير. إنها قاعدة راسخة ضمن ثقافة ومجال الراعية الصحية والبحوث الطبية .

قال د. المعاضيد ان الابتكار جزء من مجال عملنا. فمن المعروف أن المرء يمكن أن يتحمل المخاطرة عن طريق تقديم تكنولوجيا جديدة قد تعمل وقد لا تعمل، وهو ما يمكن تطويره مستقبلاً. ولكن ماذا عن الأبعاد الإنسانية؟ لقد عملت في الهلال الأحمر القطري لأكثر من 20 عاماً، وهناك تحديات لا محالة. فنحن كبشر نخترع شيئاً ما، وهو أمر لا يستطيع أحد إنكاره. ولكن هل هذا الأمر بنفس الدرجة في المجالات.

واضاف إن عملنا ينبغي أن يقوم على الشغف والحماس، فهؤلاء هم أفضل الكوادر الإنسانية التي يمكن أن تراها ولكن مشكلتهم تكمن في الانضباط. فأنت ترغب في الذهاب إلى الميدان وفعل الكثير والكثير. فهم يتسمون بالروح، وهذا أمر جيد لأنه جزء من عملية التعلم. وبعض هذه الأمور سوف يكون نافعاً، ولكنه ليس مدخلاً نظامياً للعمل الإنساني .

واشار د. المعاضيد الى ان المؤسسات الإنسانية تتعرض حالياً لقدر كبير من الضغوط، مما يخلق حالة صدامية ما بين الإدارة والناشطين. لذا فمن المشكلات الشائكة كيفية إحداث التوازن ما بين التمكين والحوكمة. مضيفا لقد حاولنا في الهلال الأحمر القطري تحقيق ذلك عن طريق تعديل فلسفتنا، فنحرص على تمكين المدراء لدينا ورفع مستوى الشفافية عن طريق الحوكمة اللامركزية. ففي أي مؤسسة، يكون أهم شيء هو الرسالة. فإذا ما بدأنا ننظر إلى الابتكار على أنه رسالة، فينبغي علينا الحذر من ذلك. وعلينا أن نتذكر ان الابتكار وسيلة وليس غاية في حد ذاته، وهو يتطلب الجمع بين المعارف والأخلاقيات، كما أنه يساعدنا أحياناً في الحصول على المنح البحثية، مما يحتم علينا ضرورة النظر بعين الناقد أثناء تبني عملية التغيير .

الحمادي: الاجتماع فرصة للتعرف على الابتكارات في العمل الإنساني

قال سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري ان المناقشات ستتناول المستجدات في مجالات العمل الإنساني في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، لافتا الى أن المشاركين سيطرحون رؤيتهم وتجاربهم العالمية في مجال العمل الإنساني مما يجعل الفرصة سانحة للتعرف على ابتكارات مستحدثة للعمل الإنساني.

وقال السفير الحمادي إن الاجتماع يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتعرف على أحدث الأساليب وطرق العمل التي تستخدمها مختلف المؤسسات الإنسانية.

وأضاف الهلال الاحمر القطري هو الرائد في منطقة الشرق الاوسط ومنطقة الخليج على وجه التحديد، ونتمنى ان تعود هذه الدورة بالفائدة على جميع الدول المشاركة .

واشار الحمادي الى ان الدبلوماسية السياسية والانسانية وجهان لعملة واحدة، والدبلوماسية الانسانية تفتح المجال امام الدبلوماسية السياسية لانقاذ الاشخاص في مناطق الصراع.

وردا على سؤال لـ لوسيل حول قيمة المساعدات التي قدمها الهلال الاحمر العام الماضي قال الحمادي اكثر من 150 مليون ريال ونتوقع ان يزيد هذا الرقم في نهاية عام 2019.

وتنطوي الإنجازات العالمية التي حققها الهلال الأحمر القطري على رسالة وقيم نابعة من الثقافة القطرية العريقة، ما كانت لتتحقق لولا روح الشغف والحماس والالتزام التي تحرك موظفي الهلال الأحمر القطري ومتطوعيه نحو عمل الخير ومساعدة إخوتهم في الإنسانية إذ أن طاقة الحب التي تملأ النفوس هي وحدها التي تجعل العاملين والمتطوعين في الهلال الأحمر يتحملون المصاعب ويذللون التحديات في سبيل خدمة القضية التي يؤمنون بها وهي الوقوف إلى جانب المحتاج أينما كان.. وينظر الهلال الأحمر القطري للإنسان الضعيف أنه هو الهدف، وحفظ حياته هو الغاية، وصون كرامته الإنسانية هو البعد الأسمى في كل ما نقوم به.

هازلدين: الهلال القطري يمارس عملا إنسانيا ضخما

قال شوان هازلدين، رئيس الابتكار في الاتحاد الدولي، إن الهلال الأحمر القطري جمعية وطنية قوية تمارس عملاً ضخماً في كثير من البلدان، وأضاف نحن ممتنون جداً لوجودنا في ضيافتها، فهي فرصة جيدة للإشادة بالجهد المبذول على مستوى العالم، والبناء على الشراكة القائمة بين الهلال والحركة لدعم المجتمعات المحتاجة. وهذه هي المرة الرابعة التي يعقد فيها اجتماع للابتكار الإنساني، فقد عقدنا أول اجتماع منذ 3 أعوام في الدنمارك، بحضور 20 شخصاً فقط. وشهد الاجتماع نمواً هائلاً على مر السنين، مما يعكس نوعاً من التحول داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واعترافاً بالحاجة للقيام بعملنا بشكل مختلف. فالحقيقة أن الحركة نفسها مبنية على الابتكار، عن طريق الحياد ودعم الضعفاء بغض النظر عن مكان وجودهم أو المكان الذي جاءوا منه.

واضاف هذا هو الوقت المناسب للابتكار، فنحن نعيش في عالم ديناميكي سريع التغير، وهناك مقولة شائعة بأن الأشياء تتغير من خارجها بأسرع مما تتغير من داخلها. نحن نشكل أكبر شبكة إنسانية في العالم، يتجاوز حجمها 450 الف موظف، وحوالي 13 الى 14 مليون متطوع، و160 فرعاً. لقد أتينا إلى هنا لكي نقرر ما الذي يحتاج إلى تغيير. أرجو أن يكون اليومان القادمان فرصة للحديث مع بعضنا البعض، وتبادل الخبرات، وإعلام الآخرين بما يصلح وما لا يصلح. فنحن جميعاً نواجه صعوبات، مثلما نحقق النجاحات.

جلسات العمل

تم تقسيم المشاركين إلى عدة مجموعات، بحيث تجري كل مجموعة نقاشات جماعية حول مجال معين من مجالات الابتكار، وتركز الحديث حول تجارب كل جهة من الجهات المشاركة فيما يتعلق بالابتكار في العمل الإنساني، والدروس المستفادة من هذه التجارب، وكيفية إحداث التغيير على المستوى الثقافي والمؤسسي.

بعد ذلك تم تبادل الأدوار بحيث ينتقل كل فريق لمناقشة مجال من المجالات التي ناقشها فريق آخر وهكذا، حتى تكون جميع الفرق بنهاية اليوم قد ناقشت جميع المجالات المطروحة على جدول الأعمال الذي تضمن موضوعات رئيسية هي: فرص الابتكار، إدارة الموازنات المالية، التغيير على مستوى الجمعيات الوطنية، الاستعداد للقرن الحادي والعشرين، تبادل الممارسات الناجحة لدعم الابتكار.

وتتواصل اليوم جلسات العمل، حيث يستكشف المشاركون مشروعات معينة يجري تنفيذها سواء من داخل الحركة أم خارجها، مع ضرب أمثلة للعديد من التوجهات، والاستماع إلى آراء الخبراء وأصحاب الإنجازات المتميزة.

يشار الى ان معظم الجلسات موجهة خصيصاً لممثلي الجمعيات الوطنية، بالإضافة إلى بعض الشركاء الخارجيين الذين يقدمون مشاريعهم.