لمناقشة ما أسمته «المزايا التنافسية غير العادلة»

الخارجية الأمريكية تلتقي شركات الطيران الخليجية

لوسيل

واشنطن - أحمد محسن

  • الباكر: لماذا يجب على حكومتي أن تقدم أي تنازل؟
  • بوينج: ندعم قطاع الطيران التجاري القائم على المنافسة الحرة
  • محللون: الشركات الخليجية تمتلك ميزات لا تتمتع بها الشركات العالمية
  • الشركات الخليجية: نسعى للربح والاستثمار ولم نتلق أي دعم غير عادل

وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بدء مناقشات ودية غير رسمية مع شركات الطيران القطرية والإماراتية والاتحاد، بهدف حل شكاوى الشركات الأمريكية من منافسة الشركات الخليجية لها، فيما أسمته المزايا التنافسية غير العادلة.
وتسير تلك الشركات رحلاتها بموجب اتفاقية الأجواء المفتوحة التي تطبقها الولايات المتحدة مع أكثر من 100 دولة ومنطقة، ووظفت شركات الطيران الخليجية والدولية لزيادة عملياتها في الولايات المتحدة، حيث تخدم القطرية نحو 8 مدن أمريكية والإماراتية 10 مدن والاتحاد 6 مدن.
وقد ألغت الشركات الأمريكية معظم رحلاتها الجوية للشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، بعد الضغوط المكثفة التي وضعتها شركات الطيران الأمريكية، لاسيما أميركان آيرلاين جروب و دلتا آير لاين و يونايتد كونتننتال هولدنج على الحكومة الأمريكية.
وقالت الخارجية الأمريكية إن المناقشات مع الشركات الخليجية ستتركز حول استخدامات اتفاقية الأجواء المفتوحة، فيما أكد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكثر من مرة، أنه لا يرى سببا لأن تقترح حكومات دول الخليج أي تغييرات على سياستها للنقل الجوي لإرضاء شركات طيران أمريكية تزعم أنها تواجه منافسة غير عادلة من شركات خليجية.

الأجواء المفتوحة
وقال الباكر، أثناء الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في ميامي: لماذا يجب على حكومتي أن تقدم أي تنازل؟ . وأضاف: توجد اتفاقية وقعتها حكومتان ناضجتان.
وتلك الاتفاقات يجري تنفيذها . وتسعى شركات طيران أمريكية إلى حث الولايات المتحدة على تعديل اتفاقات الأجواء المفتوحة مع الإمارات العربية المتحدة وقطر، اللتين اتهمتهما تلك الشركات بتلقي دعم حكومي يزيد على 40 مليار دولار إلى ناقلاتها الجوية وتشويه المنافسة.
وتنفي شركات طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية مزاعم الدعم الحكومي، وقال الباكر: إن الناقلات الخليجية الثلاث لا تنسق ردودها، مشيرا إلى أنه بموجب الاتفاقات يمكننا تسيير رحلات بالقدر الذي نريده في الولايات المتحدة ويمكن لشركات الطيران الأمريكية تسيير عدد الرحلات الذي تريده في بلدي ، إنه طريق ذو اتجاهين..
فما المشكلة؟.

ديناميكية وسرعة
وأضاف الباكر: تفخر دولة قطر بصناعة الطيران المحلية لما تتمتع به من ديناميكية وسرعة كبيرة في النمو ومستوى عال من الخدمة التي تقدمها ناقلتها الوطنية الخطوط الجوية القطرية وكذلك مطارها الدولي الجديد مطار حمد الدولي . وقال: إن الفترة الأخيرة شهدت تحقيق إنجازات كبيرة بالنسبة للخطوط الجوية القطرية من حيث نقل العمليات إلى مطار حمد الدولي الجديد، واستمرار أسطولنا بالتوسع. وأكدت الشركات الخليجية أنها تسعى للربح والاستثمار وأنها لم تتلق أي دعم غير عادل.
وكانت الشركات الأمريكية قد بدأت حملة منسقة فيما بينها لحمل الحكومة على مراجعة استخدام الشركات الخليجية للاتفاقية وذلك منذ وقت مبكر من العام الماضي.
وقالت الشركات الأمريكية إن الدول التي تقع فيها تلك الخطوط الخليجية تقدم دعما لخطوطها الوطنية بصورة غير مباشرة ومباشرة على حد زعمها.

أضرار اقتصادية
وعارضت مجموعة أخرى من الشركات الأمريكية شكوى شركات الطيران في بلادها التي قدمت الاحتجاج ضد الخليجيين.
وتضم تلك المجموعة الثانية شركة الشحن الجوي السريع المعروفة فيد اكس و ألاسكا آير جروب و هاواي هولدنجز .
وقالت تلك المجموعة الثانية إن تقليص مجال الاتفاقيات الدولية يمكن أن يتسبب في أضرار اقتصادية ويثير ردود فعل رادعة من الشركات الخليجية.
فيما قال جيم برولكس المتحدث باسم بوينج في بيان: تدعم بوينج قطاع الطيران التجاري القائم على المنافسة الحرة والنزيهة ولطالما كانت اتفاقيات الأجواء المفتوحة عاملا رئيسيا في ذلك وعادت بالنفع على شركات طيران أمريكية وعالمية.

قوة التوصيل
ويرى محللون أن الشركات الخليجية الثلاث تمتلك ميزات لا تتمتع بها أي شركة طيران أخرى في العالم، الأولى جغرافية تتمثل في أن الثلاثي الخليجي متواجد في منطقة يقطن بها 4 مليارات من البشر مما يعطي عاملًا بشريًا هائلًا لها، والثانية أن القارة الآسيوية هي مقر أكثر اقتصادات العالم تسارعًا ونموًا وبالتالي الأكثر نشاطًا وحركة، والثالثة أن الثلاثي الخليجي في قلب العالم، جغرافيًا يقع الخليج في منطقة طيران توازي في المتوسط ثماني ساعات للرحلة الواحدة لغالبية الوجهات العالمية ولذلك أطلقت مجلة الإيكونومست على الثلاثي (قوة التوصيل الفائقة العالمية)، ولأن هذه المميزات غير قابلة للمنافسة فقد استغلها الثلاثي الاستغلال الأمثل وقام بتقديم خدمات طيران شديدة الرقي والجودة وبسعر أقل تضاءلت بجانبها خدمات شركات الطيران الأخرى، هذا يفسر ما يحدث منذ عامين على الأقل من اللوبي الأمريكي الأوروبي الحالي.