قال سعادة السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، إن فتح الأجواء السعودية والمصرية والإماراتية أمام طائرات الناقلة الوطنية لدولة قطر سيوفر قرابة 1.2 مليار دولار عبر تخفيض التكلفة التشغيلية لرحلات الناقلة.
واستبعد الباكر في مقابلة مع الإعلامي مروان أبو شنب في برنامج نبض الاقتصاد بتلفزيون قطر، أمس، عودة قطاع الطيران إلى مستويات 2019 خلال عامين أو 3 أعوام في ظل استمرار الجائحة واحتمالية حدوث موجات تفشي أخرى.. وإلى نص الحوار:
قال الباكر : الخطوط الجوية القطرية حلقت حول العالم لأنها دائمًا ما تجد طريقة لإنجاز أعمالها وخلق الفرص، وأننا نتمتع بالمرونة خاصة عندما يتعلق ذلك بمصلحة مسافرينا ممن تقطعت بهم السبل، رغم أن هناك شركات طيران منذ اليوم الأول لتوقف عملياتها تركوا مئات الآلاف من الركاب مقطعة بهم السبل، وكانت تلك فرصة أمام الخطوط الجوية القطرية لمحاولة إظهار التزامها أمام مسافريها وعملائها لإعادتهم سالمين إلى وجهاتهم .
وأضاف: أعلم أنه كان هناك الكثير من النقد الذي تم توجيهه إلى الخطوط الجوية القطرية أنها وأثناء تشغيلها للرحلات كانت تُعرض الناس للخطر، خاصة أنه في بداية الجائحة لم يكن معلوما وقتها حجم تأثير الفيروس وانتشاره ورغم ذلك وحتى الآن يظل السفر عبر الطيران هو الأكثر أمانا إذا ما تم اتباع إجراءات السلامة، ولذلك قامت الخطوط الجوية القطرية بتزويد جميع مسافريها بأدوات الحماية سواء أقنعة وواقي الوجه وغيرها، وكذلك قمنا بتأمين أطقمنا بأدوات الحماية الصحية واتخذنا كل الإجراءات الاحترازية الممكنة، إلى جانب أنه لدينا أحدث أنواع الطائرات سواء بوينج 777 أو إيرباص 350 والتي تحتوي على أنظمة تنقية الهواء الأكثر حداثة وتقدما، وبالتالي لم نقم بالمغامرة كما يتهمنا البعض وحرصنا أن يكون لدى عملائنا الثقة في الخطوط الجوية القطرية وإعادتهم إلى أحبائهم سالمين .
قال الباكر: بالعودة إلى شهر أكتوبر الماضي أصدرت إفادة صحفية وخلال الحوار قلت إننا لم نرَ بعد نهاية تلك الجائحة، وأثبتت الأيام صحة توقعي، حيث تشهد بعض الدول الآن الموجة الثالثة وبعضها ضمن الموجة الثانية من العدوى، وهذا سيؤثر بكل تأكيد على قطاع السفر وسيزيح العديد من شركات الطيران حول العالم، ولكن ما يؤثر حاليا هو أن كل حكومة لديها تنظيمات مختلفة حول قواعد الحجر الصحي، فبعضها يطلب 7 أيام حجر والآخر 14 يوما وبعضها أغلق أجواءه بشكل كامل، وهذا يتسبب في حيرة والتباس كبير لشركات الطيران والمسافرين لأنهم لا يعلمون كيف سيكون التعامل معهم عند وصولهم إلى وجهاتهم، وبعض الدول أغلقت مطاراتها عندما كان هناك مسافرون في منتصف الطريق إليهم، وعلى سبيل المثال بعض الدول أغلقت مطاراتها عندما وصل الركاب إلى محطة الترانزيت في الدوحة، وفي تلك الحالات اعتنت الخطوط الجوية القطرية بركابها جيدا وبعض الركاب تقطعت بهم السبل في مطار حمد الدولي لأكثر من 15 يوما والخطوط الجوية القطرية اعتنت بهم وأصدرت تعليمات واضحة أن مسافرينا مهمون جدا وسمعتنا مهمة جدا ولأجل ذلك علينا أن نفعل كل ما بوسعنا للاهتمام بركابنا .
وأضاف: عندما بدأ انتشار الجائحة عالميا في مارس الماضي وإعلان منظمة الصحة العالمية اعتبارها جائحة عالمية، ومع إغلاق المطارات عالميا بدأ الركاب يطلبون إعادة أموال التذاكر الخاصة بهم لأنه هناك مخاطرة تتعلق بقدرتهم على السفر، وقامت الخطوط الجوية القطرية بإعادة قرابة 1.6 مليار دولار إلى مئات الآلاف من المسافرين، بينما قامت شركات طيران أخرى بتجميد أموال تلك التذاكر وبعضها سمح فقط باستعادة قيمة التذاكر عبر قسائم شرائية .
وأشار إلى أن الخطوط الجوية القطرية حافظت على مسؤوليتها وسمعتها كونها الناقلة الوطنية لدولة قطر وشركة ذات سمعة عالمية مرموقة قائلا: لذلك ستستمر تلك الجائحة لبعض الوقت وسيكون هناك الكثير من الضغط وكما ترى مؤخرا بريطانيا منعت الطائرات من الوصول إلى مطاراتها وفرنسا أيضا أغلقت أجواءها أمام أي راكب غير فرنسي وأغلقوا حدودهم، والعديد من الدول أعلنت أنها لن تسمح بدخول الأجانب إلى بلادها لقرابة عام لذلك نحن تحت ضغط كبير، لأن الناس تتعامل بتساهل مع تلك الجائحة حتى هنا في بلدنا ونحن معرضون لخطر عالمي بالتعرض لموجة رابعة أو خامسة من الجائحة إذا لم يكن هناك التزام بالإجراءات الاحترازية، اللقاح ليس هو الحل الوحيد فهو حل مؤقت ولكن على المدى الطويل علينا الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة والاهتمام بالعناية الصحية واحترام الإجراءات الاحترازية التي تقرها السلطات .
وتابع: طالما استمر تعامل الناس بتساهل ولم يتلزموا بالتباعد الاجتماعي وتجمعوا بأعداد كبيرة، وسيستمر ذلك في الضغط ليس فقط على شركات الطيران ولكن على جميع وسائل التنقل .
وردا على اتهامات وجهت للناقلة بالحصول على دعم حكومي، قال الباكر : سعيد كونك طرحت هذا السؤال لأنه عندما تم اتهامنا بأننا نحصل على دعم حكومي، وكانت الحقيقة أننا نحصل عليها عبر مالك الخطوط الجوية القطرية وهي الحكومة القطرية مالكة الشركة، وكل تلك الشركات التي حصلت على مليارات الدولارات ومنها خطوط الطيران الأمريكية التي حصلت على 25 مليار دولار في المرحلة الأولى و15 مليار دولار أخرى في المرحلة الثانية، وكذلك شركات الطيران الأوروبية حصلت على ضخ مالي ضخم عبر حكوماتها وشركات الطيران في أمريكا الجنوبية والصين، ولكن الخطوط الجوية القطرية حصلت على استثمار في أسهمها عبر حكومتنا فبالتالي هي ليست مساعدة بل استثمار في أسهم الشركة، وهذا لابد أن يكون واضحا للجميع أنه عندما تحصل الخطوط الجوية القطرية على تمويل من الحكومة القطرية فهي ليست مساعدة بل استثمار في أسهمها .
قال الباكر: الخطوط الجوية لم تقم بأي شيء مختلف عما قامت به خطوط الطيران حول العالم خلال الجائحة، والتي قامت بتسريح أعداد ضخمة من العاملين لديها لأن عددا كبيرا من طائراتها كانت على الأرض، وعندما تنظر بشكل نسبي إلى الخطوط الجوية القطرية قمنا بالحد الأدنى من التخفيضات وتسريح العمالة، نعم قمنا بتخفيض ما بين 15% وستصل إلى 20% وقمنا بتسريح نحو 11 ألف عامل لدينا وسنقوم بتسريح الآلاف من العاملين خلال الشهور المقبلة، لأنه عندما تغلق المطارات يكون هناك عدم يقين فيما يتعلق بعملياتنا ولذلك لابد من اتخاذ إجراءات تخفيف للحفاظ على بقاء واستمرارية شركتنا وللتأكد أنه يمكن الاعتناء بمن تبقى من العاملين لدينا، وحتى فيما يتعلق بتخفيض الرواتب قمنا كذلك بالحد الأدنى من ذلك مقارنة بأي شركة طيران أخرى، لأننا نريد الاعتراف بالعمل الشاق الذي يقومون به .
وأضاف سعادته: لكن الأكثر أهمية هو استمرارنا في الطيران، والآن 80% من أسطولنا من الطائرات يعمل في حين الشركات الأخرى لا يزال الجانب الأكبر من أسطولها على الأرض، وما زلنا نتوسع نحو المزيد من الوجهات الجديدة وأول أمس فقط أطلقنا رحلاتنا إلى سياتل، وأطلقنا 7 وجهات جديدة خلال الجائحة وهو ما لم تقم به أي شركة طيران أخرى، واليوم نحن أكبر شركة طيران دولية حول العالم ونحن أيضا الشركة الأولى عالميا فيما يتعلق بالشحن الجوي، ونستحوذ على 10% من شحن البضائع جويا حول العالم، وأن تتبوأ دولة صغيرة مثلنا الصدارة في تلك الصناعة هو أمر غير مسبوق وبمشيئة الله سنخرج من هذه الجائحة كأقوى شركة طيران حول العالم .
فيما يتعلق بأسعار التذاكر خلال الجائحة، أوضح أكبر الباكر قائلا: لم نقم بزيادة أسعار تذاكر السفر مقارنة بما كنا سنطلبه من مسافرينا خلال الظروف العادية، وأعلم أنه هناك تصور أن السفر عبر الجو سيكون أكثر كلفة وسيكلف الناس المزيد من الأموال للانتقال من جهة إلى أخرى ولكن هذا ليس صحيحا وستبقى أسعار الطيران مناسبة للناس، والتكلفة الإضافية المتعلقة بالإجراءات الاحترازية في المطارات سيكون على مقدمي الخدمات في المطارات تحملها .
وأوضح أنه على سبيل المثال في مطار حمد الدولي هناك روبوتات تستخدم موجات فوق بنفسجية وهي مكلفة جدا، وفي الطائرات أيضا هناك أنظمة متقدمة للتنقية والتعقيم وهي أيضا مكلفة جدا، بالإضافة إلى مناطق ومكاتب تسجيل الدخول بدون تلامس وأيضا مواد للتنظيف والتعقيم، قائلا: بالطبع كل ذلك عبارة عن تكلفة إضافية ولكن من يتحملها مزودو الخدمات في المطارات ولكن فيما يتعلق بشركات الطيران ستبقى أسعار التذاكر عند نفس مستوياتها السابقة .
وتابع: عند مقارنة تكلفة المقعد لكل ميل فإن أعلى أسعار هي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ينعكس ذلك على بقية أنحاء العالم، وسنبقى نقدم تجربة سفر آمنة بأسعار تذاكر أقل من التي يتم دفعها في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنك لن تحصل على أسعار تذاكر بمعدلات تكلفة منخفضة لأن الخطوط الجوية القطرية هي شركة طيران متكاملة الخدمات، ولابد من الانتباه إلى أن الناس سيظل بإمكانهم السفر بأسعار مناسبة بينما سيكون هناك تخفيض في السعة عالميا، لأنه ورغم إفلاس المزيد من شركات الطيران بسبب امتداد تأثير الجائحة عالميا فإن أسعار التذاكر قد لا تذهب إلى المستويات التي قد يتوقعها البعض، ولن تكون أسعارها بعيدة عن المستويات التي يتم دفعها اليوم ولكنها لن تكون رخيصة .
عن فتح الأجواء السعودية والمصرية والإماراتية أمام الخطوط الجوية القطرية، قال الباكر : سيوفر علينا ذلك قرابة 1.2 مليار دولار عبر تخفيض التكلفة التشغيلية، وعندما فُرِض الحصار كان لدينا المزيد من ساعات الطيران الإضافية، والآن الأجواء مفتوحة أمامنا وأصبحنا نطير إلى وجهات عبر طرق أقصر، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على الأداء المالي للخطوط الجوية القطرية في نهاية العام .
وأضاف: نحن نبحث عن الأماكن التي بها أكبر طلب على السفر حول العالم ولدينا في الشركة نظام تكنولوجي نحصل من خلاله على توقعات بالوجهات التي يرتفع عليها الطلب وهذه هي الوجهات التي نتوجه إليها، وهذه هي الوجهات التي كانت توقفت سابقا بسبب الجائحة ولكن هناك وجهات لن نعود إليها في المستقبل القريب، وهناك وجهات جديدة تماما ستتم إضافتها إلى شبكتنا كما أضفنا سان فرانسيسكو وسياتل وأبوجا، لذلك ما سنقوم به هو أننا سنعمل على دراسة كل وجهة بشكل منفصل عبر آليتين، إما أن نعيد إطلاق رحلاتنا إلى الوجهات التي سبق وأغلقناها، والثانية أن نبحث عن فرص جديدة حيث نرى أن تلك الوجهات الجديدة ستشكل إضافة كبيرة لشبكتنا .
وتابع: على سبيل المثال سنقوم في مارس المقبل بإطلاق رحلاتنا إلى السودان والتي توقفت سابقا بسبب الحصار، والآن يمكننا توفير نحو ساعتين ونصف الساعة من وقت الرحلة إلى الخرطوم، وهذه هي نوعية الحالات التي سنقوم بدراستها بشكل منفصل لإعادة بناء شبكة وجهاتنا، ومن المهم أيضا أننا سنعيد توظيف الذين تم تسريحهم وسنعطي الأولوية للموظفين الذين تم تسريحهم بسبب الجائحة عندما نبدأ إعادة توظيف المزيد لخدمة الزيادة التي نشهدها في شبكة وجهات القطرية .
فيما يخص خطة الناقلة الوطنية لدولة قطر بشأن اعتماد جواز السفر الرقمي خلال الفترة المقبلة، قال الباكر : هذا المشروع التجريبي تم إطلاقه عبر تعاون مع منظمة إياتا حيث أتواجد ضمن مجلس المنظمة، ودرسنا كيفية تقديم آلية سفر آمنة، بحيث يكون لدى المسافرين تطبيق يظهر أنه حصل على اللقاح، وأنه يمكنهم السفر إلى الدول بدون حجر صحي دون الخضوع إلى الإجراءات الاحترازية التي تختلف من دولة إلى أخرى وكما سبق وذكرت أنها تسبب الإرباك، وبالتالي سيعطي جواز السفر الرقمي عبر إياتا الإرشادات الصحيحة إلى المسافرين لضمان تحركهم من جهة إلى أخرى، وإسطنبول هي المشروع التجريبي لتطبيق هذا النظام الآمن عبر الخطوط الجوية القطرية .
وأضاف: سيكون هذا بمثابة مبادرة حتى يحصل الجميع على اللقاح وحتى يتم فهم الفيروس بشكل كامل، الناس ما زالوا خائفين من السفر والدول ستظل خائفة من فتح أجوائها للسفر، ولذلك ابتكرنا آلية جديدة للسفر للمسافرين في قطر خاصة وأنهم لم يسافروا منذ قرابة العام، وأطلقنا جسرا آمنا للعطلات في المالديف وما قمنا به هو حجز المنتجعات في جزر المالديف بالكامل، وخلقنا فقاعة صحية من هنا إلى تلك الجزيرة التي كانت حصرية لمن يسافرون من قطر عبر تعاون مع وزارتي الداخلية والصحة هنا في قطر ليتم السماح لهم بالسفر والعودة من المالديف دون الحاجة للخضوع إلى الحجر الصحي وكذلك قمنا بعمل مسحات للكشف عن الفيروس قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، ومن خلال تلك المبادرة التي امتدت لثلاثة شهور سمحنا لآلاف القطريين والمقيمين بالسفر خارج الدوحة والاسترخاء بعيدا عن الإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كوفيد- 19، وحاولنا أيضا مع دولتين لن أذكر اسميهما وكلتاهما تشككتا حول السماح للمسافرين من قطر بالقدوم والإقامة ضمن منتجعات مغلقة في بلدانهم .
أعرب الباكر عن فخره بكون مطار حمد الدولي أول مطار في العالم يحصل على تصنيف 5 نجوم فيما يتعلق بتدابير السلامة الخاصة بـ كوفيد- 19 من سكاي تراكس، وهو الاعتماد الذي كانت القطرية أول شركة طيران في العالم تحصل عليه في ذات الشأن.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط القطرية: قمنا باتخاذ إجراءات لم تقم بها معظم المطارات حول العالم، وبعض تلك المطارات أعلنت أنها تقوم بإجراءات احترازية إضافية، ولكنها فشلت في الحصول على تلك الشهادات العالمية، لقد استثمرنا بشكل كبير في مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتعقيم والمعدات والحرص على أننا نمتلك أحدث المعدات فيما يتعلق بإجراءات الصحة والسلامة المتعلقة بـ كوفيد- 19 ، والحقيقة أن مطار هيثرو في لندن سألنا عن نوعية المعدات التي نستخدمها لتعقيم مطارنا، وهذا يظهر السرعة التي استثمرنا بها من أجل ضمان سلامة مسافرينا، كما أن نسبة العدوى منخفضة جدا وتصل إلى 0.0001% .
وعن تصريحاته السابقة بشأن جدولة تسليم الطائرات للقطرية قال الباكر : ما صرحت به لقناة CNN أننا ملتزمون بالحصول على كل الطائرات التي قمنا بطلبها، وما لم أؤكده هو أننا سنحصل على عدد كبير من الطائرات وهو ما كان يفترض أن نحصل عليه ما قبل كوفيد- 19 ، وما قمنا بفعله سواء مع إيرباص أو بوينج هو أننا قمنا بجدولة عمليات استلام الطائرات لنحو 8 أعوام بدلا من الحصول على هذا العدد الكبير من الطائرات خلال 3 إلى 4 سنوات، وذلك لاستبدال الطائرات التي تخرج من أسطول الخطوط الجوية القطرية، لأن أسطول الخطوط الجوية القطرية هو الأحدث عمرا ما بين جميع شركات الطيران حول العالم ونريد أن نحافظ على ذلك عبر استبدال الطائرات القديمة بأخرى حديثة، وبسبب كوفيد- 19 والتراجع على صعيد الطيران ولأن 20% من أسطولنا لا يعمل قمنا بجدولة استلام الطائرات حتى عامي 2028 و2029 .
وأضاف: تحدثت خلال مرات عديدة سابقة في الصحافة أن طائرات إيرباص 380 هي الطائرة الأقل فاعلية على صعيد استهلاك الوقود، وعندما قمنا بشرائها في عام 2014 كانت أسعار الوقود عند مستوى أقل من 40 دولارا للبرميل، ولم يكن أحد يتوقع أن تصل الأسعار لأكثر من 140 دولارا للبرميل وقتها، وأصبحت تلك الطائرة غير فعالة على صعيد التشغيل وبعد قيامنا بشراء 10 طائرات، ومن هذا الطراز ولسوء الحظ الطائرات العشرة الآن على الأرض ولا تطير، وقد نعود لتشغيل 5 طائرات منها ولكن ذلك لن يكون قبل عامين على الأقل، وفيما يتعلق بالطائرات التي تم بيعها بالأرقام التي ذكرتها أتمنى لهم الحظ السعيد .
وتابع: أتحدث بأمانة شديدة عندما أقول إنه هناك نوعان من الطائرات يتمتعان بكفاءة عالية وهما بوينج 787 وإيرباص A350 ولحسن الحظ يضم أسطول الخطوط الجوية القطرية كلا النوعين ونعم في المستقبل سنقدم بوينج 777X والتي تعادلهما على صعيد الكفاءة .
أكد الباكر أن قطاع الشحن الجوي يلعب دورا حيويا ضمن أسطول الخطوط الجوية القطرية.
وقال سعادته: في الحقيقة الطائرات التي قمنا باستلامها العام الماضي كان قد تم طلبها منذ أعوام عديدة، ولدى الخطوط الجوية القطرية خطة إستراتيجية لتكون لاعبا مهما في مجال الشحن الجوي وما قبل الجائحة كنا في المركز الثاني عالميا فيما يتعلق بالشحن الجوي والآن بتنا في المركز الأول ومنذ 5 سنوات كنا في المركز 22 عالميا، لذا يمكنك أن ترى الدور المهم الذي تلعبه القطرية للشحن الجوي في المجال الدولي .
وأضاف: كما أخبرتك نحن نحمل حاليا 10% من إجمالي حجم الشحن الجوي عالميا وهذا أمر مبهر، وسنعمل على الحفاظ على ذلك وزيادة سعة أعمال الشحن لدينا وكذلك توسعة منشآت الشحن في مطار حمد الدولي، وأيضا ما نخطط له هو استبدال أسطولنا الحالي من طائرات شحن بوينج 777 بالجيل الجديد، ومن طائرات الشحن التي ستكون أكثر كفاءة على صعيد استهلاك الوقود على الأقل بنحو 15% إلى 20%، وهو ما يسمح بتحقيق أهدافنا المتعلقة بالحفاظ على البيئة والتزامنا بتقليل الانبعاثات والحفاظ على البيئة عبر تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون .
وبشأن خطة التوسعة الخاصة بمطار حمد الدولي، أوضح الرئيس التنفيذي للقطرية أن مطار حمد الدولي يشهد حاليا عمليات التوسعة التي تم الإعلان عنها مسبقا وبكل قوة.
واستطرد: من أجل إنهاء جميع أعمال التوسعة بحلول موعد بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 سترتفع سعة المطار إلى 58 مليون مسافر وقريبا بعد عام 2022 سيكون هناك التوسعة النهائية التي سترفع السعة إلى قرابة 70 مليون مسافر .
ردا على سؤال بشأن توقعاته لسوق الطيران العالمي خلال الفترة المقبلة، قال الباكر : سيبقى الطلب موجودا على قطاع الطيران وسيكون هناك تباطؤ بسبب الجائحة، ولكن في النهاية سيستعيد القطاع عافيته وبكل أسف سيحتاج إلى المزيد من الوقت، كنت أتوقع أن يعود قطاع الطيران إلى مستويات عام 2019 مرة أخرى خلال عامين أو ثلاثة أعوام، ولكن أعتقد الآن أننا سنحتاج إلى وقت أطول وإذا ما شهدنا موجة ثالثة أو رابعة أو خامسة من الوباء سيؤخر ذلك تعافي القطاع لفترات أطول .
وأضاف: لكن قطاع الطيران هو جزء من حياتنا ومن طبيعتنا وله دور مهم في السياحة والتجارة والأعمال والاقتصاد العالمي، والخطوط الجوية القطرية الآن تساهم بجزء كبير من الناتج المحلي لدولة قطر وتساهم بنسبة 4.9% من الناتج المحلي، وبشكل مباشر نساهم بنسبة 11% وفق دراسة أكسفورد وهو ما يؤكد أهمية الدور الذي نلعبه، وبرزت أهمية استثمار قطر في قطاع الطيران خلال الفترة الماضية، وهنا يمكنك أن ترى أن الخطوط الجوية القطرية تشكل جزءا مهما من اقتصاد دولة قطر .