الجبن الأوروبي يغزو الأسواق الأمريكية

لوسيل

القاهرة - أحمد طريف

عندما كانت هناك وفرة كبيرة في اللحوم، في الولايات المتحدة الأمريكية، اعتاد مستهلكوها العثور عليها في كل شيئ تقريبا سواء في أنواع المربى المختلفة، أو في منتجات البرجر، وحتى في العديد من المنتجات الغذائية المتبلة.
وإذا كان صحيحا أن التاريخ هو بمثابة المرجع والدليل الذي يمكن الاسترشاد به دائما، فإنه لابد وأن يكون الاتجاه الغذائي هذا العام هو إضافة الجبن إلى قائمة الأغذية الوفيرة لدى الأمريكيين.
ولعل السبب في ذلك، بحسب شبكة بلومبرج ، يكمن في أن الولايات المتحدة تجلس حاليا على المزيد من الزبد والجبن، ويتحمل الأوروبيون وحدهم المسؤولية عن هذا الوضع، فقد ارتفعت صادرات الجبن والزبد من الاتحاد الأوروبي حتى الآن هذا العام وفي العام الماضي، خصوصا بعد أن حظرت روسيا، التي كانت أكبر زبون للكتلة الأوروبية، التجارة مع دولها ردا على العقوبات المفروضة ضدها لغزوها أوكرانيا.
ومكن وفرة الحليب وانخفاض الأسعار وضعف اليورو الاتحاد الأوروبي من انتزاع عملاء في آسيا والشرق الأوسط، بالتزامن مع تراجع صادرات الولايات المتحدة.
ويتعدى الأمر هذا الحد، إذ أصبحت الولايات المتحدة العميل الجديد رقم واحد لبعض منتجات الزبد والجبن، وذلك كنتيجة طبيعية لرخص هذه المنتجات.
وارتفعت واردات الولايات المتحدة من الزبد من دول الاتحاد الأوروبي في العام الماضي بنسبة 17% بالنسبة إلى الجبن، وفقا لأرقام المفوضية الأوروبية، ما أدى إلى تراكم كل هذا الفائض في المعروض في الثلاجات الأمريكية، وعلى الأخص في وقت يتجه فيه إنتاج الألبان الأمريكية إلى تسجيل مستوى قياسي هذا العام.
وتظهر إحصاءات وزارة الزراعة الأمريكية أن مخزونات الجبن في نهاية مارس الماضي سجلت أعلى مستوى في تاريخها منذ عام 1984، إذ أن أكثر من نصف المعروض هو الجبن الأمريكي، في حين أن السويسريين يمثلون حوالي 2%، والباقي تصنفه الحكومة ضمن فئة أخرى .
وقال كيفن بيلامي، وهو خبير استراتيجي في شؤون أسواق الألبان العالمية لدى مؤسسة رابو بنك في مدينة أوترخت في هولندا: لقد كان من الصعب بالنسبة لهم الشروع في التصدير، نظرا لقوة الدولار، ولأنهم يمتصون معظم الواردات ، وأضاف بيلامي حيثما تكون الولايات المتحدة قد خسرت شيئا في الأعمال التجارية، تكون أوروبا قد حققت مكاسب .
وهذا العام، عزز الاتحاد الأوروبي صادراته من الزبد بنسبة 27%، في حين ارتفعت شحنات الجبن بنسبة 13%، وفقا للمفوضية الأوروبية.
وعلى الرغم من زيادة المبيعات، فإن الأمور لا تزال ملحة جدا لمنتجي الألبان الأوروبيين الذين حذروا منذ عدة أشهر بأن الأسعار الرخيصة تعرضهم لخطر التوقف عن العمل، فقد تراجع متوسط أسعار الحليب الخام في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوياته منذ عام 2010.
كما بدأت أسعار الولايات المتحدة أيضا في الانخفاض، حيث أظهر مؤشر بورصة شيكاغو التجارية أن تعاملات التداول على الجبن الشيدر وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات.