أكد وزير الخارجية السودانى المكلف عمر قمر الدين أن الدوحة والخرطوم تربطهما علاقات أزلية ونأمل أن تستمر وتتطور باستمرار فى كافة المجالات، وهناك العديد من الملفات تربط الدوحة والخرطوم فى مقدمتها ملف سلام دارفور حيث بذل الأخوة فى قطر جهدا جبارا لدعم السلام والاعمار.
وخلال زيارته الأخيره للدوحة ضمن الوفد الذى ترأسه الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان التقت لوسيل بوزير الخارجية السودانى المكلف عمر قمرالدين وتحدث عن العلاقات القطرية السودانية وخطط وبرامج الحكومة الانتقالية وملف السلام.. إلى نص الحوار:
سعدنا كثيرا وكافة أفراد الجالية السودانية بالدوحة بزيارة الوفد الرفيع برئاسة حميدتى .. ما هى مخرجات ونتائج هذه الزيارة المهمة؟
أتينا للسلام على القيادة القطرية وشددنا على اهمية استمرار علاقاتنا المتينة وتوطيدها ومن الطبيعى ان نزور الدوحة التى تربطها علاقات أزلية بالسودان، ونأمل أن تستمر وتتطور باستمرار فى كافة المجالات وهناك العديد من الملفات تربط الدوحة والخرطوم فى مقدمتها ملف سلام دارفور حيث بذل الأخوة فى قطر جهدا جبارا لدعم السلام والإعمار والتنمية فى دارفور.
وكيف ترون العلاقة بين ملفى سلام الدوحة وجوبا؟
حقيقة عقدنا اجتماعا مهما مع سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود رئيس مجلس الشورى وتناقشنا حول الاليات المطلوب تفعيلها لربط عمليتى سلام الدوحة وجوبا حتى تكتمل حلقات السلام الشامل فى السودان وقطر داعم أساسي للسلام في السودان والمنطقة مشيرًا إلى وجود دولة قطر كضامن وشاهد في اتفاق جوبا هو أكبر دليل على اهتمام دولة قطر بأمر السودان حكومة وشعبًا.
هل تم الاتفاق على برامج عمل محددة لتطوير العلاقات بين البلدين خاصة فى المجالين السياسى والاقتصادى؟
هذه الزيارة تعتبر الأولى لوفد سودانى رفيع بعد انطلاق الثورة، وكان من الطبيعى زيارة الدوحة والالتقاء بالقيادة القطرية وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وشرح تطورات الاوضاع فى السودان فى ظل الحكومة الانتقالية الحالية والتعريف بخططها وبرامجها فيما يتعلق باستكمال مصفوفات المرحلة الانتقالية، كما ناقشنا التطورات الاقليمية والدولية فى المنطقة وأبدى الاخوة فى قطر سعادتهم الكبيرة بهذه الزيارة وأكدوا على أهمية العلاقات القطرية السودانية وضرورة استمرارها وتقويتها وأشادوا بالجالية السودانية المقيمة بقطر.
هل تناولت الزيارة الأوضاع الإقليمية فى المنطقة والتوترات الحدودية مع أثيوبيا؟
شرحنا للقيادة القطرية وجهات النظر السودانية حول هذا الموضوع، وأحقية السودان فى بسط سيطرته على أراضيه وموقفنا واضح، هذه أراض سودانية كيف ننسحب منها، وأكدنا التزامنا بمعالجة هذه القضية بالحوار وليس فى نيتنا الدخول فى اي مواجهات عسكرية مع الجارة اثيوبيا، وأى خلاف من أى نوع.. أثيوبيا دولة شقيقة وجارة، والعالم كله يشهد على الموقف السودانى ولم ندخل أى أراض اثيوبية ونأمل حل هذه القضية بطريقة سلمية وودية وقد شرع السودان فى زيارات مكوكية قام بها عدد من المسؤولين للعديد من الدول الافريقية والعربية لشرح وجهة نظره مدعوما بالاسانيد القانونية.
خلال جلسة حوارية نقاشية مع عدد من أفراد الجالية طرح أحد الحضور نتائج ومخرجات الجلسة الحوارية التى نظمتها السفارة قبل فترة حول آفاق التعاون القطري السوداني.. ماذا تم في ذلك؟
لقد اطلعنا على التوصيات ونسعى لتفعيلها لتساهم فى تعزيز العلاقات القطرية السودانية، وأشاد الوزير بالدعم القطرى الذى قدم لمتضررى السيول والفيضانات والتصدى لجائحة كورونا وقال كنا فى السودان نتابع بفخر ملحمة سالمة يا سودان والتى دعمتها القيادة القطرية والشعب القطرى والمقيمون.
وأشار الوزير خلال احدى المداخلات الى الزيارة التى قام بها الفريق برهان رئيس المجلس السيادى للقاهرة وزيارته الى زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى محمد عثمان الميرغنى فى مقر اقامته مؤكدا الاهتمام الكبير للميرغنى، الذى يعتبر احد ابرز رموز الوطن، بالاوضاع فى السودان مستفسرا عن جملة من القضايا الهامة وقال الميرغنى من المهم جدا ان يكون قلوب الناس على الوطن وخدمة قضاياه .
واضاف الوزير:رغم التباينات السياسية فى السودان هناك قيادات ورموز يتم مشاورتهم فى قضايا الوطن بحكم وزنهم وعلاقاتهم الممتدة فى العالم.
وردا على سؤال حول جهود وزارة الخارجية فى تطوير العمل الدبلوماسى والسياسى المتوازن فى هذه المرحلة الهامة لاعادة دور السودان الطبيعى عربيا وعالميا؟
أجاب وزير الخارجية: لقد شرعنا فى اعادة ترتيب البيت الداخلى فى الخارجية وبدأنا فى تنظيم آليات عمل محددة ومكتوبة عن علاقات السودان الخارجية لم يعمل بها منذ عهد وزير الخارجية السابق منصور خالد وهى بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم عبر لجان متخصصة وبمحاور محددة تشمل التعاون الثنائي والاقليمي والمنظمات الدولية وتغطى مسارات العلاقات مع نحو 62 دولة فى العالم واضفنا نهجا جديدا اسميناه الدبوماسية المتخصصة تشمل الدبلوماسية الطبية لاسيما مع تفشى وباء كوفيد- 19 وكيفية التعاطى مع الجائحة عالميا مع المنظومات العالمية ومن المحاور الجديده أمن البحر الاحمر الذى أضحى يدرس فى الجامعات والمعاهد وكليات العلوم المتخصصة الاستراتيجية والعسكرية مشيرا إلى أن نحو 20 % من تجارة العالم تمر عبر هذا الممر المائى الهام مؤكدا اهمية اتجاه العالم نحو الطاقات البديلة والمتجددة وقضايا المناخ وتأثيرات الاحتباس الحرارى وتبعاته مشددا ان هذه المجالات يجب ان يكون للسودان رأى حولها خاصة الدبلوماسيين لاسيما وان السودان يملك امكانيات كبيرة ومثال على ذلك دولة مثل المانيا اتجهت حاليا الى استخدام الطاقات المتجدده وشدد الوزير على اهمية بناء علاقات سياسية متوازنة مع العالم وكافة الدول.
وردا على سؤال حول ضعف أداء الحكومة الانتقالية وانعكاس ذلك على حياة ومعاش الناس؟
قال وزير الخارجية من الصعب حدوث مردود ايجابى سريع وملموس خلال عام بينما مر السودان بثلاثين عاما من الضياع والدمار حيث لا تزال المعوقات مستمرة لكن المعالجات تجري خطوة خطوة.
ما هي الأولويات ومدى الالتزام بها خلال الفترة الماضية؟
رئيس مجلس الوزراء حمدوك حدد عشر اولويات للحكومة الانتقالية اولاها ايقاف الحرب والعمل على بناء السلام العادل والشامل والمستدام والذى بدأت بشائره من خلال اتفاق جوبا للسلام اضافة الى الجهود الكبيرة التى بذلت لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب اضافة الى اعادة تأهيل المؤسسات وتفكيك نظام التمكين واعادة السودان الى حظيرة المجتمع الدولى، ويمكن القول السودان اليوم يعتبر من أوائل الدول التى فتحت قنوات تواصل مع العالم واقبال العالم عليه واقول بصدق السودان أصبح محسودا بسبب اهتمام العالم به وكأن العالم يتعامل فى كل منطقة عبر دول تعتبر مراكز كما نسميه بلهجتنا السودانية مسمار النص .. والعديد من دول العالم تعتبر السودان حاليا مركز الثقل المستقبلى فى استقرار المنطقة، وأضاف نحن كسودانيين يجب أن نسأل أنفسنا ما هو المفروض الذى يجب أن نقوم به؟ حقيقة نحتاج إلى عمل كثير جدا فى الفترة القادمة.