توقع تقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز أن ترتفع حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة إلى 26% بحلول 2050، مدفوعة بشكل أساسي بنمو تجارة الغاز الطبيعي المسال والتي من المتوقع أن تتجاوز تجارة الغاز عبر الأنابيب في 2026 ويواصل النمو خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وأطلق منتدى الدول المصدرة للغاز في قطر النسخة السابعة من سلسلة تقارير (آفاق سوق الغاز العالمي 2050) التي يصدرها المنتدى سنوياً. وحسب التقرير الذي حصلت لوسيل على نسخة منه، من المتوقع أن يتضاعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 95 تريليون دولار أمريكي الى 210 تريليونات دولار. كما سيشهد النمو السكاني 1.8 مليار شخص إضافي في 2050 الذي سيتركز بشكل أساسي في كل من افريقيا واسيا والمحيط الهادئ، ويعد الناتج المحلي والنمو السكاني أحد أهم العوامل في نمو تجارة الغاز الطبيعي عالمياً.
وحسب التقرير من المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بنسبة 22% بحلول عام 2050 وسترتفع حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة من23% اليوم إلى 26% في 2050 تشهد فيها إمدادات الغاز الطبيعي بنسبة 36%. وستتوسع تجارة الغاز الطبيعي بأكثر من الثلث مدفوعة بشكل أساسي بالغاز الطبيعي المسال والتي ستتجاوز تجارة الغاز عبر الانابيب بحلول 2026. وخلال فترة التوقعات من المتوقع ان يصل الاستثمار في الانتاج والاستكشاف بحوالي 9.7 تريليون دولار عالمياً.
وقال الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد هامل بمناسبة إصدار التقرير الشكوك لم تكن بهذا الحجم من قبل والتحديات كذلك عميقة للغاية. لكن الأمر الأكثر وضوحاً والأكثر أهمية هو معضلة الطاقة الثلاثية: كيفية ضمان نظام طاقة آمن، وبأسعار معقولة، ومستدامة على المدى القصير والطويل .
وأضاف أن تقرير آفاق الغاز العالمية يسعى للإجابة على هذه الأسئلة الملحة من خلال دراسة آفاق النمو الاقتصادي العالمي والإقليمي، والطلب والعرض للطاقة، وتجارة الغاز الطبيعي والاستثمار فيه، وتأثيرات السياسات والتطورات التكنولوجية والمحركات الأخرى .
وحسب التقرير من المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بنسبة 22% ليصل 17,865 مليون طن بحلول 2050. ومن المتوقع أن يصبح هيكل مزيج الطاقة أكثر تنوعاً وذلك بفضل نمو الطلب علي الطاقة النظيفة بقيادة الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، الأمر الذي من شأنه أن يرفع حصة الغاز في مزيج الطاقة إلى 26% بحلول 2050.
وستستمر سياسات تغير المناخ في لعب دور حاسم، ومع ذلك أن يظل آمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة بنفس القدر من الأهمية.
ويعتبر الغاز الطبيعي أنظف أنواع الهيدروكربونات اختراقاً وسيشكل حجر الأساس لانتقال طاقة واقعي وفعال وعادل من حيث التكلفة. وسوف يتفوق الغاز الطبيعي على الفحم في 2025، وسيصبح الوقود الأكثر استخداماً في بعد عام 2040 مباشرة. ومن المتوقع أن يترفع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 36% ليصل 5460 مليار متر مكعب في 2050. مدفوعا بعوامل رئيسية من بينها السياسات التي تهدف لتحسين جودة الهواء والتحول من الفحم والنفط إلى الغاز، وسيصبح الغاز الطبيعي المقترن بحجز الكربون وتخزينه خياراً مهماً في الصناعة مما يدعم استخدام الغاز على المدى الطويل.
وستكون هناك طرق جديدة للطلب على الغاز الطبيعي، لا سيما من خلال الاستخدام المتزايد كمصدر لتوليد الهيدروجين الازرق؟ وسيظهر قطاع النقل كمركز طلب مهم على خلفية اللوائح البيئية والسياسات الداعمة الأكثر صرامة. وستكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وافريقيا مسؤولة عن الجزء الأكبر من نمو الطلب على الغاز في المستقبل.
خلال فترة التوقعات التي رصدها تقرير منتدى الغاز ستشهد إمدادات الغاز الطبيعي نمواً سنوياً بمعدل 1.1% لترتفع الامدادات من 4025 مليار متر مكعب في 2021 إلى 5460 مليار متر مكعب في 2050 بما يمثل اجمالي بحوالي 36% في مزيج الطاقة خلال فترة التوقعات.
وستساهم منطقة الشرق الأوسط بأكبر حصة نمو حيث تمثل ثلث الإجمالي تليها افريقيا وامريكا الشمال. وستحتفظ امريكا الشمالية بمكانتها كأكبر منتج للغاز في العالم حتى نهاية آفاق التوقعات. ومن المتوقع أن ينمو إنتاج المنطقة من الغاز الطبيعي بمقدار 285 مليار متر مكعب ليصل 1420 مليار متر مكعب بحلول 2050. ومع ذلك ستنخفض حصة الشرق الاوسط من 28% في 2021 إلى 26% في2050 وسيصبح الشرق الأوسط ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وسيزود العالم بحوالي 22% من الغاز الطبيعي مقارنةبحوالي 17% حالياً.
ومن المتوقع أن يقفز انتاج الشرق الأوسط بمقدار 520 مليار متر مكعب الي 1190 مليار متر مكعب بحلول 2050. أما منطقة اوراسيا فهى ثاني أكبر منتج إقليمي للغاز الطبيعي ومصدر ما يقرب من ربع الإنتاج العالمي. ستنخفض إلى 20% وستصبح ثالث أكبر منتج. ومن المتوقع أن تضيف المنطقة أكثر من 155 مليار متر مكعب إلى انتاجها الحالي بقيادة روسيا والتي ستساهم بحوالي 59% من هذا النمو. ومن المتوقع أن يزداد إنتاج روسيا في منطقة اوراسيا بمعدل 0.5% سنوياً بحلول 2050.
ستكون إفريقيا مسؤولة عن ثاني أكبر نمو حيث ستحصل على أكثر من 11% من إمدادات الغاز العالمية بحلول 2050، مقارنة بأكثر من6% في 2021. وتعد افريقيا هى المنطقة الوحيدة التي سيتضاعف فيها نمو إنتاج الغاز، من 260 مليار متر مكعب في 2021 إلى 585 مليار متر مكعب في 2050، ولا يزال من المتوقع أن تكون أوروبا المنطقة الوحيدة التي من المتوقع أن ينخفض فيها إنتاج الغاز الطبيعي. وبلغ متوسط الانخفاض السنوي 2.9% خلال فترة التوقعات مما أدى لخفض حصة المنطقة من الإنتاج العالمي إلى 2% فقط.
ومن المتوقع أن ينمو انتاج الغاز في منطقة أمريكا اللاتينية بنسبة 46% (65 مليار متر مكعب) خلال فترة التوقعات، أو 1.3% نسبة نموسنوي بما يساهم في بحوالي 4% من إنتاج الغاز العالمي.
من المتوقع ان ترتفع تجارة الغاز الطبيعي عالمياً بنسبة 36% خلال العقود الثلاثة المقبلة لتصل إلى 1700 مليار متر مكعب، أي ما يقارب ثلث الطلب العالمي على الغاز. وستتجاوز تجارة الغاز المسال تجارة خطوط الانابيب بحلول 2026 وتصل الى 1170 مليار متر مكعب بحلول2050. ومع انخفاض الانتاج المحلي في بعض دول آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وتراجع صادرات خطوط الأنابيب إلى أوروبا، يكتسب الغاز الطبيعي المسال زخماً وأصبح المصدر المفضل لإمدادات الغاز الطبيعي.
خلال فترة التوقعات ستحتفظ منطقة آسيا والمحيط الهادئ بدورها الريادي كمستورد رئيسي للغاز المسال مع الدول الآسيوية الناشئة-بشكل أساسي دول جنوب وجنوب شرق آسيا- التي تقود النمو. وستستمر الحصة الحالية البالغة 72% من تجارة الغاز المسال على المدى الطويل وقد تصبح 67% بحلول 2050.
سيشهد الطلب على الغاز الطبيعي المسال نمواً بشكل مستمر خلال الفترة ليصل أكثر من ضعف الحجم في الفترة من 2021 إلى 2050.
يخطط الاتحاد الاوروبي في الوقع الحالي لجعل الغاز المسال في قلب استراتيجية التنويع، ومن المقرر زيادة وارداتها من الغاز المسال وتوسيع قدرة التسييل جنباً إلى جنب مع حل الاختناقات القائمة في البنية التحتية للغاز.
وبحلول 2030 تبدو تجارة الغاز الطبيعي واعدة جداً لجميع مناطق العالم. ومع تفاقم أزمة الطاقة العالمية من المتوقع أن تزداد الاستثمارات في البنية التحتية الجديدة للغاز المسال.
ونمت قدرة تسييل الغاز الطبيعي المسال على مدار العقد الماضي من 270 مليون طن في 2010 إلى 462 مليون طن سنوياً بنهاية2021. وفي الثلاثين عاماً المقبلة من المقرر أن تزيد قدرة تسييل الغاز إلى أكثر من الضعف لتصل 1026 مليون طن سنوياً في 2050.
وارتفعت القدرة العالمية لإعادة تحويل الغاز إلى حالته الغازية (تغويز) من 630 مليون طن في 2010 إلى 993 مليون طن في 2021، وخلال فترة التوقعات ستقفز إلى 1840 مليون طن سنوياً بحلول 2050، أي ستسجل نمواً بأكثر من ضعف الطلب المتوقع على الغازالمسال البالغ 850 مليون طن.
وبحلول 2050 ستكون 1060 مليون طن سنوياً أو ما يقرب 60% من إجمالي اعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز (تغويز) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و380 مليون طن سنوياً في أوروبا أي ما يعادل 20%.
يعتبر الاستثمار في صناعة الغاز الطبيعي حاسما وضروريا لاستقرار السوق، ولتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي فإن الاستثمار في الاستكشاف الانتاج المطلوب خلال الفترة المتوقعة هو 9.7 تريليون دولار، منها حوالي 1.7 تريليون في افريقيا الغنية بالغاز لزيادة حصتها إلى 585 مليار متر مكعب، بينما تحتاج منطقة الشرق الأوسط حوالي 1.11 تريليون دولار لزيادة الانتاج بمقدار 520 مليار متر مكعب والوصول لمستويات 1190 مليار متر مكعب في 2050. وخلال العقود الثلاثة المقبلة من المتوقع أن يبلغ إجمالي الاستثمار في مرحلة النقل في قطاع الغاز حوالي 775 مليار دولار بسبب ارتفاع نمو الطلب على الغاز المسال وبشكل خاص في الفترة المقبلة حتى 2030 في اوروبا ومناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ.