alsharq

د. خالد محمد باطرفي

عدد المقالات 24

لم يمت محمد الفيصل!

30 يناير 2017 , 02:35ص

لم تكن مفاجأة لي وفاة الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز، فالأمير الذي بلغ الثمانين هذا العام صارع الأمراض منذ إصابته بالتيفود في مطلع حياته، خاصة في سنواته الأخيرة. والجسد الذي حمل المسؤوليات منذ الطفولة وواجه التحديات وخاض المعارك بدا وكأنما استسلم في مواجهة عدوه الأكثر إصرارا وقسوة.. المرض. وبعد أسابيع من دخوله غرفة الإنعاش بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة انطفأت آخر إشراقة في عيني الأمير الحالم المتفائل والمبدع. كان هذا هو الفصل الأخير في قصة حياة طويلة ثرية مثرية، بدأت بولادته في الطائف، الابن الثاني لنائب الملك على الحجاز الأمير (الملك) فيصل بن عبدالعزيز، من زوجته الأميرة عفت الثنيان آل سعود، في سبتمبر 1937م، ومرت بمراحل تعليمية نقلته من مدرسة الطائف النموذجية إلى ثانوية «هن سكول» في نيوجريسي الأميركية، عام 1953 مع شقيقه الأمير سعود، وليتخرج بعد عشر سنوات بشهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من كلية مينلو، سان فرانسيسكو، عام 1963. بعد التخرج، عمل الأمير الشاب ضمن الوفد السعودي في الأمم المتحدة، وممثلا لوالده في التفاوض مع إدارة الرئيس جون كينيدي، حول العلاقات الثنائية والشؤون العربية. فتلك الأيام كانت المملكة تمر بأقسى الظروف الداخلية والدولية، فالحرب الأهلية في اليمن بتدخل مباشر من مصر عبدالناصر، ودعم سوفيتي وغطاء أميركي استمرت ثماني سنوات (1962-1970) واستنزفت موارد البلاد وهددت أمنها، كما كان العراق يهدد بغزو الكويت، وإيران باحتلال البحرين والجزر الإماراتية. وداخليا كانت الأزمة الاقتصادية تعصف بالبلاد وتؤجل كثيرا من مشاريعها التنموية. بعد عودته في نهاية الستينيات الميلادية قاد الأمير محمد مشروعا رائدا لسقيا بلد انطلق فيه قطار التنمية، وتوفرت له الموارد النفطية، ولكنه افتقد سر الحياة.. الماء. وخلال سنوات من تعيينه وكيلا لوزارة الزراعة عام 1971، ثم محافظا لمؤسسة تحلية مياه البحر، عام 1973، استطاع بناء العديد من المحطات على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، وإيصال الماء إلى المناطق الداخلية والجبلية عن طريق شبكة أنابيب واسعة. وقبل أن يغادر منصبة عام 1977، كانت المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم. كما تقدم بمشروع لنقل قطع من جبال الجليد من القطب الجنوبي إلى سواحل البحر الأحمر والخليج، وأنفق على دراساته التي قام بها علماء وخبراء عالميون 12 مليون دولار، إلا أنه لم يجد تجاوبا لتنفيذ المشروع محليا، فطواه النسيان. ومن عالم البحار انتقل الأمير إلى بحور الأسواق المالية، وخرج برؤيته للاقتصاد الإسلامي التي بدأت في أوائل السبعينيات بمشروع بنك التنمية الإسلامي، وانطلقت عام 1977 بمنظومة بنك فيصل الإسلامي ودار المال الإسلامي والشركة الإسلامية للاستثمار الخليجي، وفروعها وأعمالها في مصر والسودان والإمارات وتركيا وباكستان وسويسرا وهولندا ولكسمبورج، كما ساهم في إنشاء اتحاد البنوك الإسلامية وترأسه لعدة دورات. وعلى خطى والدته رائدة التعليم، أنشأ الأمير محمد الفيصل مدارس المنارات التي جمعت بين المناهج العلمية والتربية الحديثة والثقافة الإسلامية، لتدريس 18 ألف طالب وطالبة. كما شغل الأمير رئاسة الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية منذ قام بإنشائه عام 1976م. ساهم الأمير محمد مع إخوته في إنشاء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بعد وفاة والدهم عام 1975م، برأسمال بلغ مليار ريال، للقيام بأعمال خيرية وأنشطة علمية وتعليمية، من بينها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وجامعة الفيصل وجامعة عفت، إضافة لجائزة الملك فيصل العالمية. كما أطلق جائزة الأمير محمد الفيصل لدراسات الاقتصاد الإسلامي، ورعى منتدى الفيصل الثقافي. يقول المثل العربي: «من خلف ما مات»، والأمير محمد الفيصل رحمه الله لم يترك لنا مشاريعه ونظرياته وإنجازاته الرائدة فحسب، ولكنه ترك لنا أيضا المهندس المثقف عمرو، والروائية العربية مها، والمصورة الفوتوغرافية العالمية ريم. ولذا فهو لم يمت.. ولن يموت!

هل نسي الخليج فلسطين؟

كان الحوار مشتعلاً، وجاء من إخوتنا العرب من يتساءل عن موقف السعودية ودول الخليج الحالي تجاه القضية الفلسطينية، وحماس، بعد قمم الرياض. قلت لهم: كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها: أمنها، استقرارها، تنميتها، رفاه شعبها، مكانتها...

قمم الخليج .. وانتخابات إيران!

قال الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، لمستشاريه يوماً: بريطانيا دولة صديقة، وأميركا دولة شريكة، وفي ميزان مصالح الدول يتقدم الشريك على الصديق. نعم، العلاقات بين الدول تقوم على المصالح التي تربح منها...

مصير اليمن.. بين بيان صنعاء وإعلان عدن

مسكينة هي الجماهير العربية. لشدة ما عانته ومرت به تعلقت بكل أمل مهما كان ضعيفاً، وصدقت كل من يعد بتحقيقه، مهما كانت خيبات تاريخه وهنات مصداقيته. فعبر التاريخ العربي الحديث رفعت رايات كثيرة بعضها لتحرير...

زيارة ترمب للسعودية.. والوحدة الخليجية!

كنت أحاول إيضاح مواقف الدول الخليجية حول القضايا العربية الرئيسية، وتباينها في بعض الملفات، كمصر وسوريا، عندما علقت الزميلة المغاربية: في نظرنا، الموقف الخليجي واحد بغض النظر عن التفاصيل! وبعكس حالنا في الاتحاد المغاربي والتكتلات...

زمن العجائب.. وأسبوع المفاجآت الخليجي

يصف الأمير الشاعر خالد الفيصل أحوال هذا الزمن في مطلع قصيدة، غناها الفنان محمد عبده، بقوله: «يازمان العجايب وش بقى ماظهـر … كلِّ ماقلت هانت جد علمٍ جديـد». أردد هذا البيت مؤخراً كلما أتحفتنا الأيام...

بناء الجسور.. و«العيون التونسية»

كانت المناسبة افتتاح معرض صور فوتوغرافية يحمل عنوان “تونس بعيون سعودية” بفندق حياة بارك بمدينة جدة، تحت رعاية وزيرة السياحة التونسية السيدة سلمى اللومي رقيق، وبحضور سفير تونس لطفي بن قايد، وقنصلها العام بجدة سامي...

ماذا تريد السعودية وقطر من «إفريقية»؟

ماذا يريد الخليج من إفريقيا (أو إفريقية كما سماها العرب الأوائل)؟. ما الذي يربط دولاً عربية مشرقية بالقارة السوداء؟. لماذا يقوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرقطر بزيارات متتالية خلال أقل من عام بدءاً...

جرائم الكيماوي وهندسة الجينات العربية!

انتقدت متابعة جزائرية بـ «تويتر» مشاركتي في قناة «سكاي نيوز العربية» حول الموقف العربي من الضربة الأميركية لقاعدة شعيرات السورية، التي انطلقت منها هجمات الكيماوي على بلدة خان شيخون. قلت في هذه المداخلة إن حكومات...

ليلة القبض على «طهران»!

قال الباحث الإيراني معلقاً لقناة العربية على قمة البحر الميت: بعض العيون لن تنام الليلة في طهران. فالتئام العرب بهذا الحشد، ومقابلة الملك سلمان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزيارته القادمة للسعودية، ومع رئيس الوزراء العراقي...

القطار الخليجي السريع

يتساءل الكثيرون عما وراء عاصفة الحراك الخليجي حول العالم، قبل أن نجيب لنقرأ عناوين بعض هذه التحركات الأخيرة: الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، في أنقرة، في حلقة جديدة من التقارب الخليجي-التركي في شتى...

تركيا «تصفير المشاكل» أم تصعيدها؟!

تساءل كاتب هل من مصلحة تركيا توتير علاقتها مع أوروبا؟ فعلق عضو بمجموعة واتس آب معنية بالشأن التركي: نعم من مصلحتها توعية الشعب أن الغرب عدو لدود للمسلمين؛ ولذا يجب أن ينجح أردوغان حتى نقاوم...

جيش لبنان إيراني؟

في مستهل زيارتي الأخيرة للبنان، جاورني الحظ في بعض رحلتي مع قوميّ لبناني درزي (كما قدم نفسه)، يعمل في مدينة جدة، ساءلني عن موقف “الشقيقة الكبرى” ومجلس التعاون الخليجي من بلاده، والطوائف والأحزاب المختلفة فيها،...