


عدد المقالات 105
هل تراجع الحماس للربيع العربي بسبب ما يجري بسوريا وتلكؤ المجتمع الدولي عن تحمل مسؤوليته تجاه مأساة وجرائم حرب في حق شعب ذنبه الوحيد أنه أراد التحرر من ديكتاتورية الحزب الوحيد؟ هل باتت لغة التشاؤم من هذا الربيع أقوى من لغة التفاؤل بتحول ديمقراطي؟ هل تحول الربيع العربي إلى خريف أو شتاء؟ لماذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل معقول لإنقاذ الشعب السوري والحيلولة دون تحويل معركته من معركة تحرير إرادته إلى حرب طائفية (سني/ شيعي) وحرب مصالح دولية (أميركا وأوروبا/ الصين وروسيا)؟ هل فعلا يراد لسوريا أن تكون محطة توقف قطار الربيع العربي الذي يهدد محضونة الغرب المدللة إسرائيل؟ هل تراجعت قناعة الشعوب العربية بأهمية التحول الديمقراطي بعدما لم توفر لها الثورات سواء في تونس أو مصر أو ليبيا شغلا ولم تحارب فسادا ولم تجلب استقرارا، بل خلقت فوضى وصداعا وصراعا على السلطة وتلهفا عليها؟ هذه الأسئلة تتداول كثيرا سواء عند الباحثين والمحللين، أو الناس «العاديين»، غير أنه يجب وضعها في سياقها الطبيعي وعدم تضخيمها واستحضار طبيعة الثقافة السائدة في العالم العربي بشكل عام، والقائمة على استعجال جني ثمار الثورة والإصلاح والتغيير. بالرجوع لكل الثورات التي حصلت في العالم نجد أنه حصل مثل هذا وأكثر، وأنه لا بد من مرحلة انتقالية ومخاض صعب لولادة ديمقراطية سليمة ونظام سياسي لا يكرر أخطاء الماضي، ولا بد من نقاش اجتماعي واسع لصياغة دستور يحصن الديمقراطية ويوحد المجتمع على المشترك، وكل هذا يحتاج لوقت ولصبر ونفس طويل، لأنه عمل تأسيسي للمستقبل، ولأن ماخُرب وهدم لعقود لا يمكن إصلاحه في شهور وسنة وسنتين، ففي البرازيل استغرقت صياغة دستور ما بعد الديكتاتورية أكثر من ثلاث سنوات، واستغرقت عملية إخضاع المؤسسة العسكرية للإدارة المدنية للدولة بعدما كانت المتحكمة في كل شيء عشر سنوات، وقريب من هذا حصل في أوروبا الشرقية والوسطى في التسعينيات. غير أنه لا بد من الإشارة إلى أخطاء ارتكبت في عدد من الدول الربيع العربي جعلت العملية الانتقالية عسيرة ومتوترة، وتتجسد أساسا في أمرين رئيسيين، الأول أن أغلب القوى السياسية بما فيها الإسلامية، لم تتعامل بمنطق المرحلة الانتقالية، وغلبت منطق «الأنا»، وغاب منطق «نحن»، ولم يتم التركيز على المشترك وتهييء شروط الانتقال للمرحلة العادية والطبيعية، ويتمثل ذلك بالأساس في دستور متوافق حوله مصادق عليه من الشعب، والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها بضبط الأمن ومحاربة الفوضى، ودوران عجلة الاقتصاد للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعيين. والأمر الثاني: غياب ثقافة الديمقراطية في المجتمع عند الحكام والمعارضين، وفشل القوى السياسية في استيعاب بعضها بسبب التلهف على السلطة أو عدم الخبرة، الأمر الذي فسره كثيرون بعدم قيام ثورة أساسية هي الثورة الثقافية لتغيير المفاهيم وتصحيحها وحسن التعامل مع عدد من الآليات بشكل مفيد وبناء، كآلية الديمقراطية وإدارة الخلاف بشكل يقوي المجتمع ولا يضعفه.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...