


عدد المقالات 188
لقد سعى النظام السوري ومنذ اللحظة الأولى لثورة الشعب على العزف على وتر الطائفية، وحفل التلفزيون السوري والإعلام الرسمي والتابع للنظام بالحديث عن مؤامرة، وتفنن في إطلاق الصفات على المتآمرين، بيد أنه في غالب الأحيان كان يركز على موضوع الطائفية، وأن هؤلاء الذين خرجوا للتظاهر إنما هم بقايا الإخوان المسلمين والسلفيين وما إلى ذلك من أسطوانة مشروخة لم تعد تنطلي على أحد. وتشير الوقائع على الأرض السورية أن النظام أدخل شبيحته وأنصاره إلى العديد من المناطق التي شهدت مظاهرات وسعى هؤلاء إلى الإيقاع بين الأهالي على أساس طائفي، بل لم يتوان عن إرسال رسائل تهديد باسم المتظاهرين إلى عوائل علوية ودرزية تسكن بين ظهراني إخوانهم السنة في العديد من المدن السورية. والأكثر من هذا وذاك، عمد هذا النظام إلى إعادة إنتاج نغمة الطائفية من خلال التركيز على أن هذه المظاهرات تخرج من المساجد وأن أنصارها سوف يقومون بطرد العلويين والدروز والمسيحيين من سوريا، ولاحظنا كيف أن أبواق النظام كانت تتحدث عن هذه الأسطوانة في كل لقاء وكل مداخلة، علما أن جميع من يتابع الوضع السوري يعرف جيدا أن جل من خرج وما زال يخرج إلى تلك المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، أناس غير مسيسين، ولا يحملون إيديولوجيات إسلامية بعينها، ناهيك من وجود مظاهرات في العديد من المناطق التي تسكنها أغلبية علوية أو درزية خرجت ضد النظام. لقد فشلت حملة الطائفية المزعومة في سوريا التي سعى النظام السوري لترويجها، بل الأكثر من ذلك، أظهر الشعب السوري قدرا كبيرا من الأخوة والتلاحم وصدق الروح الوطنية في الانتماء لتراب هذا الوطن العظيم، فأفشل باقتدار كل تلك المحاولات، الأمر الذي حشر النظام في زاوية ضيقة، وتمكن الشارع المحتج من إخراج الآلاف من المترددين ومن أولئك الذين ربما اقتنعوا للوهلة الأولى بمزاعم النظام، ولعل تزايد الفنانين والمثقفين السوريين المنضمين إلى ركب الثورة يوما بعد آخر والحشود المليونية التي صارت تزدحم بها ساحات المدن السورية يوم الجمعة برهان على ذلك. لقد ذهل النظام أمام ما يجري، فلجأ إلى حله الأخير في إطلاق رصاصة الطائفية على الثورة السورية لعله ينجح، فكانت حمص وما جرى فيها قبل أيام عندما وجد أهالي المدينة ثلاثة من الشبان العلوية مقتولين وقد حرقت أجسادهم، وسعى النظام إلى الترويج أن المتظاهرين من أهالي حمص قاموا بقتلهم بدافع طائفي، ثم جاءت بعد ذلك بيانات تتحدث عن مواجهات طائفية داخل حمص، وإشاعات أخرى عن قتلى وصل عددهم إلى ثلاثين، قبل أن يتم نفي هذه الأنباء من قبل أهالي حمص. أثبت أهالي حمص أنهم قادرون على وأد الفتنة، ولكن هذا لا يعني أن النظام سيكل أو يمل من العزف على أسطوانته المشروخة، ومؤكد أنه سيحاول مرة أخرى إثارة هذه النعرات من جديد، وإذا فشل في حمص فإنه سيعاود الكرّة في مناطق أخرى. على السوريين، سنة وعلويين ومسيحيين ودروز، أن يكونوا على تواصل يومي وبلا انقطاع؛، لأن أي توتر يحصل بينهم سيجد النظام فيه فرصته، وأي انقطاع سيكون مناسبا لبث الشائعات. ليس من مشكلة أن يكون سكان الحي العلويين والمجاورين للسنة مؤيدين لبشار الأسد ونظامه، المهم أن لا يتحولوا إلى أداة بيد النظام، وأيضا على السنة أن يكونوا أقدر على احتمال أية استفزازات قد توجه إليهم من قبل شبيحة النظام، وأن يستوعبوا إخوانهم العلويين أو غيرهم، يجب أن لا ينجر أحد إلى لعبة الطائفية، فهي الوحيدة التي يمكن أن تقضي على إرث هذه الثورة العظيمة، إرث الدم السوري الذي سطر ملاحم البطولة طيلة أشهر خمسة مضت. يجب على أبناء الطوائف السورية داخل الأحياء أن ينسقوا فيما بينهم، وأن يكون هناك مجلس مشترك في الأحياء المشتركة، كما يجب أن يترك بعض مناصري الثورة السورية من خارج أرض الشام الحديث عن علوية النظام وطائفية النظام ودفع الناس نحو الشارع لأسباب طائفية. سوريا اليوم أمام لحظة تاريخية حرجة، تستدعي القفز على الجراح ونسيان الماضي والبعد عن أية أحقاد قديمة يسعى النظام إلى أحيائها، فلجوء نظام البعث السوري إلى رصاصة الطائفية دليل واضح على إحساسه بالخطر، وأن زوال حكمه بات قريبا.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...