


عدد المقالات 2
بداية يطيب لي أن أتقدم لدولة قطر قيادة وحكومة وشعباً بأسمى آيات التهاني بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني الحكم في البلاد، سائلا الله أن يحفظ قطر وشعبها الوفي من كل شر ومكروه، متمنياً لها مزيداً من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه. وغدا يُسدل الستار على فعاليات كأس العالم 2022 التي استضافتها دولة قطر، ويتوج بالبطولة أحد الفريقين إمّا فرنسا وإما الأرجنتين. ومن المؤكد أن صخب البطولة سوف يخفت شيئاً فشيئاً، إلى أن ينتهي تماماً ويبدأ المهتمون بالإعداد للبطولة المقبلة وفي مخيلتهم أن يحققوا لها أقصى ما يمكن من النجاح على جميع الأصعدة وفي مختلف الجوانب. ومن المؤكد كذلك أن البطولات المقبلة - أياً كان مكانها - ستتخذ من مونديال 2022 الذي نظمته قطر نموذجاً وقدوة في حُسن الإعداد، ودقة التنظيم، وروعة التقديم، لأن ما صنعته «الدوحة» شيء أذهل العالم، وأصاب بالدهشة والانبهار دولاً أوروبية ولاتينية غلب على ظنها على مدى عقود من الزمان، أنها أم التنظيمات والعروض المبهرة، وموطن الترتيبات العلمية المدروسة، ومحط أنظار الدنيا في القدرة على الإعداد للأحداث الرياضية العالمية الكبرى التي لا يقوى غيرها عليها، ولا يصل سواها إليها مهما طالت السنون وتوالت الأعوام. لقد أثبتت دولة قطر للقاصي والداني أنها بقيادتها الشابة الواعية ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، وفي شعبها الفطن الذكي الرشيد أنها بإرادتها الحرة، وحكمتها البالغة، وتفكيرها العميق فوق التحديات، وفوق المستحيلات، وأنها قادرة على صُنع المعجزات وتخطي كل العراقيل والعقبات ما دامت الإرادة صلبة، وما دام العزم قوياً لا يضعف ولا يلين. لقد برهنت دولة قطر بالأفعال وبالأعمال، وليس بالشعارات الجوفاء، ولا بالأحاديث المنمقة، أنها كبيرة القدر، عالية المقام، شديدة البأس، إذا أرادت فعلت وإذا وعدت أوفت وإذا قالت أنجزت فليست بالمساحة الجغرافية، ولا بالتعداد السكاني تكون مكانة الدول أو تكون أقدار الشعوب. إن مساحة قطر لم تزد على ما كانت عليه قبل عقود، كما أن الشعب القطري ليس بعشرات الملايين، ومع ذلك شتان بين قطر 2022، وقطر العقود الماضية فالبون شاسع والفارق ضخم. فقد أصبحت الآن ملء السمع والبصر، تتحدث عنها أوروبا، وتنقل عنها أميركا، وتقتفي خطاها آسيا وأفريقيا، ويزهو بها وبما وصلت إليه كل الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط. ولعل من نافلة القول أن نؤكد أن الريادة القطرية الحالية، ليست نتاج عمل استمر عاماً أو بعض عام، لكنه - بالقطع - نتيجة جهود حثيثة مستمرة، وثمرة توجيهات سامية من قبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله ورعاه - ذلك القائد الفذ الموهوب الذي يجمع بين الحداثة والأصالة، بين المعاصرة والمحافظة على الخصوصية العربية التي تضرب بجذورها في أعمال التاريخ، ومن هنا انطلق موكب النجاح وأبحرت سفن التطوير، ويممت قطر وجهها نحو استعادة أمجاد الماضي، وبناء صروح المستقبل بخطوات وثَّابة، وعقول متقدة، ونفوس ترجو الخير للوطن، وللمنطقة العربية كلها، بل وللعالم بأسره القريب منه والبعيد. لقد حلم القطريون قيادة وحكومة وشعباً، ولم يكتفوا برواية الحلم، والحديث عن مرائيه الجميلة، وصوره الأخاذة، وإنما قرنوا كل ذلك بالعمل الجاد، وبذلوا العَرَق والأنفس والأموال، واضعين نصب أعينهم أن حياتهم من صنع أيديهم، وأن أحداً لن يتفضل عليهم بالإنجاز والإنتاج وهم قاعدون، فصنعوا ما عجز عنه آخرون أكثر منهم أموالاً وأوسع أرضاً وعدداً. وإذا كان البادي والظاهر هو أن الأرجنتين أو فرنسا سيكون أحدهما الفائز بكأس العالم، فإن الأكثر ظهوراً وبروزاً ووضوحاً هو أن قطر حققت الفوز الأهم، والانتصار الأبقى والنصر المبين، حيث أصبحت قبلة مَنْ يهوى الإنجاز ومضرب المثل في تحقيق الإنجازات الكبيرة في الأوقات القصيرة التي لا تزيد على بضع سنين. إن كل شيء تغير في قطر إلى الأحسن والأفضل، فالبنية التحتية فوق مستوى الامتياز، والفنادق والشوارع والملاعب والمسارح وأماكن الترفيه تضارع مثيلاتها في أرقى وأغنى دول العالم، بل إن الإنسان القطري نفسه أصبح أكثر طموحاً، وأمضى عزيمة، وأغزر إنتاجاً انطلاقاً من حبه لبلده، ومن ثقته في قيادته التي لا تألو جهداً من أجل رغده ورفاهيته. وفوق هذا وذلك نجحت الدوحة نجاحاً باهراً في أن تجعل كل العرب ملتفين حولها، فرحين بما تحققه لها ولهم، بل وأعادت اللحمة إليهم فوقفوا جميعاً خلف فرقهم العربية مؤيدين ومناصرين سواء كانت تلك الفرق قادمة من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، أو من تونس أو من المغرب أو من قطر نفسها، فالكل أبناء أمة واحدة ذات رسالة خالدة قولاً وفعلاً وواقعاً وعملاً. فيا دوحة الخير سيري نحو المجد والرفعة ويا سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظك الله ورعاك امضِ في طريقك، طريق البناء والتعمير والعزيمة والتصميم طريق الإنجاز والإعجاز، وأعد الى أمتك، أمة العرب ما تناثر من مجدها، وما وهن من عزمها، امضِ كما أنت واثق الخطوات، أبي النفس، عظيم القيمة والقامة، وحفظ الله قطر وأميرها وشعبها من كل شر ومكروه. حسين عبدالله الفضلي مدير تحرير جريدة النهار الكويتية
بداية يطيب لي أن أتقدم لدولة قطر، قيادة وحكومة وشعباً، بأسمى آيات التهاني بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، سائلا الله أن يحفظ قطر...