alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

الصعود الدبلوماسي الكبير لدول الخليج الصغيرة

16 نوفمبر 2011 , 12:00ص

رغم كبر حجمه، يتراجع نظام دمشق داخل نفسه منكمشا بانتظام منذ نهاية أكتوبر2011م، ففيما كان الجميع ينتظر وزير الخارجية وليد المعلم ليعطي ردا على خطة تسوية الأزمة السورية، تملص من اللجنة الوزارية العربية بمناورة سياسية يدعمها خطاب إعلامي سوري بأن محرك الأمور في المنطقة هي الدول الكبرى، فتحول حضوره للدوحة أقرب إلى كسر هيبة منها إلى إعلاء شأن، ولم تثمر هذه الخطوة لصالح دمشق، كما يراد لها استرجاعا أن تكون، فجاء قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة غير مفاجئ، بل في سياق انهيارات الكبار الآفلين سياسيا في المنطقة وبزوغ الصغار. المشهد السابق يطرح ظاهرة الصعود السياسي لدول الخليج، وهو صعود تبدت ملامحه في سياق ما حققته على مسرح الربيع العربي، حين كانت الجامعة العربية تبكي على واقع لا تملك همة النهوض لتغييره، حيث يطرح الصعود مجموعة تساؤلات منها المدى المتوقع لهذا الصعود، وتحول الدول الصغرى بأدواتها الجديدة لقوة كبرى على مسرح العلاقات الإقليمية والدولية، وما رؤية مجلس التعاون والجامعة العربية والدول الكبرى لهذا الصعود في ضوء نظرية صعود الدول الصغرى؟ تعتبر دول مجلس التعاون دون استثناء من الدول الصغيرة التي تأخذ هذه الصفة لفقرها أو صغر مساحتها أو قلة سكانها، لكنها تتشابه في المعاناة في مواجهة الأحداث الخارجية. والموقف المعلن من قبل الخليجيين هو أن الصعود كلاعب رئيسي في الربيع العربي سيأخذ نهجا واسعا وطويلا، يأتي على قمته تسخير أدوات القوة الناعمة الخليجية من قوة اقتصادية ودبلوماسية وإعلامية لمصلحة الشعوب وليس الأنظمة العربية. كما أن من المتوقع أن تنتقل العدوى من الشعوب بعد أن تأخذ مداها، إلى الحكومات بمعنى ظهور تكتلات دولية تساعد شعوب دول إقليمية مجاورة للخروج من محنتها السياسية، سواء في آسيا أو إفريقيا أو حتى القارة الأميركية، ويكفي أن نرى الــ300 ألف شخص الذين نزلوا إلى شوارع تل أبيب للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحسين ظروفهم الاقتصادية، وحركة احتلوا وول ستريت « Occupied the Wall Street» التي كان الربيع العربي ملهمها رغم مكابرة محركيها. أما المدى المتوقع لتحول الخليجيين بأدواتهم الجديدة لقوة كبرى على مسرح العلاقات الإقليمية والدولية، فقد تحقق الجزء الأكبر منه داخل جامعة الدول العربية، حيث إن الدوحة وأبوظبي قد أصبحتا موازيتين لباريس وأنقره في قضايا ليبيا وسوريا، فيما الرياض مرجعية للجهد الدولي لما يحدث في اليمن. لكن هناك معوقات قد تظهر نتيجة تحولات جذرية على المستوى الدولي تفرض تغيرا في نهج الدبلوماسية الخليجية، ومن تلك التحولات الموقف الصيني والروسي المصلحي حد الميكافلية، كما أن هناك الخوف من وصول الإسلاميين للسلطة، ليس من الغرب هذه المرة، فمباركة السيدة كلنتون للديمقراطية الإسلامية كانت بوضوح الشمس في رابعة النهار، بل خوف من الحكومات العربية منفردة. كما قد يحد من دبلوماسية الدول الخليجية الصغيرة بعض المشاكل الداخلية ذات الأبعاد الخارجية التي من المحتمل أن تفرض تداعياتها على الصعود المذهل حاليا، مثل ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية والفساد، ولأن الصعود الخليجي قد فرض تغيرات هيكلية في بنية النظام العربي فقد فرض أيضا تداعيات عدة، فدول الثقل الإقليمية التقليدية اعتبرته تحدياً لهيمنتها فيما باركته دول أخرى ينمي الإصلاح مصالحها. لقد سبق أن ظهرت دولة الكويت والآن دولة قطر على مسرح العلاقات الدولية وحولت العبء الاستراتيجي في صغر مساحتها وقلة سكانها وكثرة الطامعين في ثروتها، إلى ميزات عدة منها أن في الصغر هامشا أكبر للحركة، وإدراكا عميقا لمشاكل لا تعرفها الدول الكبرى. إن فتح أبواب مدرسة العلاقات الدولية تلك هو استثمار لميراث تاريخي بناه صباح الأحمد وطموح مستقبلي يديره حمد بن جاسم، لصعود دول الخليج الصغيرة لمسرح الأحداث الإقليمية والدولية مسلحة بالقوة الناعمة. حيث كتب على باب تلك المدرسة «حذاري من الدول الصغيرة، فهي ضحية الدول الأكبر منها، لكنها مصدر خطر عليها أيضا. فهل قرأت طهران تلك الجملة التي قالها منظر اللاسلطوية الروسي ميخائيل باكونين»Mikhail Bakunin» قبل 160 عاما وهي تتحدي المجتمع الدولي بعد الكشف عن مسعاها للحصول على السلاح النووي، أم تجاهلت التحذير كما فعلت حكومة دمشق؟ http://gulfsecurity.blogspot.com

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...